كيري لا يرى بعدا استراتيجيا في الخلاف مع السعودية

وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأميركي جون كيرى في الرياض الشهر الماضي - (ا ف ب)
وزيرا الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل والأميركي جون كيرى في الرياض الشهر الماضي - (ا ف ب)

 عواصم - قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الولايات المتحدة ربما تكون بينها وبين السعودية خلافات حول سورية ولكنها تتعلق ب "التكتيك" وليس بالهدف وهو انتقال السلطة في هذا البلد.اضافة اعلان
وكان كيري يتحدث في بداية جولة تستغرق 11 يوما تستهدف تعزيز العلاقات مع الدول العربية .
يذكر ان السعودية ابدت تحفظها على مؤتمر جنيف-2 حول الازمة السورية التي تسعى الولايات المتحدة مع روسيا لعقده.
واشارت تقارير الى ان الرياض، التي تدعم بقوة المعارضة السورية، كانت غاضبة عندما تراجع الرئيس الاميركي باراك اوباما عن تهديداته بضربات عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الاسد في سورية.
وقال كيرى في مؤتمر صحفي مشترك في القاهرة مع نظيره المصري نبيل فهمي "هناك بعض الدول التي كانت تريد من الولايات المتحدة ان تفعل شيئا في ما يتعلق بسورية ولكننا فعلنا شيئا آخر".
واضاف "اننا جميعا نشترك في الهدف وهو تشكيل حكومة انتقالية يمكنها ان تعطي شعب سورية الفرصة لاختيار مستقبله".
وتابع "اننا كذلك نعتقد ان الاسد بسبب فقدانه لسلطته المعنوية لا يمكن ان يكون جزءا من ذلك .. لا احد لديه اجابة على السؤال كيف يمكن انهاء الحرب طالما ان الاسد موجود هناك "في السلطة:".
وتشهد العلاقات الاميركية السعودية فتورا رغم نفي واشنطن، بسبب الملف السوري والتقارب الاميركي مع ايران.
كما ادى تردي العلاقات التي بدأت إبان الثلاثينيات الى اعلان السعودية رفض مقعد في مجلس الامن الدولي.
وقد اعلنت الرياض في 18 تشرين الاول(اكتوبر) رفضها مقعدا غير دائم في خطوة غير مسبوقة بهدف الاحتجاج على "عجز" المجلس وبالتالي واشنطن ايضا، ازاء النزاع السوري.
ويأخذ السعوديون ، بحسب مراقبين، على حلفائهم الاميركيين عدم قيامهم بضربات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد.
يذكر ان العلاقات الثنائية ترسخت خلال اللقاء بين الرئيس الاميركي فرانكلين روزفلت والملك عبد العزيز على متن حاملة طائرات في البحر الاحمر العام 1945.
وقال عبد العزيز بن صقر رئيس معهد الخليج للابحاث  "فضلا عن سورية، فان التباينات متعددة بين الرياض وواشنطن حيال الملف الايراني في شقيه النووي والسياسي والعراق حيث الوضع الامني المنهار ومصر وغيرها".
وتابع ردا على سؤال "لقد تخلت المملكة عن الدبلوماسية الهادئة بعد ان تفهمت مطولا الدوافع الاميركية وراء الفيتو على تسليح المعارضة السورية رغم تلقيها وعودا لكن شيئا لم يتحقق".
وحول ما تردد عن رفض السعودية استقبال الموفد الدولي الى سورية الاخضر الابراهيمي، قال "اعتقد ان اللقاء بين وزير الخارجية سعود الفيصل والابراهيمي في باريس كان كافيا فقد أوضح للمملكة الكثير من مواقفه".
وقد اعتبر الابراهيمي خلال زيارته الاخيرة الى دمشق ان "مشاركة ايران في جنيف 2 أمر ضروري".
لكن السعودية ترفض مشاركة ايران وترى ان "الحل يكمن في مشاركة منظمات اقليمية مثل الجامعة العربية والتعاون الاسلامي في المؤتمر بدلا من طهران"، بحسب بن صقر الذي اعتبر ان مشاركة ايران "تبرر مشروعية تدخلها في الشأن العربي".
وفي هذا السياق، قال المسؤول الاميركي ان السعوديين "واضحون للغاية بالنسبة لما يشكل قلقا لهم ونتفق معهم تماما في هذا الامر. نحن لا نتجه مطلقا لتغيير نظرتنا الى دعم ايران للعمليات الارهابية والمجموعات الارهابية في المنطقة".
