كيف تعتذر الأم لطفلها؟

على الأم أن تتدرب جيدا على الطريقة التي ستقدم بها الاعتذار-(أرشيفية)
على الأم أن تتدرب جيدا على الطريقة التي ستقدم بها الاعتذار-(أرشيفية)

عمان- الغد- تتعرض أي أم حتى لو كانت قدرتها على الصبر كبيرة لمواقف مع طفلها قد تجعلها تفقد هدوءها وأعصابها وتنفعل على الطفل، وقد يكون أحيانا هذا الانفعال بطريقة غير مناسبة.اضافة اعلان
وقد تحار الأم لإيجاد الصيغة المناسبة للاعتذار لطفلها ما بين تفهم أو محاولة فهم وجهة نظر الطفل، وفي الوقت نفسه جعله يستوعب أيضا أنه قد يكون ارتكب خطأ. إذا كنت قد قلت لطفلك أمرا كان من المفترض ألا تقوليه له أو إذا كنت قد جرحته بعض الشيء، فاعلمي أن أي أم تمر بتلك المواقف، ويجب عليها أن تستغلها ليرى الطفل كيف تتصرف أمه بتواضع، وكيف تندم على أي خطأ قد تكون ارتكبته؟
وإذا كانت الأم ستعتذر لطفلها فيجب أن تنفذ هذا الأمر بطريقة لا تقلل من مركزها كمصدر للسلطة أمام الطفل. يجب على كل أم أن تكون مدركة جيدا أن اعتذارها لطفلها هو دليل على قوتها وليس عنوانا على ضعف الأم في التعامل مع الطفل.
قبل أي شيء يجب على كل أم، وفق ما أورد موقع “ياهو مكتوب”، إذا كانت ستعتذر لطفلها بسبب أمر ما فعليها أن تعيد تقييم الموقف، وتفكر في بعض الأمور مثل الدوافع التي كانت سببا في رد فعلها الذي قد يكون مبالغا فيه، وهل كانت هناك عوامل أخرى قد تكون أثرت عليها فجعلتها تخطئ في حق طفلها مثلا.
وإذا قررت الأم أن عليها بالفعل تقديم اعتذار للطفل وأنه يستحقه، فعليها أن تتدرب جيدا على الطريقة التي ستقدم بها الاعتذار، ويمكنها مثلا أن تقول له بكل بساطة إنها قد أساءت تقدير الموقف وإنها تعتذر بسبب هذا الأمر وأنها في المستقبل ستتعامل مع مثل تلك المواقف بطريقة مختلفة. ابتعدي أيضا عن المبالغة في تقديم الاعتذار للطفل لأن الطفل قد تعود دائما أن يرى والدته متماسكة وقوية. إن الاعتذار لابنك أو ابنتك في سن المراهقة أمر يحمل نوعا من التحدي، ولكنه ضروري لإبقاء خطوط التواصل مفتوحة بينك وبينهم. ويجب على الأم أن تعي تماما أن تقديم الاعتذار لن يقلل من شأنها بل إنه أمر سيعزز من موقفها.
حاولي أن تعتذري لطفلك بطريقة سريعة في حالة حدوث أي موقف وتأكدك أن رد فعلك كان مبالغا فيه، وذلك لأن الطفل في نفس وقت حدوث الموقف يكون ما يزال يستوعب الأمور، وبالتالي فإن تقديم اعتذار له سيجعله يرى الأمور بمنظور إيجابي.
يجب أن يكون اعتذارك للطفل صادقا وليس مجرد اعتذار لتمرير الموقف، وحاولي أن يكون الاعتذار واضحا ومفهوما بدون المبالغة في التفسير والدفاع المستميت عن موقفك. ويكون كل ما يجب على الأم فعله هو الاعتراف بأنها أخطأت وتقول للطفل إنها تتفهم مشاعره وأنها آسفة لهذا الأمر.
وبعد تقديم الاعتذار، على الأم ألا تظل تفكر في الأمر، وأن تعمل على تجاوزه، مع الوضع في الاعتبار أنها بتلك الطريقة ستعلم الطفل كيفية تحمل مسئولية أفعاله، وسيشعر الطفل بأنه يحترم والدته أكثر. عليك كأم إذا فقدت أعصابك وقمت بضرب الطفل أن تقدمي له الاعتذار المناسب مما سيساعد الطفل على استيعاب أننا قد نرتكب الأخطاء، ومع الوقت لن يتضايق الطفل بسبب معاقبتك له.
حاولي دائما أن تكوني هادئة في تعاملك مع الطفل، وألا تضربيه بسبب رد فعل غاضب. تأكدي أنك تعتذرين لطفلك على تصرفك في الموقف الحالي، ولا تقدمي اعتذارا بصفة عامة، ويمكنك مثلا أن تسألي طفلك عن الطريقة التي يرى أنه كان من الممكن أن تتصرفي بها. يجب أن تفكري جيدا في السبب وراء انفعالك، ولكن عليك أن تفكري أيضا في كل الأشياء الإيجابية التي تقومين بها كأم. ويمكنك مثلا أن تتحدثي مع صديقة لك عن الموقف الذي حدث لتعطيك رأيا قد يكون محايدا عن كيفية التعامل مع الموقف.