"كورونا.. وصحتنا النفسية"

عمان- ربما أن اسم الفيروس لوحده أصبح يولد الرعب والهلع في قلوبنا جميعا، لأسباب كثيرة أهمها أن الفيروس مستجد "لم يسبق أن اصيب به شخص"، وفي حالة نشاط دائم وتطور، ولا يوجد له لقاح الى حد اللحظة بالتالي، وكونه فيروس فلا علاج دوائي له.
هذا الفيروس الذي ظهر مؤخرا مبتدئا في دولة الصين، وانتشر في دول أخرى كثيرة أصبح يقلق العالم أجمع بسبب طول فترة حضانته التي تتجاوز الأسبوعين، مما يشكل تهديدا بإصابة أعداد لا بأس بها.
وقد تكون الغالبية العظمى قرأوا كثيرا عن هذا الفيروس وطرق انتقاله، لذلك ليس الهدف هنا إعطاء المعلومات عنه، فقد أصبح معلوم لدى الجميع، ولكن ما نود لفت النظر له، هل سيؤثر انتشار "فيروس كورونا "على صحتنا النفسيه؟
الخوف من المرض أمر فطري وضروري لأجل أخذ الحيطة والحذر والذهاب إلى اتخاذ سبل الوقاية، لكن مستوى القلق من هذا الفيروس مرتفع جدا، بالتالي سيؤثر هذا القلق والتوتر على صحتنا النفسية، فمن الممكن أن يحدث، ويصبح بعض الاشخاص القلقين مصابون بالهوس والخوف المرضي الشديد من انتقال العدوى لهم ولعائلاتهم فتبدأ صحتهم النفسية بالتراجع، وذلك بظهور العلامات التاليه على الشخص:-

  • قلق مرتفع وشعور دائم بأنه ربما مصاب بالفيروس.
  • خوف من التعاطي مع الآخرين ورغبة بعدم مغادرة المنزل نهائيا.
  • شعور دائم بترقب المرض، وذلك يتجسد بتكرار قياس درجة حرارته، وتوهمه بوجود أعراض الإصابة بالفيروس.
    تظهر العلامات السابقة أكثر وبشكل كبير لدى الأشخاص الذين يعانون من وسواس المرض أو الذين لديهم معدلات قلق مرتفع، وأحيانا تظهر تلك العلامات عند الأشخاص العاديين، ولكنهم لم يتمكنوا من مواجهة الأزمة وسيطر عليهم الخوف الشديد والقلق.
  • ما العمل إذا؟
    إن حدثت العلامات سابقة الذكر ربما يدخل الشخص لاحقا في الاكتئاب الذي سيزيد الطين بله، ويجعل الأمر أكثر تعقيدا، فوجود قلق مرتفع مع وسواس القلق كفيلان بأن يؤثران سلبا في الصحة النفسية، والى حد كبير، ليأتي بعد ذلك الاكتئاب، ويجعل الأمر أكثر سوءا وتعقيدا.
    لأجل منع حدوث تلك المشاكل النفسية ننصح بالآتي:-
  • دائما وابدا كل شيء نخشاه نذهب إلى سبل معرفته وتزويد أنفسنا بمعلومات كافية عنه، والمصادر كثيرة في وقتنا الحالي.
  • التحلي بالايمان يرفع الروح المعنوية، ويجعل الأمر مهما كان صعبا أقل وطئه علينا.
  • أخذ اجراءات الوقاية والسلامة قدر الامكان دون المبالغة في ذلك.
  • عدم السماح للاشاعات أن تتمكن منا، فتزيد المخاوف داخلنا، وأيضا عدم المساهمة في نشرها.
  • الأخذ بأسباب منع الاصابة جميعها، وان حصل وحدثت الإصابة لا قدر الله ، علينا عدم استباق الأحداث والجزع والخوف بل المقاومة وعدم الاستسلام واتباع ارشادات الطبيب المعالج.
    على الرغم من المعلومات التي انتشرت مؤخرا للتوعية والتعريف بفيروس "كورونا" إلا أنه ما يزال قيد البحث والدراسة.
    وكما قيل قديما نقول الآن "درهم وقاية خير من قنطار علاج" إن اتباع سبل الوقاية والتحلي بضبط النفس كفيلان بجعل الأزمة تمر بسلام.
اضافة اعلان

اخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي
أمل الكردي