كومان يبحث عن "وقت إضافي" قبل حسم مستقبله

مدرب برشلونة رونالد كومان -(أ ف ب)
مدرب برشلونة رونالد كومان -(أ ف ب)

مدريد - قد يكون مستقبل رونالد كومان مع برشلونة الإسباني محسوماً بالنسبة للرئيس جوان لابورتا، لكن المدرب الهولندي سيبحث هذا الأسبوع عن "وقت إضافي" من خلال الفوز بالمباراتين المهمتين ضد بنفيكا البرتغالي في دوري أبطال أوروبا وأتلتيكو مدريد حامل اللقب في الدوري المحلي.اضافة اعلان
بعد ثلاث مباريات دون فوز بدأها بهزيمة مذلة في "كامب نو" على يد بايرن ميونيخ الألماني بثلاثية نظيفة في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة لدوري الأبطال، ومؤتمر صحفي تلا فيه بياناً من دون السماح للصحفيين بطرح أسئلتهم مطالباً فيه بمزيد من الدعم في هذه المرحلة، بدا كومان وكأنه يعدّ الساعات الأخيرة من حقبته مع النادي الكاتالوني.
وعقب تعادل مخيب مع قادش في الجولة قبل الماضية من الدوري المحلي في مباراة انتهى فيها الأمر بالمدافع جيرار بيكيه بأن يلعب في الخط الأمامي، دعا الأخير إلى التحلّي بالهدوء في هذه المرحلة من الموسم، لكنه تجنّب تأييد مدربه الهولندي الذي طُرد في اللقاء وعوقب بايقافه مباراتين.
ورأى بيكيه أن "النادي كان على رأس موجة لأعوام عدة ونحن غير معتادين على ذلك"، مشدّداً "نحتاج جميعاً إلى بذل جهد لتحقيق الاستقرار. يمكننا التذمر أو السير في الاتجاه الصحيح. دعونا ألا نبحث عن الخلاف لأن هذا لا يساعد أي شخص".
بعد التعادل مع غرناطة في المرحلة قبل الماضية، بدا كومان وكأنه يتجاهل فلسفة الاستحواذ التي تميز برشلونة، مشوّهاً سمعة لاعبيه في آن واحد.
وقال "إذا نظرتم الى فريقنا، ماذا يفترض بك أن تفعل؟ أن تلعب تيكي-تاكا"، في إشارة إلى الأسلوب التقليدي لبرشلونة المعتمد على التمريرات القصيرة والذي اشتهر مع المدرب السابق بيب غوارديولا.
لكن الفوز على ليفانتي 3-صفر الأحد في المرحلة السابعة، أدى وإن كان لفترة وجيزة على الأقل في رفع الحالة المزاجية قبل أسبوع يمكن اعتباره اختباراً أساسياً لمعرفة ما إذا كان كومان سيعود إلى مقاعد التمارين بعد النافذة الدولية المخصصة للمنتخبات الوطنية.
بعد مواجهة بنفيكا في أول لقاء بين الفريقين منذ دور المجموعات للموسم 2012-2013 (فاز برشلونة خارج ملعبه 2-0 وتعادلا إياباً 0-0)، يلعب "بلاوغرانا" السبت في الدوري المحلي خارج الديار ضد أتلتيكو مدريد حامل اللقب الذي يعاني بدوره من بداية صعبة.
الخسارة في أي من المباراتين، حتى وإن كان الموسم في بدايته، قد تمثل ضربة مدمّرة لآمال برشلونة في أي من المسابقتين وربما تقنع مجلس الإدارة بالحاجة إلى التغيير الآن.
لكن في حال تحسّن النتائج والفوز بالمباراتين المهمتين، قد يحصل كومان على مساحة للتنفس حتى وإن بات محسوماً بأن الهولندي ليس الخيار الطويل الأمد لرئيس النادي لابورتا.
