"كورونا" يتسبب للعام الثاني بغياب صناعة "القطايف" أمام أعين الأردنيين

عامل يخبز القطايف في محل بعمان خلال شهر رمضان سابق - (أرشيفية)
عامل يخبز القطايف في محل بعمان خلال شهر رمضان سابق - (أرشيفية)
مؤيد أبو صبيح عمان – من الظاهر، وجراء قرارات اتخذتها الحكومة، مؤخرا، تتعلق بتمديد الحظر الجزئي، ومنع إقامة الصلوات أيام الجمع وقداس الكنائس، جراء فيروس كوورنا المستجد، فإن أحد الطقوس الرمضانية، والذي يتمثل بصناعة مادة "القطايف" ستغيب، مرة أخرى، عن أنظار الأردنيين، وللعام الثاني على التوالي. ورغم وجود "القطايف" على مدار العام في العديد من المخابز بمختلف مناطق المملكة، لكن الأردنيين لا يقبلون عليها إلا في شهر رمضان المبارك، كطقس رمضاني، اعتادوا عليه منذ عقود. وكانت المخابز والعديد من المحال، في الأعوام الماضية، تقوم بصناعة مادة القطايف، على مرأى الأردنيين، الذين سيفتقدون تلك المناظر، حيث كان يتم صناعة "خبيزة" هذه المادة، أمام أعينهم. وكان الأردنيون يصطفون بالطوابير، أمام تلك المخابز والمحال، التي تصنع مادة القطايف، بينما سيفتقد الشارع الأردني لمثل هذه الطوابير، خلال شهر رمضان المبارك، وذلك بسبب وباء كورونا، وسط إجراءات صارمة، ستفرضها أمانة عمان الكبرى على عمليات بيع "القطايف" بالعاصمة، في ظل الوضع الوبائي الذي تشهده المملكة. وقال مسؤولون بــ"الأمانة"، طلبوا عدم نشر أسمائهم لـ"الغد"، إن أمانة عمان بصدد وضع تعليمات لهذه الغاية، من شأنها إعداد آلية واضحة لبيع القطايف من داخل المخابز، إذ إنه لن يسمح بأي شكل من الأشكال نصب "فروش وأفران غاز" أمام هذه المخابز، كي لا تكون هناك تجمعات بشرية طلبا على هذه السلعة الرمضانية، التي تعتبر من أبرز طقوس الشهر الفضيل. وأضافوا أن الوضع الصحي له أولوية قصوى في عمل "الأمانة"، وصحة المواطنين تتقدم على كل شيء. وكان وزير الدولة لشؤون الإعلام، الناطق الإعلامي باسم الحكومة، صخر دودين، قال، في تصريحات صحفية سابقة، إن الأردنيين سيأكلون القطايف خلال شهر رمضان المبارك، من خلال خدمة التوصيل "ديليفري". وأضاف أن موضوع شهر رمضان لم يناقش حتى الآن، ولكن هنالك خطة لشهر رمضان موضوعة وجاهزة. من جهته، قال نقيب أصحاب المخابز، عبد الإله الحموي، إن جميع المخابز في كل محافظات المملكة، ومنها العاصمة، تراعي اشتراطات الصحة في عملها، موضحا أن المخابز سـ"تقوم ببيع القطايف، خلال الشهر الفضيل، من خلال "أطباق مغلفة"، تُعرض على "بسطات" داخل تلك المخابز". إلى ذلك، قال مواطنون إنهم لجأوا في شهر رمضان الماضي إلى "عمل القطايف في منازلهم، وذلك جراء الحظر الشامل الذي كان سائدا في المملكة جراء كورونا"، فيما أشار آخرون إلى "أنهم تخلوا عن "القطايف" نهائيا في ظل الصعوبات الاقتصادية التي رزحوا تحت وطأتها جراء تعطل أعمالهم بسبب الجائحة. بدوره، قال شوقي حامد، عامل مخبز في أحد مخابز العاصمة، "إن العديد من المخابز أصبحت تُفكر بعدم بيع القطايف، خلال شهر رمضان المقبل، وذلك لعدم جدواها اقتصاديا، في ظل تراجع الإقبال عليها". وأوضح أن إقبال الناس في الأيام الحالية يتركز فقط على مادة الخبز، مؤكدا أنه لا يوجد أي إقبال آخر يُذكر على أي نوع من "المخبوزات" الأخرى. من ناحيته، قال المواطن نائل كمال "إنه خلال العام الماضي، افتقد الأردنيون أحد أجمل طقوس الشهر المبارك، وهي صناعة مادة القطايف أمام أعينهم"، مضيفا أن هذا الأمر سينسحب أيضا العام الحالي.اضافة اعلان