كيفية التعامل مع "الاكتئاب" قبل تحوله لمرض

عمان- يعبر البعض عن الشعور بالحزن بأنه اكتئاب، إلا أنهما مختلفان تماما؛ حيث إن الشعور بالحزن في فترة معينة هو جزء من الحياة، يحدث بسبب التعرض لضغوطات وأزمات وأحداث مأساوية مثل فقدان شخص عزيز أو خسارته عن طريق الطلاق أو الهجران، الرسوب في امتحان، فقدان وظيفة أو أزمة مالية.اضافة اعلان
كل هذه الأسباب تؤدي إلى الشعور بالحزن؛ حيث إن الأشخاص الأصحاء يتأثرون فقط لفترة قصيرة، ثم تتلاشى تدريجيا ويعودون إلى حياتهم الطبيعية، أما غير الأصحاء فيمكن أن يكون لديهم الاستعداد البيولوجي والوراثي، فإنهم عندما يتعرضون لضغوطات نفسية فإنهم لا يستطيعون التكيف والتعامل معها بطريقة صحيحة، ومع تراكم هذه الضغوط لفترات طويلة، فإنه يدخل إلى حياة هؤلاء ضيف ثقيل يغير لونها الوردي إلى رمادي.
هذا الضيف هو الاكتئاب الذي يعرف بأنه عبارة عن اضطراب نفسي يتسم بالحزن وعدم الاستمتاع بمباهج الحياة، ويؤثر سلبا على حياة الشخص ونشاطه اليومي.
ويتم تشخيص الاكتئاب في حال استمرار الأعراض لمدة لا تقل عن أسبوعين، ومن أهمها:
الحزن، عدم الاستمتاع بمباهج الحياة، فقدان أو زيادة في الشهية، أرق أو إفراط في النوم، تعب وإرهاق وانخفاض في الطاقة، شعور المريض بأنه عديم القيمة، إضافة إلى شعوره بالذنب، انخفاض القدرة على التركيز والتفكير والتردد في اتخاذ القرارات، وأخيرا التفكير المتكرر بالموت والإقدام على الانتحار.
هنا يجب على المريض طلب الاستشارة من الأخصائي حتى يتم تشخيص المرض بدقة وإعطاء العلاج المناسب سواء كان علاجا دوائيا أو علاجا نفسيا من خلال جلسات إرشادية؛ حيث لا يمكن للمريض أن يعالج نفسه بنفسه، إلا أنه يمكن إن يساعد نفسه بالإضافة للعلاج النفسي والدوائي، من خلال تغيير معتقداته السلبية الخاطئة تجاه نفسه والحياة والأشخاص.
القيام بتغيير الروتين اليومي وممارسة الرياضة أو المشي.. يولد شعورا بالسعادة، ومخالطة الأشخاص الإيجابيين في حياته وتعزيز علاقاته الاجتماعية معهم، وفي النهاية تذكر أن كل شيء سيمر مهما كان سواء سعادة أم حزنا.

أخصائية الإرشاد والصحة النفسية
د. سوزان ياسر السباتين