وقد يستفيد لابورتا نفسه من فترة من الاستقرار، نظراً لأنه يحتاج الى الوقت ليس فقط لتحديد خليفة للهولندي، بل أيضاً لإقناع أي مدرب بالانضمام إلى نادٍ ما يزال يعمل على سداد أكثر من مليار يورو من الديون ويعاني من أزمة مالية كبيرة جداً أدت إلى خسارة نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي لصالح باريس سان جرمان الفرنسي، وستحرمه في المستقبل القريب من إجراء أي تعاقدات مؤثرة.
وعلى الرغم من أن فترة التوقف الدولي لمدة أسبوعين قد تبدو اللحظة المفضلة لإجراء تغيير، فإن المدرب الجديد، في حال التعاقد مع واحد، سيخوض ثلاث مباريات صعبة للغاية في مستهل مشواره ضد فالنسيا ودينامو كييف الأوكراني والغريم ريال مدريد، مما يعني أنه يواجه احتمال السقوط في أول مشواره.
السيناريو الأفضل لكومان ومجلس إدارة النادي هو أن يتعافى الفريق بطريقة مماثلة للموسم الماضي حين بدأ الدوري متعثراً قبل أن يرفع مستواه تدريجياً.
كانت هناك بالتأكيد أسباب للتفاؤل ضد ليفانتي بعد الفوز العريض الذي تحقق في الوقت المناسب قبل هذين الاختبارين المهمين جداً للفريق هذا الأسبوع.
وكانت عودة الشاب أنسو فاتي الى الفريق بعد غياب لعشرة أشهر بسبب الإصابة، السبب الأكبر للحماس في أروقة النادي الكاتالوني وفي أرضية الملعب، لاسيما أن وريث ميسي في ارتداء القميص رقم 10 وجد طريقه إلى الشباك بعد دخوله بديلاً.
ويمكن أن تكون عودة فاتي مفصلية بالنسبة لبرشلونة الذي قرر أيضاً التخلي عن الفرنسي أنتوان غريزمان على سبيل الإعارة لفريقه السابق أتلتيكو مدريد، وذلك ليس بسبب ما سيضيفه ابن الـ18 ربيعاً من قوة إلى هجوم الكاتالوني وحسب، بل لما يمثله الآن أكثر من أي وقت مضى.
فخريج أكاديمية "لا ماسيّا" يعتبر من الآمال القليلة المتبقية لبرشلونة من أجل البقاء بين أندية النخبة في القارة العجوز.
وحتى قبل دخول فاتي في الدقيقة 81 لخوض أول مباراة له منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، لفت المراهقان غافي (17 عاماً) ونيكولاس غونزاليس (19 عاماً)، خرّيجا أكاديمية "لا ماسيّا" أيضاً، الأنظار ما ينبئ بجيل جديد قد يبني الفريق عليه آماله الى جانب فاتي وريكي بوتش وآخرين.
وسجل الهولنديان ممفيس ديباي ولوك دي يونغ الهدفين الأولين، مؤكدين أن الإدارة ليست مخطئة على الدوام بعدما راهنت عليهما هذا الصيف لضمهما من ليون الفرنسي وإشبيلية الإسباني على التوالي.
ومن المؤكد أن ليفانتي ليس من عيار بنفيكا الذي يأمل الاستفادة من عامل الأرض لكي يعوض اكتفاءه بنقطة في الجولة الأولى بتعادله خارج ملعبه مع دينامو كييف (0-0).
وما يعقد مهمة النادي الكاتالوني أن بنفيكا لم يذق طعم الهزيمة هذا الموسم وخرج منتصراً في عشر من مبارياته الـ12 حتى الآن على الصعيدين المحلي والقاري.
لكن "نحن برشلونة وسنسعى الى الفوز بالدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا وجميع المسابقات التي نشارك فيها" بحسب ما قال فاتي الأحد، مضيفاً "جميع الفرق تريد الفوز بكل شيء لكننا برشلونة وعلينا أن نقاتل". -(أ ف ب)