كورونا: تخفيف جديد.. هل ينسجم مع البروتوكولات العالمية؟

كورونا
كورونا
محمود الطراونة - في الوقت الذي أكد فيه مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا تعليق إصدار التقرير الاسبوعي لحالات كورونا في الأردن، يظل السؤال حول مدى انسجام هذا القرار مع بروتوكولات منظمة الصحة العالمية حول رصد ومتابعة الحالة الوبائية. وقامت منظمة الصحة العالمية مؤخرا بتحديث الخطة العالمية للتأهب والاستعداد والاستجابة لكوفيد 19، وبموجب المواجز الصادرة عن المنظمة في أيلول/ سبتمبر 2022، التي ركزت على الاجراءات التي يجب ان تتبعها الدول، قالت المنظمة ان كوفيد 19 "يمكن ان يصبح مرضا يمكن تدبيره علاجيا"، في ظل انخفاض في أعداد الوفيات والمرضى، غير ان المنظمة أبقت على بعض الإجراءات كتجنب الحشود والابلاغ عن الاصابات وارتداء الكمامات، وضرورة إبلاغ المنظمة بالحالة الرصدية. وقال مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية مسؤول ملف كورونا عادل البلبيسي لـ "الغد" إن تعليق اصدار التقرير جاء بعد انخفاص الحالات المسجلة محليا للاسبوع السابع على التوالي، لافتا الى أن الأردن يسجل يوميا بين 30 إلى 40 حالة فقط، ولم يعد هناك حاجة لإصدار التقرير الاسبوعي بشكل دوري. غير أنه استدرك قائلا إن وزارة الصحة علقت اصدار التقرير للجمهور ولكنها تبلغ به منظمة الصحة العالمية والجهات ذات العلاقة وتراقب الأوضاع فيما تبقى مراكز تطعيم كورونا وفحص الـ (بي سي ار) للعمل كالمعتاد دون توقف. وبين البلبيسي أن الوزارة ملتزمة بالبروتوكولات الصحية وان وقف نشر التقرير دلالة واضحة على ان الكورونا في انحسار شديد وانخفاض فيما لا توقف الوزارة الإجراءات المصاحبة والمتعلق بالمرض. في موازاة ذلك، قال خبراء واستشاريون ان هذه الخطوة (تعليق إصدار التقرير) متأخرة بعد أن بدأ العالم يتعافى من كورونا ووضعها خلف ظهره اضافة الى إزالة كافة القيود والاجراءات وحتى أوامر الدفاع التي صدرت بهذا الخصوص. وأشاروا إلى أن من يناط بها في العالم هي مراكز الأوبئة ومراقبة الأمراض لتتابع حالة الأوبئة ولدينا في المركز الوطني لمكافحة الأوبئة وهي من يجب أن يناط بها حاليا. وقالوا إن كورونا هي انفلونزا موسمية وهي التهاب يصيب الجهاز التنفسي العلوي فيما حالات الادخالات قليلة جديا الا لكبار السن وذوي الأمراض المزمنة والإصابات قليلة جدا ولا بد من الالتفات الى الأوبئة الجديدة او التي تنتشر حاليا والعمل على اعادة تطوير بنية القطاع الصحي. من جهته قال استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية وأمراض النوم الدكتور محمد حسن الطراونة ان التقرير الاسبوعي لزوم ما لا يلزم بعد أن وضع العالم كورونا خلفه وأوقف كافة الاجراءات المتعلقة بها. وتابع إن كورونا أصبح التهابا للجهاز التنفسي العلوي وانخفضت اصاباته بشكل كبير اضافة الى حالات الادخال باستثناء تلك المتعلقة بكبار السن وذوي الأمراض المزمنة. ولفت الطراونة إلى أن نسب التطعيم في المملكة كبيرة ونسبة المناعة لدى المواطنين كبيرة وهو ما يستدعي ازالة كافة مظاهر كورونا حتى أوامر الدفاع والالتفات الى تطوير بنية القطاع الصحي الحكومي. ولفت لا بد من ترك موضوع الأوبئة والأمراض السارية للمركز الوطني لمكافحة الاوبئة والاهتمام ببرامج الوزارة وتطويرها واعادة بناء القطاع الصحي الحكومي والاهتمام بالسياحة العلاجية والاقتصاد الصحي وتطوير الاستثمار فيه. بدوره، قال الخبير واختصاصي الوبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني لـ"الغد" إن تخفيف الاجراءات المتعلقة بجائحة كورونا بشكل عام هي خطوة جيدة بما لا يؤثر على الوضع الوبائي بالمملكة. وقال على الحكومة تغيير منهجية العمل والسياسات المتبعة لما بعد كورونا، والعمل على إيجاد إجراءات تخفيفية والعمل على الإنعاش للاقتصاد الصحي والسياحة العلاجية. وأشار إلى أن العالم طوى صفحة كورونا خلفه وينتظر ان تسدل منظمة الصحة العالمية الستار على آخر فصول كورونا ووضعها خلفنا واسناد القضايا المتعلقة بكورونا والأوبئة بشكل عام للمركز الوطني لمكافحة الاوبئة وفقا لما نص عليه النظام الخاص به. وكانت الحكومة رفعت معظم القيود المفروضة للحد من جائحة كوفيد- 19 بعد أكثر من عامين من فرضها. وجاء رفع القيود في أعقاب تراجع الإصابات بكوفيد- 19 في المملكة التي شهدت تفشيا للمتحورة أوميكرون في وقت سابق من العام الماضي. وعزا رئيس الوزراء بشر الخصاونة هذا الإجراء إلى "تحسن الوضع الوبائي ولتحقيق التوازن ما بين المتطلبات الصحية والاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية". وأول هذه الإجراءات "السماح بالدخول والتواجد في الأماكن المفتوحة بدون اشتراط ارتداء الكمامة واستخدام كامل الطاقة الاستيعابية للمطاعم والصالات وعمل المنشآت بكامل طاقتها الاستيعابية". كما تقرر "إقامة التجمعات الداخلية والخارجية بجميع أشكالها وتنظيمها والمشاركة فيها بما في ذلك موائد الرحمن والخيم الرمضانية". كما الغت الحكومة فحص مسحة الأنف "PCR" للقادمين للمملكة وتخفيض فترة العزل للمصابين بفيروس كورونا إلى 5 أيام. وتلقى نحو 4,4 مليون نسمة من السكان جرعتين من لقاح مضاد لكوفيد. فيما سجل الأردن حتى الآن مليونا و692 ألف إصابة، فيما بلغ عدد الوفيات الناجمة عن الفيروس 14031.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان