كيف تحافظين على صحة طفلك العاطفية والنفسية؟

تقع المسؤولية على الأم في أن تعلم طفلها كيفية التعامل مع مشاعره والتعبير عنها من خلال وسائل مقبولة اجتماعيا- (أرشيفية)
تقع المسؤولية على الأم في أن تعلم طفلها كيفية التعامل مع مشاعره والتعبير عنها من خلال وسائل مقبولة اجتماعيا- (أرشيفية)

عمان- الغد- ينشغل الأهل منذ اللحظة التي يولد فيها أطفالهم بكل الأمور المتعلقة بصحتهم وبوزنهم وبعدد من الأمور المهمة الأخرى المتعلقة بالصحة. اضافة اعلان
وتنشغل الأم خاصة بأي عارض قد يظهر على الطفل، مع الالتزام بمواعيد التطعيمات المختلفة والاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل.
ولكن بالرغم من كل ما سبق ذكره أو الإشارة إليه فإن الأم، وفق ما ذكر موقع "ياهو مكتوب"، قد لا تفكر أو نادرا ما تفكر في صحة الطفل العاطفية والنفسية باعتبار أن مشاعر الطفل عادة ما قد يتم تجاهلها، وقد تنتبه الأم أكثر لتصرفات الطفل لا لمشاعره.
وفي الواقع فإن الأم يجب أن تنتبه لحالة الطفل النفسية، وبالتأكيد فإنه لكي يكون الطفل متمتعا بصحة عاطفية ونفسية جيدة، فإن الأمر يتطلب الكثير من الصبر والمنطق والحكمة في التفكير. وبالطبع فإن الطفل لن يشعر بالسعادة طوال الوقت، بل ستمر عليه أوقات يشعر فيها بالحزن والخوف والغضب.
وتقع المسؤولية على الأم في أن تعلم طفلها كيفية التعامل مع مشاعره، وكيفية التعبير عنها من خلال وسائل مقبولة اجتماعيا لا تضر الآخرين وتناسب عمر الطفل ومهاراته.
يأتي أمر شديد الأهمية لضمان صحة الطفل النفسية والعاطفية ألا وهو علاقة الطفل بأمه على اعتبار أنه دون وجود الثقة في تلك العلاقة فإن الطفل لن يشعر بالأمان أو الراحة. وتنمو الثقة عند الطفل منذ الصغر عندما يشعر أنه يمكنه الاعتماد على أهله لتلبية حاجاته الأساسية، وعندما يتم هذا الأمر فإن الطفل سيشعر بالأمان وبأنه له قيمة، وسيشعر بأنه واثق من نفسه.
وعلى الأم أن تعلم أنه من الأمور التى ستساعد على بناء جسر من الثقة بينها وبين طفلها أن تجعل في حياته روتينا معينا يجعله يتوقع ما سيحدث خلال يومه. وإذا كانت الأم أيضا تشعر بالثقة في نفسها فإن هذا الأمر سيولد نوعا من الثقة عند الطفل، مع الوضع في الاعتبار أن أي قواعد يتم وضعها للطفل يجب أن تكون مناسبة لعمره ومهاراته وقدراته.
يجب أن تنتبه الأم جيدا لأي تغيرات سلوكية قد تطرأ على الطفل وإذا أخبرتها معلمته مثلا أن طفلها يواجه صعوبة في التعامل مع زملائه في المدرسة، فيجب عليها ألا تتجاهل الأمر، وتنظر إليه أنه أمر سخيف. وعلى الأم أن تعلم مثلا أن طفلها إذا بدأ في التركيز على تناول الطعام أو ألعاب الفيديو فإن هذا الأمر قد يعنى إمكانية مواجهته لمشاكل السمنة.
إذا لاحظت الأم تغيرا من الناحية العاطفية على طفلها، فيجب عليها أن تحاول تفهم هذا الأمر والتعامل معه لكي تعلم طفلها نفسه كيف يتعامل وكيف يستجيب للمواقف المختلفة. وعلى سبيل المثال إذا كان طفلكِ في العادة اجتماعيا ويحب التحدث مع الآخرين، ولكنه بدأ في الظهور ساكنا وتغيرت الأمور بعض الشيء فيجب على الأم أن تبحث في هذا الأمر لأن الطفل قد يواجه مشكلة ما ويحتاج لأن يشعر بأن أمه تشاركه مشاكله وتشعر بما يشعر به. وفي نفس الوقت على الأم أن تكون منفتحة مع طفلها وألا تحكم عليه مسبقا حتى يتمكن من أن يكون صادقا معها.
إن رغبة الطفل في الشعور بأنه مستقل وأنه قادر على أن يكون معتمدا على نفسه أمر شديد الأهمية كعنصر من عناصر صحته النفسية والعاطفية. على الأم أن تخلق نوعا من التوازن في علاقتها بطفلها يمكنها من تجنب المواجهة معه إذا أمكن مع الالتزام بوضع بعض الحدود وفي نفس الوقت منح الطفل الخيارات في الأمور المختلفة المتعلقة بحياته. إذا كان طفلكِ فى المرحلة ما بين أربعة وخمسة أعوام فعليكِ أن تشجعيه على تجربة أمور جديدة. ومن المهم أيضا أن تهتم الأم بصحتها النفسية والعاطفية لأن هذا الأمر سينعكس على الطفل وعلى شعوره بالسعادة.