كيري: المستوطنات حاجز أمام السلام واليمين الإسرائيلي يرفض الحل

برهوم جرايسي

الناصرة- اتهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري ،اليمين الإسرائيلي برفض  الحلول السلمية في المنطقة، مؤكدا في الوقت ذاته على ان سياسة الاستيطان الإسرائيلية،  تمثل حاجزا أمام السلام، في المقابل تمسك رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بخطابه الدائم، زاعما أن القيادة الفلسطينية ليست معنية بالحل.اضافة اعلان
وكان كيري قد ألقى الليلة قبل الماضية، خطابا في العاصمة واشنطن، أمام المؤتمر السنوي لمركز "سبّان"، الذي يملكه الثري الأميركي اليهودي الصهيوني حاييم سبّان، حول سياسات الشرق الأوسط. وقال كيري، إن إسرائيل لم تنصت الى تحذيرات واشنطن بشأن توسيع المستوطنات، فالأوضاع في الشرق الأوسط تتقدم في المسار "اللا صحيح"، بينما إسرائيل تقترب إلى منطقة الخطر.
وتابع كيري قائلا، صحيح أن المستوطنات ليست اساس الصراع، إلا أنها تشكل حاجزا أمام السلام، فغدا (الليلة الماضية) يصوّت الكنيست على القانون الذي من شأنه أن يثبت 54 بؤرة استيطانية خلال بضعة أشهر، وهذه تضاف الى 31 بؤرة كانت إسرائيل قد شرعت في مسار تثبيتها، "وتحولت إلى قانونية"، حسب تعبيره، ما يعني حسب كيري، أن 81 بؤرة من أصل 100 بؤرة باتت ثابتة. وقال، "إن ما يثير القلق أن غالبية البؤرة هذه قائمة على أراض فلسطينية بملكية خاصة".
ومن المفترض أن يكون الكنيست قد صوّت بعد منتصف الليلة الماضية على قانون نهب وسلب الأراضي بملكية خاصة، بعد أن توصل الائتلاف الحاكم الى حل في ما بينه، يقضي بسحب بند واحد يتعلق ببؤرة "عمونة"، التي صدر ضدها قرار في المحكمة العليا، كي لا يتم التصادم مع المحكمة العليا. بمعنى أن القانون سيسري على عشرات البؤر الاستيطانية. أما "عمونة"، فيقضي الاجماع في الحكومة بنقل البؤرة إلى ارض مجاورة بملكية مهجّرين فلسطينيين.
وتابع كيري قائلا، إنه ليس بإمكان إسرائيل أن تعقد اتفاقيات سلام مع الدول العربية، من دون اتفاق مع الجانب الفلسطيني، "هذا أمر غير ممكن"، وتابع قائلا، "إن اليمين في إسرائيل ليس معنيا بالسلام، إنهم يؤمنون بأرض إسرائيل الكاملة، ويطمحون لسياسة البناء في الضفة الغربية، إنهم يريدون أن تكون تلك المنطقة تابعة لإسرائيل".
وقال كيري، إن وزير التعليم "نفتالي بينيت، قبل بضعة أيام أو اسابيع (فور اعلان فوز ترامب)، إن هذا يعني انتهاء عهد حل الدولتين، وأكثر من نصف الوزراء في الحكومة الإسرائيلية قالوا علنا، إنهم يعارضون قيام دولة فلسطينية، وأنه لن تكون دولة فلسطينية". ورغم هذا، فإن كيري قال "إننا لم نصل بعد الى نقطة اللا عودة" بمعنى أنه من الممكن حل القضية، بحسب ما قال.
والقى نتنياهو خطابا امام المؤتمر المنعقد في واشنطن، عبر الفيديو، ادعى فيه أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والفلسطينيين معه، يرفضون اجراء مفاوضات مباشرة. وهم يختارون للتوجه الى المؤسسات الدولية، وهذا لن يحقق شيئا، ولهذا فإن الطريق الافضل للتقدم، هي مفاوضات اقليمية، بقصد مع دول عربية. وزعم أن موقفه المؤيد لحل الدولتين لم يتغير في اعقاب فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأميركية.
ويشار الى أن الدولة الفلسطينية التي يعرضها نتنياهو، تكون محاطة بجيش الاحتلال من الجهات الاربع، وتكون دولة منقطعة عن اي اتصال مباشر مع العالم الخارجي، منزوعة السلاح، ولا تملك حق الأجواء فيها، اضافة الى الاحتفاظ بكامل الكتل الاستيطانية، بما فيها المستوطنات الصغيرة، التي تتوسع بوتيرة عالية في السنوات الأخيرة.
من ناحية أخرى، قال نتنياهو إنه يطمح الى أن يبحث مع الرئيس الأميركي المنتخب ترامب، مسألة الاتفاق الدولي مع إيران بشأن مشروعها النووي، الذي هاجمه ترامب. مدعيا أن الاتفاق لا يمنع إيران من انتاج سلاح نووي.