كيروش يودع المنتخب الإيراني ويشيد بشجاعة اللاعبين

مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش -(من المصدر)
مدرب المنتخب الإيراني كارلوس كيروش -(من المصدر)
وجه البرتغالي كارلوس كيروش، رسالة وداع لمنتخب إيران لكرة القدم، أشاد خلالها بالجهد الذي بذله لاعبو الفريق في نهائيات كأس العالم، المقامة حاليا في قطر. كيروش يشن هجوما عنيفا على كلينسمان بعد انتقاده إيران وودع منتخب إيران المونديال مبكرا من دور المجموعات، عقب خسارته 0-1 أمام منتخب الولايات المتحدة ، أول من أمس الثلاثاء، في الجولة الثالثة (الأخيرة) لمباريات المجموعة الثانية. واستهل المنتخب الإيراني مسيرته في المجموعة بخسارة قاسية 2-6 أمام منتخب إنجلترا، قبل أن يحقق فوزا مستحقا 2-0 على ويلز في الجولة الثانية، حيث شارك في المونديال في ظل احتجاجات واسعة النطاق مناهضة للحكومة في إيران. لم يردد الفريق النشيد الوطني في مباراة إنجلترا، حيث يُنظر إليه على أنه دعم ضمني للمتظاهرين، وما يزال استقبالهم في إيران غير واضح. وكتب كيروش على حسابه الخاص في تطبيق “انستجرام”: “لا يوجد شيء غير أخلاقي عندما لا تحقق أحلامك، أنا فخور بكم ومرة أخرى كنتم رائعين داخل وخارج الملعب”. وأكد الاتحاد الإيراني لكرة القدم أن كيروش سيغادر بعد انتهاء عقد قصير الأجل مع الفريق تم توقيعه في أيلول (سبتمبر) الماضي. واختتم كيروش رسالته قائلا: “كان شرفا وامتيازا أن أكون جزءا من عائلة كرة القدم هذه. أعتقد أنكم تستحقون الاحترام الكامل، وتقديم المصداقية لبلدكم وداعمي كرة القدم”. وأثنى كيروش بشكل كبير على لاعبيه رغم الهزيمة، وقال في المؤتمر الصحفي عقب المباراة: “الحلم انتهى بهذه النتيجة، لقد كانت مباراة صعبة، خلقنا فيها العديد من الفرص، وكنا نستحق الفوز”. وأضاف: “عدنا بقوة في الشوط الثاني، وأجبرنا المنتخب الأميركي على التراجع، وصنعنا فرصا تهديفية أكثر وأخطر، لكن كرة القدم تعاقب الفريق الذي لا يتمكن من التسجيل”. وتابع: “لقد درسنا طريقة لعب المنتخب الأميركي عبر مباراتيه أمام ويلز وإنجلترا، هو فريق يقدم أداء جيدا للغاية ويتمتع بعناصر ذات سرعات عالية، ركزنا في الشوط الثاني على التصدى لخطورته وكذلك التقدم للضغط الهجومي.. كنا فعلا نستحق تسجيل هدف، لكن كما قلت، كرة القدم عادة ما تعاقب الفرق التي لا تسجل”. ووواصل: “نهنئ الفريق الأميركي على التأهل، وأنا فخور للغاية وأشعر بالفخر بكوني أحظى بفرصة تدريب المنتخب الإيراني، لقد دربت العديد من المنتخبات، منتخبات مصر وكولومبيا والبرتغال وجنوب أفريقيا وغيرها، وخلال مسيرتي لم أر لاعبين يقدمون الكثير ويحصلون على القليل مثل لاعبي المنتخب الإيراني، أنا فخور بهم للغاية”. ولدى سؤاله حول ما تردد عن وجود تهديدات للمنتخب الإيراني بسبب إبداء موقفهم السياسي، حيث رفض لاعبو المنتخب ترديد النشيد الوطني قبل المباراة الأولى أمام إنجلترا وتردد أن ذلك يأتي كإشارة لدعمهم للاحتجاجات المناهضة للحكومة في البلاد، رد المدرب قائلا: “أحيانا تنشر معلومات مغلوطة تأتي من مصادر