"كورونا" يكبد الاقتصاد العالمي خسائر بمئات المليارات

تايلنديون يرتدون أقنعة في بانكوك أول من أمس - (ا ف ب)
تايلنديون يرتدون أقنعة في بانكوك أول من أمس - (ا ف ب)
هونغ كونغ - حذّرت وكالة "ستاندرد آند بورز غلوبال" أمس من أن فيروس كورونا المستجد قد يتسبب بخسارة تتجاوز أكثر من 200 مليار دولار لاقتصادات دول آسيا والمحيط الهادئ هذا العام، ما يخفض النمو إلى أدنى مستوياته منذ أكثر من عقد في وقت تعمل الحكومات جاهدة لمكافحة الوباء. وفي أسوأ الاحتمالات، قد تشهد الصين نموا بأقل من 3 % بينما قد تواجه اليابان وأستراليا وهونغ كونغ خطر الركود، بحسب تقرير الوكالة. وتسببت المخاوف من تداعيات تفشّي المرض الذي انتشر في 85 بلدا على الأقل منذ ظهر في الصين أواخر كانون الأول (ديسمبر) بتراجع الأسواق العالمية وسط قلق المستثمرين من تداعياته الاقتصادية. وأفادت "ستاندرد آند بورز" أنها تتوقّع بأن تحقق المنطقة نموا بنسبة 4,0 % هذا العام في وقت تسببت الصدمات المرتبطة بالعرض والطلب بفجوة قيمتها 211 مليار دولار في الاقتصاد. ويأتي الرقم الأخير بالمقارنة مع تقدير بنسبة نمو تبلغ 4,8 % صدرت في كانون الأول (ديسمبر) ويشكّل أسوأ أداء للمنطقة منذ الأزمة المالية العالمية في 2008. وقالت الوكالة "ازدادت قتامة التوقعات لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ جرّاء تفشّي فيروس كورونا المستجد عالميا. من شأن ذلك أن يتسبب بصدمات في العرض والطلب المحليين في اليابان وكوريا. وسيعني ذلك تزايد ضعف الطلب الخارجي من الولايات المتحدة وأوروبا". وأشار التقرير إلى أن الاقتصادات تعاني من ضربة مضاعفة جراء تراجع الطلب في وقت يلزم المستهلكون منازلهم خشية العدوى بينما تراجعت الإمدادات جرّاء إغلاق المصانع. وتوقّع أن ينمو الاقتصاد الصيني، الذي كان يواجه صعوبات في الأساس حتى قبل أزمة الفيروس، بنسبة 4,8 % هذا العام، وهي أسوأ نسبة خلال ثلاثة عقود. لكنه أضاف أنه في أسوأ الحالات، "على فرض وقوع إصابات محلية مع عودة الناس إلى العمل وإعادة فرض بعض القيود على النشاط"، فقد يتراجع النمو إلى 2,9 % فقط. ومن التوقع أن ينكمش اقتصاد هونغ كونغ، التي شهدت أول ركود العام الماضي منذ 2008، بشكل إضافي. وستكون المدينة، إلى جانب سنغافورة وتايلاند وفيتنام، الأكثر تأثّرا حيث يساهم قطاع السياحة الذي تعرّض لضربة على صعيد العالم، بمعدل أكثر من عشرة % من النمو. ومع ذلك، أكدت "ستاندرد آند بورز" أن الاقتصادات ستشهد على الأرجح انتعاشا في وقت لاحق. وقال التقرير "يرجّح أن يتأخّر التحوّل في التعافي حتى الربع الثالث في حال ظهرت مؤشرات بحلول الربع الثاني على أنه تم احتواء الفيروس على الصعيد العالمي". وأضاف "نفترض أن فيروس كورونا لن يعطّل بشكل دائم القوة العاملة أو مخزون رأس المال أو الإنتاج، وبالتالي يفترض أن تشغل اقتصادات المنطقة نفس العدد من الناس وبنفذ القدرة الإنتاجية بحلول نهاية 2021 كما كانت لتفعل في غياب الفيروس". وأفاد بنك التنمية الآسيوي الجمعة كذلك أنه يتوقّع أن تتعرّض الصين لتراجع بقيمة 103 مليار دولار أو 0,8 نقطة مئوية في إجمالي ناتجها الداخلي، بينما يمكن أن تبلغ الخسائر 22 مليار دولار أو 0,2 نقطة مئوية لغيرها من الاقتصادات النامية في المنطقة. من جهتها، أعلنت الهيئة الدولية للنقل الجوي "آياتا"، ان الخسائر المتوقعة لقطاع الطيران العالمي 113 مليار دولار، بفعل القيود المفروضة على الحظر الجوي بسبب فيروس كورونا المستجد، كما أعلنت واشنطن بوست. وفي الولايات المتحدة، أوقفت شركات الطيران الرئيسية المحلية، مثل "يونايتد إيرلاينز" و"جيت بلو"، أسطولها الجوي من السفر داخل الولايات الأميركية، كما وضعت قيودا جديدة على النقل الجوي من أجل عدم اقتراب المسافرين من بعضهم. أما في الصين، مصدر الوباء، فقد انخفضت حركة الطيران في أكثر مطارات الصين ازدحاما، حيث تضاءل النقل في أبرز 50 منها بنسبة 80 % منذ بداية العام. وقال رئيس "اياتا" ألكسندر دو جونياك في بيان : "خلال شهرين ونصف، لقد سلكت آفاق قطاع الطيران في معظم أنحاء العالم انعطافة دراماتيكية نحو الأسوأ" متحدثا عن "وضع غير مسبوق تقريبا". ودعا جونياك الحكومات إلى خفض الضرائب والرسوم على شركات الطيران مطالبا باعتماد المرونة بالنسبة الى الأوقات المفروضة على الطائرات للإقلاع والهبوط والتي تواجه في الظروف العادية إمكان خسارتها في حال استعملتها بنسبة أقل من 80 %. وقدّرت "اياتا"، التي تضمّ 290 شركة طيران، خسائر في رقم أعمال شركات الطيران في قطاع نقل الركاب، ما بين 63 مليار دولار، إذا تمّ احتواء الفيروس، و113 مليارا في حال استمرّ تفشي الفيروس. -(وكالات)اضافة اعلان