كورونا.. تحدي "كسر السلسلة" مع تسارع الإصابات

جانب من حملات تطعيم ضد "كورونا" مطلع الشهر الحالي في عمان - (تصوير: أمير خليفة)
جانب من حملات تطعيم ضد "كورونا" مطلع الشهر الحالي في عمان - (تصوير: أمير خليفة)

محمود الطراونة

عمان - في ظل التسارع الكبير في الارتفاع الكبير في إصابات متحور أوميكرون، واقتراب النسبة الإيجابية لفحوصات كورونا من حاجز 20 %، أكد خبراء أوبئة واختصاصيون لـ”الغد” ضرورة سرعة التوجه لتلقي المطاعيم والالتزام بإجراءات الوقاية.

اضافة اعلان


وقالوا في تصريحات منفصلة أن الاسبوعين المقبلين حاسمان، حيث يتوقع ارتفاع الاصابات الى اكثر من 15 ألف اصابة يوميا، والنسب الايجابية الى 30 %، داعين الحكومة الى مراقبة الوضع الوبائي الذي وصفوه بـ”السيئ”، واتخاذ إجراءات كفيلة بكسر سلسلة العدوى.


وفي السياق، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الاوبئة الدكتور مهند النسور ان الاسبوعين المقبلين سيشهدان زيادة في أعداد في الاصابات، مرجحا ان تصل ذروة الموجة الرابعة منتصف الشهر المقبل.


واشار في تصريحات لـ”الغد” إلى أن الاصابات ربما تصل الى 15 ألف اصابة يوميا، مشددا على ضرورة تلقي المطاعيم، وخاصة الجرعة الثالثة المعززة التي اصبحت ضرورة وليس ترفا، داعيا أن تشمل جميع الفئات.


وتابع: “لا بد من اتباع الاجراءات الاحترازية التي تعد السلاح الاقوى لكسر سلسلة العدوى لأوميكرون سريع الانتشار، ودون تباعد او كمامات سيكون الوضع خطيرا”.


وقال النسور إن الوضع الوبائي “يسوء شيئا فشيئا، وعلينا اخذ الحيطة والحذر بعد تجاوز النسبة الايجابية للفحوصات حاجز 20 %”، داعيا الحكومة الى اخذ الاحتياطات الاحترازية ومراقبة الوضع الوبائي والتدخل حتى لو وصل الامر الى “حد الإغلاق”.


من جانبه، قال أخصائي الامراض التنفسية والصدرية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة إن الوضع الوبائي “مقلق جدا، وسيكون هناك ارتفاع كبير في اعداد الإصابات التي تتجاوز حاجز 30 %”.


ولفت الطراونة إلى ان الأسبوعين المقبلين هما الأخطر في الموجة الحالية، داعيا الى تكثيف الإجراءات الاحترازية، فيما رفض أي اجراءات لتعطيل الحياة الاقتصادية والتعليمية.


وحث المواطنين على ارتداء الكمامة ومراجعة المستشفى عند ظهور اي اعراض، لافتا الى ان الموسم الشتوي الذي يضطر الناس الى البقاء في المنازل من دون تهوية، وانتشار الفيروسات بأنواعها، يحتم عدم التأخر في اللجوء للمستشفيات فور الإصابة.


وقال: “لا أنصح بأي إغلاقات، لأن أعراض اوميكرون طفيفة ولا تستدعي دخول اعداد كبيرة للمستشفيات”، لافتا إلى أن الإغلاقات ضرورية فقط في حال وصلت نسبة اشغال المستشفيات إلى أكثر من 70 %، وهذا ما لا يحدث في اصابات أوميكرون.


واعتبر أن الخطورة تلحق بالحالات ذات الاختطار العالي، وهي التي يتوجب عليها تلقي المطاعيم، وخاصة الجرعة المعززة الثالثة، فضلا عن الالتزام بإجراءات التباعد والوقاية والكمامات.


من جهته، أكد عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور بسام حجاوي، أن الأردن قد يدخل مرحلة التعايش مع جائحة كورونا خلال الصيف المقبل، وتحديدا في شهر حزيران (يونيو) المقبل.


واشار الى أن موجة المتحور أوميكرون التي دخلت الأردن قبل أسبوعين ستكون أسرع من الموجات السابقة، كما ستشهد أرقاماً عالية في الإصابات تفوق سابقاتها، حيث تم الوصول خلال ذروة الموجة الثالثة إلى 56 ألف إصابة، لكن في هذه الموجة (الرابعة) سيتم تسجيل أكثر من هذا العدد، خلال ذروتها التي قد تكون في 20 المقبل.


وأضاف أن الوضع الوبائي خلال شهري أيار وحزيران المقبلين سيكونان أفضل حالاً، حيث ستسود المجتمع مناعة أقوى، ويزداد عدد المطعمين، وبالتالي سيتم التعايش مع الوباء، محليا وعالميا.


وبين حجاوي أن الأردن سجل خلال الأسبوع الثاني من الموجة الرابعة، من متحور أوميكرون، 35 ألف إصابة، وهو رقم كان يمثل ذروة الموجة الثالثة، مرجحا، استنادا إلى ذلك، أن يتم تسجيل أكثر من 50 – 60 ألف إصابة في ذروة الموجة الحالية (الرابعة)، وهو ما يفرض التعايش مع الموجة وأخذ الاحتياطات واتباع الإجراءات، وتلقي المطاعيم.


وأشار إلى أن أنه لو تم تسجيل ما بين 10 – 12 ألف إصابة يومياً خلال الموجة الحالية، فسيكون أمراً عادياً؛ لأن المتحور الجديد سريع الانتشار، وفي حال تم التعامل معه خلال شهري شباط وآذار المقبلين بجدية، فسيكونان شهرين خفيفين على الناس، على الرغم من توقعات ارتفاع أرقام الإصابات، وذلك لكون المستشفيات جاهزة وعدد الإدخالات قليل، مشدداً في الوقت نفسه أنه لو ظهرت متحورات جديدة لأوميكرون فإنها لن تكون أقوى من الفيروس الأصلي.


وأكد حجاوي أن فترة حضانة المتحور الجديد أوميكرون أقل من دلتا، وعليه فإن مدة الحجر المنزلي ستكون 7 أيام إن لم تظهر أعراض، و10 أيام مع الأعراض، وباستطاعة المصاب الخروج من المنزل بعد هذه المدة، شريطة ارتداء الكمامة، لأن قابلية نقل العدوى للآخرين تبلع 0,5 %.


إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة، أمس، عن تسجيل 11 وفاة و6951 إصابة جديدة بفيروس كورونا في المملكة، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 13075 وفاة 1141048 إصابة، فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابيّة 19.54 بالمائة.


كما أعلن وزير الصحة الدكتور فراس الهواري إصابته أمس بفيروس كورونا، بعد أن ظهرت نتيجة الفحص الذي أجراه أخيرا بأنها إيجابية.
وأكد الوزير في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أن حالته الصحية مستقرة، وأنه ملتزم بإجراءات العزل المنزلي وتطبيق البروتوكولات المتعلقة بالمصابين.

إقرأ المزيد :