كوشنير لم يفقد الأمل في إنقاذ "صفقة القرن".. ويطرح خطة جديدة للتأثير على الشعوب العربية

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

نادية سعد الدين

عمان - يبدو أن جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره، لم يفقد الأمل في إنقاذ الخطة الأميركية للسلام في المنطقة، المعروفة باسم "صفقة القرن"، عبر طرح خطة جديدة تستهدف التأثير على الشعوب العربية لحشد تأييد واسع للموقف الأميركي من العملية السلمية.اضافة اعلان
وأمام المعطيات الإقليمية المؤشرة لفشل "صفقة القرن"، بما فيها الخطة الاقتصادية التي طرحها كوشنير في مؤتمر البحرين والتي كان محكوما عليها بالموت قبل أن تولد، فقد توجه المبعوث الأميركي للسلام إلى مسار آخر يسعى من خلاله للتأثير على الشعوب العربية لقبول الجهود الأميركية للسلام في المنطقة.
ومن الظاهر أن كوشنير، وفريقه، على استعداد للذهاب إلى أقصى مدى لدفع جهود إدارة الرئيس ترامب في التوصل إلى اتفاق مرفوض فلسطينيا ومتحفظ عليه إسرائيلياً، بدلاً من معالجة القضايا الرئيسية مباشرة.
ويجري كوشنير، وفق وكالة McClatchy Dc الأميركية للأنباء، "عملية جمع البيانات اللازمة لكيفية التأثير في تغطية وسائل الإعلام العربية لقضية السلام في منطقة الشرق الأوسط كي يدفعها إلى تأييد الموقف الأميركي من العملية السلمية".
وقالت وكالة الأنباء نفسها أنه "بتوجيهٍ من كوشنر، فقد جمعت وكالاتٌ حكومية أميركية بعض أدوات البيانات والخبرات الإنسانية لأول مرة من أجل تصنيف وسائل الإعلام العربية رسمياً بناءً على تغطيتها لعملية السلام في الشرق الأوسط".
وأفاد تقرير الوكالة أن "ثلاثة من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية أشاروا، للوكالة، إلى أن الغرض من مشروع كوشنر هو التواصل مع السكان المحليين في جميع أنحاء العالم العربي بأكبر قدرٍ ممكن من الفعالية، لفهم ما يُحرِّك الشارع العربي فهماً أفضل، حتى يتمكن مع فريقه من استهداف اتصالاتهم بدقةٍ أكبر".
وأضاف أن "مسؤولاً بارزاً في الإدارة الأميركية، منهم، تحدث عن قضاء الوقت الطويل في وضع خطة سياسية، وتكوين خطة اقتصادية، أسوة بما يتم الآن من ضرورة فهم البيئة الإعلامية في المنطقة".
ونوه إلى أن "جهود كوشنير تتمثل في تقييم المتابعة العامة للأخبار في كل بلدٍ في المنطقة، ودراسة وسائل إعلامية محددة، وتقييم حيادية كل مؤسسة في كيفية تصويرها لسياسة الولايات المتحدة، وتقييم تأثيرها وإدراج ملكيتها، استناداً إلى تحليلات تجريها وكالتان حكوميتان تحللان المواد المتاحة للجمهور".
وذكر التقرير أن "التركيز الرئيسي يتمحور حول فهم الطريقة التي تصف بها وسائل الإعلام في الشرق الأوسط الجهود الدبلوماسية للإدارة الأميركية".
وبرر المسؤول الأميركي ذلك، طبقاً للتقرير، بأن "كثيراً من وسائل الإعلام التي كانت معادية لأميركا أو الجانب الإسرائيلي في الماضي لم تكن على تواصل مع الحكومة الأميركية ولم تكن تتعامل معها".
وقال أن "فريق كوشنر اكتشف كثرة استخدام الهواتف المحمولة بين الفلسطينيين لدرجة أنَّ أغلبهم يعرفون الأخبار الآن عبر أجهزتهم المحمولة أثناء الإنتظار في طوابير المرور عبر نقاط التفتيش الإسرائيلية".
وأشار التقرير إلى أنَّ كوشنر "أصدر أمراً بإطلاق المشروع في آب (أغسطس) من العام الماضي، بعدما أكمل مع فريقه صياغة العناصر السياسية الأساسية في خطتهم الخاصة بالإسرائيليين والفلسطينيين".
يُشار هنا إلى أن سلطات الاحتلال تحرم الفلسطينيين من الوصول إلى خدمات الإنترنت الكاملة، كما لم يُسمح للضفة الغربية بالوصول إلى خدمات الجيل الثالث إلا في العام الماضي، بينما ما يزال قطاع غزة ينتظر الموافقة الإسرائيلية على تلك الخطوة.
فيما شكك الموقع الأميركي في جدوى ما يسعى إليه كوشنر، متسائلاً عن "سبب ثقة الشارع العربي بالإدارة الأميركية، وعما إذا كان هدف كوشنير إجراء دراسة استطلاعية حول مجال الإعلام في الشرق الأوسط لمعرفة ما يريده العرب حقاً، أم أنَّ اهتمامه سيقتصر على كيفية بيع "منتج" غير مرغوب فيه، مثل الدعم الأعمى لبرنامج سياسي إسرائيلي يميني متطرف يدفع المنطقة بأسرها إلى جولة أخرى من العنف، ويُقرِّب الاحتلال من هلاكها"، بحسب ما ورد في تقرير الوكالة.
كما تساءل التقرير عن "العوامل التي تُحدِّد "الحيادية" هنا من وجهة كوشنير، عما إذا كانت تعني مدى تأييد وسائل الإعلام في الشرق الأوسط للاحتلال ألإسرائيلي".
وقدّر التقرير بغياب "الرؤية الأميركية العميقة لفهم العوامل التي شكلت "البيئة" في المنطقة على مدار العقود المتوالية، والتي تشمل إقامة "دولة إسرائيل" بالقوة، ونزع ملكية الفلسطينيين بالعنف، وامتداد 52 عاماً من الاحتلال العسكري الأميركي - الإسرائيلي العنيف، وتوطين زهاء 600 ألف مستوطن إسرائيلي غير شرعي في الضفة الغربية، عدا الحصار الإسرائيلي العنيف لمليوني فلسطيني في قطاع غزة، والتمييز الهيكلي والمؤسسي في الداخل الإسرائيلي"، وفق الوكالة الأميركية. ورأى الموقع الأميركي أن "الفكرة الأساسية بسيطة، ولا تتطلب إهدار المزيد من أموال دافعي الضرائب في الولايات المتحدة سعياً لترويض وسائل الإعلام العربية كي تقبل ما هو مرفوض بالنسبة لها".
واعتبر أنه "حان الوقت كي تستيقظ الإدارة الأميركية وتستشعر الاحتلال العسكري الإسرائيلي المستمر منذ 52 عاماً، وحينئذٍ فقط، ستنجح الاتصالات الاستراتيجية، بما يتطلب التواصل مع سلطات الاحتلال، حليفتها الاستراتيجية، وتُخطِرها بضرورة الخروج من دولة فلسطين الآن وإلى الأبد"، وفق ما جاء في التقرير.