مجهولة”. وأردف: “هذا أمر مؤسف، فقد سمعنا الكثير من الأخبار الزائفة. بشكل عام تحدثنا إلى اللاعبين، وقد نجحوا في استعادة المعنويات والابتسامة، وهم يدركون جيدا أنهم يلعبون من أجل إيران ومن أجل منح الفخر لبلادهم”. وعلى الجانب الآخر، ألقى جريج بيرهالتر المدير الفني للمنتخب الأميركي الضوء على نقاط القوة التي منحت فريقه الفوز في مباراة أول من أمس. وقال بيرهالتر في المؤتمر الصحفي: “أرى أنهم (الفريق الإيراني) لم يتمكنوا من مجاراة إيقاع لعبنا، تمركز لاعبونا بشكل جيد وتمكنا من الضغط على دفاع المنافس، حولنا مجريات المباراة لصالحنا ولعبنا على عامل الوقت، وقد نجحنا في تسجيل هدف”. وفي تعليقه على التأهل، قال بيرهالتر: “نحن جديرون بالتواجد هنا، لم يقدم أحد لنا هدية”. وعن رأيه في طبيعة المواجهة بين المنتخبين الإيراني والأميركي في ظل الخلافات السياسية، قال بيرهالتر: “مهمتي هي تجهيز الفريق لخوض مباراة كرة قدم، والفريق كان جاهزا لهذه المواجهة”. ونقل لاعب المنتخب الأميركي كريستيان بوليسيتش إلى المستشفى بعد تعرضه لإصابة أثناء تسجيله هدف الفوز. واصطدم لاعب تشلسي (24 عاما) بالحارس الإيراني علي رضا بيرانفاند، أثناء تسجيله هدف المباراة الوحيد في الدقيقة 38. وبعد تلقيه العلاج في الملعب، واصل اللعب لكنه استبدل في الشوط الثاني. وأكد متحدث باسم الاتحاد الأميركي لكرة القدم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أن بوليسيتش سيخضع لفحص جراء إصابة في البطن. من ناحية ثانية، أشعل خروج منتخب إيران، بعض مشاعر الشماتة في البلاد ضد النظام الحاكم مع استمرار المظاهرات المناهضة للحكومة. وعبر بعض سائقي السيارات في العاصمة طهران عن شماتتهم صباح أمس الأربعاء عبر إطلاق شعارات مثل “يبدو أن منتخبكم الوطني لم ينجح”، وسخروا من التوقعات العالية للنظام الحاكم بالنسبة للمنتخب الإيراني، وليس فقط من منظور رياضي. وتعرض لاعبو المنتخب الإيراني لضغوط كبيرة في ضوء الاحتجاجات الشعبية واسعة النطاق ضد الحكومة، والتي تجتاح البلاد منذ أسابيع في أعقاب مقتل السيدة الكردية مهسا أميني في منتصف أيلول (سبتمبر) بعد اعتقالها بسبب انتهاك القواعد الصارمة للزي الإسلامي في البلاد. وكانت الحكومة تأمل في مساهمة فوز إيران على عدوها الأميركي اللدود، في تخفيف حدة الاضطرابات في البلاد، ومارست الكثير من الضغوط السياسية قبل المباراة، بحسب صحفيين رياضيين في طهران. وأظهرت لقطات فيديو تم تداولها عبر منصات التواصل الإجتماعي، أشخاصا يصيحون بشعارات احتجاجية من شرفات منازلهم، من بينها “الموت للديكتاتور” في إشارة واضحة للزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي. واستغل الإيرانييون منصات التواصل الإجتماعي للتذكير بأسماء الأشخاص الذين توفوا خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وكتبت الناشطة الإيرانية المعروفة اتينا دايمي عبر شبكة “تويتر” للتواصل الإجتماعي “الآن يبتهج الثوار بهزيمة فريق الجمهورية الإسلامية”. -(د ب أ) للمزيد من أخبار المونديال  انقر هنااضافة اعلان