"كورونا".. توجه لتصبح الجرعة الثالثة أصيلة

محمود الطراونة عمان - فيما أقرت وزارة الصحة أمس بالتحول إلى بروتوكول العزل المنزلي وليس المؤسسي لمصابي متحور "أوميكرون"، لاسيما مع ارتفاع نسب الإصابة به، تثور أسئلة حول ما إذا كان هناك توجه لجعل الجرعة الثالثة من مطعوم كورونا إلزامية، خصوصا بعد إقرار ضرورة الحصول على هذه الجرعة للراغبين بارتياد الحفلات ممن مضى ثلاثة أشهر على تلقيهم الجرعة الثانية. وقال عضو من لجنة الأوبئة رفض الكشف عن اسمه لـ"الغد" إن الاصابات التي اعلنت عنها وزارة الصحة من المتحور أوميكرون كانت مزيجا بين إصابات محلية وخارجية، ما يشير الى بدء تفشي الفيروس محليا. وتابع ان اللجنة لم تتطرق الى توسيع رقعة المستشفيات التي تستقبل حالات الاصابة، لأن الأعداد المصابة بالمتحور الجديد لا تتطلب دخول المستشفيات. ولفت الى ان العمل قائم الآن لتوسيع رقعة متلقي المطعوم بجرعاته الثلاث وليس الجرعتين، على اعتبار ان الجرعة الثالثة لم تعد معززة بل أصيلة. واشار الى ان اللجنة ارتأت ان ترى نتائج الاسبوع الاول لتوصي بتعديلات على قرار الدفاع 35 الذي ينص على اشتراط تلقي الجرعتين لدى مراجعة مؤسسات القطاعين العام والخاص، لتصبح ثلاث جرعات، لأن المتحور اوميكرون يستلزم جرعة ثالثة معززة. واشار الى ان المخاوف من المتحور اوميكرون ناشئة من سرعة انتشاره، خاصة مع بقاء نسبة 35 % من السكان بلا مطعوم، و400 الف شخص لم يتلقوا الجرعة الثانية، فضلا عن تأثيرات المتحور على كبار السن الذين لم يتلقوا المطعوم، وبنسبة 40 % منهم، اضافة الى تأثيراته على الاشخاص من ذوي الأمراض المزمنة ونقص المناعة. من جانبه، قال عضو اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة الدكتور مهند النسور إن علينا ان نكون خلاقين في التشجيع على المطعوم، مشيدا بمبادرة الجامعات في هذا الشأن، لافتا الى أن اللوائح والتعليمات فعالة لكن لا بد من الوصول الى منظمات المجتمع المدني والقرى والارياف وسيدات المنازل وإقناعهم بضرورة تلقي المطاعيم للخروج من الأزمة. وبين ان العمل جار الآن لرفع نسبة التطعيم، مشددا على ان اللجنة لم توص بتغيير البروتوكولات العلاجية، نظرا لأن تأثيرات المتحور اوميكرون لا تختلف عن نظيراتها في متحور دلتا، لكن لا بد من حصول الناس على المطاعيم لمواجهة المتحور سريع الانتشار، والذي سيكون هو النمط السائد من المتحورات في المملكة والعالم. وبين ان الفرق كبير بين الأردن ودول اوروبا التي وصلت فيها نسبة متلقي المطاعيم الى 85 %، وبالتالي تكون تأثيراته اقل في العالم، معبرا عن خشيته من تزايد اعداد الاصابات قريبا من المتحور الجديد، وهو ما يخشى معه التأثير بشكل كبير على فئة غير متلقي المطاعيم. وقال إن المؤشرات الوبائية حتى الآن جيدة، لكن يمكن ان يتغير الواقع الوبائي بين وقت لآخر، وهذا ما نخشاه في ظل وجود اعداد كبيرة من الفئة المستهدفة بالتطعيم بلا لقاحات. وكانت اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة عقدت اجتماعا اول من امس تباحثت فيه مطولا عن تأثيرات المتحور الجديد اوميكرون بعد ارتفاع الاصابات الى اكثر من 320 اصابة، وخرجت بعدد من التوصيات ليصار الى مراجعتها الاسبوع المقبل بعد الكشف عن حجم الانتشار والتأثيرات التي سيخلفها. وكان وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد الخرابشة، قال إن وزارة الصحة أعلنت عدد حالات متحور أوميكرون التي وصلت إلى 328 حالة، إلا أن هذا ‏الإعلان لا يكفي. وأضاف الخرابشة أن المطلوب هو إطلاعنا على معلومات تحليلية تفصيلية حول هذه الحالات ومصادر العدوى، وهل من بينها حالات محلية، والصورة السريرية لها، وأين سيتم عزلها. وتساءل: "ما فائدة اقتصار حظر الطيران على بعض الدول فيما أصبح المتحور منتشراً في معظم بلدان العالم؟". وأكد الخرابشة أن وجود هذا العدد الكبير من الحالات المكتشفة فرصة للباحثين الأردنيين لدراستها سريرياً ووبائياً لزيادة المعرفة بخصائص هذا المتحور لا أن نبقى نعتمد على ما ينشر من دراسات أجنبية فقط. من جهته تساءل اختصاصي الامراض الصدرية والتنفسية والعناية الحثيثة الدكتور محمد حسن الطراونة عن مصير الموظفين العموميين في مختلف القطاعات الصحية والقطاع العام في حال بقي العزل المؤسسي الى 14 يوما، في ظل انتشار المتحور، منبها الى ضرورة ان يعاد النظر في البروتوكولات العلاجية المتعلقة بمدة العزل ومكانه. وأشار الطراونة الى ان المتحور اوميكرون تبقى تأثيراته قوية على الاشخاص من ذوي الامراض المزمنة وغير متلقي المطعوم وكبار السن ما يتطلب رفع جاهزية المستشفيات لتكون على استعداد لاستقبال اعداد اضافية من المصابين به من هذه الفئات. واعتبر ان نسب التطعيم ما تزال في حدود غير مقبولة، مشددا على الجهات الصحية العمل على رفع نسبة متلقي المطعوم وتفعيل قرارات الدفاع بهذا الخصوص. من جانبه، قرر مستشار رئيس الوزراء لشؤون الصحة الدكتور عادل البلبيسي إلزام من مضى 3 أشهر على تلقيه الجرعة الثانية من المطعوم بتلقي الجرعة الثالثة قبل حضور أي تجمع. وأضاف في تصريحات صحفية، أنه يشترط كذلك إجراء فحص كورونا قبل 48 ساعة من حضور أي تجمع. إلى ذلك، سجلت وزارة الصحة أمس 31 وفاة بفيروس كورونا، و2024 إصابة، فيما بلغت نسبة الفحوصات الإيجابية 5.68 بالمائة.

إقرأ المزيد : 

اضافة اعلان