كيف ترى الأردن من جنيف؟

في أروقة ومكاتب المنتدى الاقتصادي العالمي المطل على بحيرة جنيف، تنهمك طواقم العمل في التحضير لاجتماعات المنتدى "الويف" التي ستنعقد في منطقة البحر الميت يوم 19 من الشهر الجاري وتستمر لثلاثة أيام.اضافة اعلان
ثمة قناعة أكيدة لدى فريق العمل بأن الأردن وبالرغم مما يحيط فيه من حروب وصراعات، مايزال شريكا موثوقا فيه، ويستطيع أن ينهض بمسؤولياته الإقليمية في زمن السلام والحرب.
مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنتدى "ميرك دسك" يدرك الحاجة لمقاربة جديدة يشعر معها الرأي العام الأردني بثمار انعقاده في بلادهم. وقد خاض إلى جانب فريق من مساعديه بمناقشات معمقة مع الوفد الصحفي الأردني حول فعاليات المنتدى في دورته الحالية، وطرق التشبيك مع مؤسسات المجتمع المدني، وقدم عرضا لأهم المبادرات التي سيتبناها المشاركون وانعكاسها المباشر على حياة الناس واقتصاد المملكة.
"جنيف الدولية" هي أفضل مكان في العالم يمكنك فيه اختبار دور الدول ومكانتها العالمية ونظرة الآخرين إليها. عشرات المنظمات الدولية المنضوية تحت علم الأمم المتحدة أو العاملة بصفة مستقلة، تتخذ من ذلك الحي العملاق مقرا لها.
الحضور الطاغي للمنظمات الأممية، يمثل الوجه الآخر لسويسرا كدولة تقف على الحياد السياسي، وهو ما منحها دورا عالميا وإنسانيا عظيما، وأحالها لمتحف يوثق التاريخ المعاصر للبشرية بويلاته وحروبه ولحظاته المنيرة.
زرنا العديد من تلك المنظمات؛ المقر الرئيسي للأمم المتحدة، مركز التجارة العالمي، الصليب الأحمر، المنظمة العالمية للحماية الفكرية، منظمة الهجرة العالمية، منظمة العمل الدولية، وسلسلة من الاجتماعات المكثفة مع ممثلي الهيئات التابعة للأمم المتحدة المعنية بشؤون المرأة والصحة والتجارة واللاجئين والمواصفات العالمية. ولقاء خاص مع المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد تناول الإشكاليات المتعلقة بوظيفته الأممية.
في معظم هذه اللقاءات كان شبان أردنيون بين محدثينا إلى جانب خبراء عرب يحتلون مواقع مرموقة في المنظمات الدولية. فريق البعثة الدبلوماسية الأردنية لدى الأمم المتحدة برئاسة السفيرة النشطة سجى المجالي، يعمل ليل نهار للإحاطة بمصالح الأردن ومتابعة شؤونه مع عشرات الهيئات الدولية، خاصة فيما يتعلق بقضايا التعاون الثنائي واللاجئين والهجرة والتجارة.
العمل في "جنيف الدولية" يمنح الدبلوماسي خبرة هائلة لا ينال مثلها في مناطق أخرى، فهذا الشطر من المدينة بمثابة صورة مصغرة عن العالم، ونافذة واسعة تطل من خلالها على النشاط الدبلوماسي العالمي وترصد عبرها مواقف الدول وتوجهاتها، وتدار من خلاله شبكة واسعة من المصالح المعقدة والمتشابكة للدول.
هناك يدرك المرء المكانة المحترمة التي يحظى بها الأردن. في كل منظمة زرناها كنا نسمع المديح والثناء على الدور العالمي للمملكة، والتزامها بالمواثيق الدولية كدولة مؤسسة لمعظم المنظمات الدولية وريادتها في المجال الإنساني، والخدمات الجليلة التي تقدمها لمساعدة المنكوبين بالحروب والصراعات الأهلية. وثمة شعور كبير بالتضامن مع الأردن وضرورة دعمه لمواجهة أعباء اللجوء والاضطرابات السياسية من حوله.
يكفي أن تقول لمن تقابله من المسؤولين الأمميين إنك من الأردن حتى تشعر بتقدير استثنائي ومعاملة مختلفة، ويسارع أحدهم للفت نظرك لوجود صورة لجلالة الملك أثناء زيارته لمقر منظمته أو هدية تذكارية من بلادنا.