واضاف ان "محادثات خمسة زائد واحد تسير بكل وضوح نحو التاكد من ان ايران لن تمتلك سلاحا نوويا ونتفق تماما مع السعودية في هذه النقطة. والسؤال هو التأكد من انهم يتفهمون تفاصيل موقفنا الحازم" تجاه طهران.
بدوره، قال مصدر مقرب من دوائر القرار في السعودية  مشترطا عدم ذكر اسمه ان المملكة ترفض استقبال الابراهيمي بسبب مواقفه.
وكشف ان "رئيس جهاز الاستخبارات العامة الامير بندر بن سلطان اصبح مسؤول الاستراتيجية الدفاعية ومشتريات الاسلحة" مشيرا الى التنسيق "الممتاز مع فرنسا التي منحت عقدا"، في اشارة الى صفقة تجديد اربع فرقاطات وسفينتي امداد بقيمة 1,3 مليار يورو.
وتابع المصدر "لقد قرر الملك في اللحظة الاخيرة" مقابلة وزير الدفاع الفرنسي خلال زيارته جدة في السابع من الشهر الماضي دليلا على "الاهمية التي توليها المملكة لعلاقاتها مع فرنسا".
وختم قائلا يعني هذا ان "السعوديين يفضلون فرنسا حتى الاجتماع مع كيري عقد في باريس" في اشارة الى لقاء قبل فترة بين الوزير الاميركي والفيصل .
لكن دبلوماسيا اوروبيا في الخليج اكد انه "ليس بامكان احد الحلول مكان الولايات المتحدة في مسالة امن المملكة لا توجد قوة اوروبية قادرة على ذلك لا فرنسا ولا بريطانيا".
واضاف رافضا الكشف عن اسمه "هناك مشكلة بين الرياض وواشنطن بسبب ايران وسورية لكنني لا اعتقد انها ستؤثر بشكل كبير على العلاقات الاستراتيجية بين البلدين ستبقى الامور بينهما تحت سقف الانضباط".
وتابع ان "السعودية عاتبت واشنطن لانها تخلت عن الضربة العسكرية التي كانت تعلق آمالا كبيرة عليها لتغيير الاوضاع ميدانيا لكنها تعمل الان مع فرنسا على تحقيق تقدم ميداني قبل مؤتمر جنيف2 عبر تسليح المعارضة غير المتطرفة اسلاميا".
واوضح الدبلوماسي ان الرياض "تعتقد انها قادرة على تغيير الوضع ميدانيا من دون مساعدة الاميركيين".
من جهته، قال الاكاديمي والباحث خالد الدخيل "لا اعتقد ان من صالح السعودية الابقاء على التوتر مع الولايات المتحدة التي ما تزال القوة الابرز في العالم. لا بد من التوصل الى نقطة وسط فهذه ضرورة للطرفين".
واضاف "اذا ارادت السعودية النجاح في مساعيها فلا يجب ان تفكر في القطيعة مع واشنطن لان هذا لن يؤدي سوى الى مزيد من الخسارة  ليس من الضروري تقديم تنازلات لكن بالامكان التوصل الى تفاهمات".
وتابع الدخيل "توجد هوة واسعة بالنسبة للمواقف حول سورية تصورات كل طرف تعكس مصالحه".
وختم مشيرا الى ان الاميركيين "يركزون على الجانب السياسي في تصوراتهم لايران فهم لا يدركون مغزى توجه طهران التي تحاول تطويق الجزيرة العربية عبر تجسيد فكرة تحالف الاقليات".
وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الاميركية ان زيارة كيري "تشكل فرصة لمحادثات على اعلى مستوى حول كافة المسائل التي نعمل عليها مع السعودية".
وبالنسبة لسورية، تابع المسؤول ان المحادثات التي "ما نزال نجريها مع السعوديين تتمحور حول افضل السبل لمساعدة تحالف المعارضة وجناحها العسكري لتاكيد الثقة بانفسهم للذهاب الى جنيف والشعور بانهم على استعداد لمحاورة النظام بمساعدة الموفد الخاص الاخضر الابراهيمي".
وترفض فصائل مهمة في المعارضة السورية حتى الآن الجلوس مع ممثلين لنظام بشار الاسد وتطالب بأن يترك الرئيس السوري السلطة اولا.-( ا ف ب)