" كورونا" يحرم أسرا كركية الاستفادة من موسم الأعشاب البرية

figuur-i
figuur-i

هشال العضايلة

الكرك – حرمت الظروف الاستثنائية التي يعيشها الوطن بسبب فيروس كورونا، العديد من الاسر الكركية وخصوصا القاطنة في البلدات والقرى، من احدى اهم العادات التي كانت تقوم بها هذه الاسر في مثل هذا الوقت من العام، وهي عملية التقاط الزعتر والبابونج من الجبال والسهول خلال موسم الربيع.اضافة اعلان
ويؤكد سكان، ان حظر التجول للمركبات منع وحرم آلاف الاسر من الحصول على الزعتر البري والبابونج وغيرها من النباتات البرية والتي تعتبر جزءا من غذاء العديد من الاسر، كما هو الحال مع الخبيزة والجعدة، حيث لم يتمكن المواطنون من الوصول الى مناطق تواجد هذه النباتات لبعدها عن مناطق سكناهم.
وخلال هذا الوقت من ايام الربيع تنتشر مئات الاسر في مختلف مناطق الجبال والاودية مستغلة توفر نبتتي الزعتر البري والبابونج اللتين تنموان منتصف الربيع، وخصوصا في اوقات الامطار الغزيرة كما هو الحال للموسم الحالي، وتقوم بتجميع الزعتر والبابونج ليكونا جزءا من غذاء الاسر ودوائها كما هو معروف لدى غالبية المواطنين بالمحافظة.
وتنبت مختلف انواع النباتات البرية والتي يستخدمها المواطنون خلال موسم الربيع في جميع مناطق الخلاء البرية، والتي توجد في الجبال والاودية القريبة والبعيدة عن المناطق السكنية.
ونادرا ما يتمكن بعض المواطنين من الوصول خلسة الى مناطق وجود هذه النباتات، وخصوصا تلك القريبة من مناطق سكنهم، والحصول على بعض منها بسبب منع الاجهزة الرسمية للمواطنين من التجول في المناطق الخلاء باعتباره تنزها يحظر القيام به.
وتؤكد ام فوزي من سكان بلدة مؤتة جنوبي محافظة الكرك، ان الاجراءات الرسمية التي اعلنتها الحكومة في سياق مكافحتها فيروس كورونا من حظر للتجول والحركة من خلال المركبات حرمت مئات الاسر بالمحافظة من القيام بما كانت تقوم به دائما من استغلال لما تجود به الطبيعة على الانسان، من الحصول على النباتات المختلفة، والتي يحتاجها المواطن وخصوصا تلك التي توفر جزءا من الغذاء الدائم على المائدة، مثل الزعتر وغيرها من النباتات، اضافة الى تلك التي يستخدمها في علاجه مثل البابونج البري، وهي احدى اهم الاعشاب التي يتم التقاطها سنويات خلال هذه الفترة من العام، والتي يستفيد منها المواطنون وتعتبر اشياء مهمة في هذا الموسم.
وبينت ان عملية تجميع هذه النباتات كانت تتم سنويا بشكل جماعي، حيث تشاهد مئات الاسر وهي منتشرة على التلال والاودية تجمع ما تحتاجه من الاعشاب البرية، لتكون جزءا من مخزونها بالمنزل، مؤكدة انها واسرتها نادرا ما كانت تشتري البابونج والزعتر من السوق، لانها كانت تجمعه من البرية والتي يتواجد فيها بشكل دائم.
وقال عايد الجعافرة وهو احد مربي الماشية من سكان بلدة راكين شمالي المحافظة، ان العام الحالي يشهد نبات كميات كبيرة من الاعشاب البرية والتي ما تزال مكانها لعدم قيام مواطنين كما هو الحال كل عام بجمعها بسبب ظروف حظر التجول، التي فرضتها الحكومة بسبب مكافحتها فيروس كورونا، مشيرا الى انه اضافة الى غياب المواطنين غابت ايضا حركة رعي المواشي بسبب الحظر ما شكل حماية للعديد من النباتات البرية والاعشاب العطرية التي يجمعها المواطنون كل عام.
وبين ان الكثير من المواطنين كانوا يجمعون الاعشاب البرية مثل الزعتر والبابونج والجعدة وغيرها من النباتات في مثل هذا الوقت حيث موسم الربيع، ويبيعونها للتجار ما يوفر دخلا لهم، مؤكدا اختفاء هذه المشهد تماما من المناطق التي كان جامعو الاعشاب البرية يتواجدون فيها.
ويؤكد مدير زراعة الكرك، ان محافظة الكرك شهدت هذه العام تساقطا كبيرا للامطار، اذ وصلت النسبة المئوية فيها لتساقط الامطار الى اكثر من النسبة السنوية في السنوات السابقة، وهي كميات ساهمت في نمو انواع الاعشاب المختلفة وبشكل كبير وعلى امتداد مختلف مناطق المحافظة، وخصوصا الاعشاب التي اعتاد المواطنون تجميعها سنويا، اضافة الى نمو الاعشاب العلفية بكميات كبيرة.