كيف تعرف أن طفلك يعاني من اضطراب في اللغة؟

يعاني بعض الأطفال من صعوبة في التواصل مع الآخرين بلباقة -(أرشيفية)
يعاني بعض الأطفال من صعوبة في التواصل مع الآخرين بلباقة -(أرشيفية)

عمان- يتسبب الكثير من الأطفال بإحراجات متكررة لذويهم في المناسبات الاجتماعية كالزيارات المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء أو عند خروج العائلة للتسوق. ويكون سبب هذه الإحراجات في كثير من الأمور هو تفوه الأطفال بكلمات غير لائقة أو التحدث بطريقة غير لبقة أمام الآخرين. ما يدفع بالوالدين إلى الاعتقاد انهم أساؤوا في تربية طفلهم. إلا أن المشكلة ليست كما يتصورها الأهل دائماً. فقد يكون طفلهم يعاني من اضطرابٍ في أحد جوانب اللغة الأساسية ألا وهو البراغماتيا أو الاستعمال الاجتماعي للغة. ربما يكون الطفل سليماً من الناحية اللغوية أي أنه يستطيع تكوين جملة صحيحة وسلمية من النواحي القواعدية النحوية والصرفية ومكونة من عدة كلمات كما يستطيع التعبير عما يريده، إلا أنه ما يزال يعاني من مشكلة في التواصل. ولا يعاني من هذا الاضطراب صغار السن فحسب لا بل قد يعاني منه بعض البالغين خصوصاً ممن تعرضوا إلى جلطة في الدماغ أو نزيف دماغي. اضافة اعلان
وتشمل البراغماتيا "الاستعمال الاجتماعي"، ثلاث مهارات أساسية هي:
1 - استخدام اللغة لأغراض عدة منها:
-  التحية أو الترحيب (مثل: السلام عليكم، مرحبا، صباح الخير..).
- الإعلام أو الإخبار (مثل: سأذهب لللعب مع أصدقائي).
- الطلب (مثل: أعطني حلوى).
- الوعد (مثل: سأعطيك حلوى).
- الاستفسار أو الاستعلام (مثل: متى سيمكنني الذهاب للعب؟).
2 - تغيير اللغة: ويقصد به تغيير طريقة الكلام حسبما يتطلب الموقف او حسب طبيعة الشخص المستمع، ومن الأمثلة على ذلك:
- أن يتحدث الطفل مع أصدقائه بأسلوب يختلف عن أسلوبه عند تحدثه مع الكبار (الأب، العم، الجد,..)
- إعطاء معلومات تعريفية لشخص غير مألوف.
- التحدث داخل الغرفة الصفية بطريقة مختلفة عن الساحة أو الملعب.
3 - اتباع القواعد حين سرد القصص والتحاور مع الآخرين، ومن الأمثلة على ذلك:
- أخذ الدور في الحوار.
- المبادرة إلى الحوار.
- البقاء في نفس الموضوع الذي يتحاور به.
- إعادة صياغة الجملة بطريقة مختلفة، إن لم يفهم المستمع ما يريد قوله.
- القدرة على استعمال الاشارات اللفظية وغير اللفظية.
- القدرة على استعمال التعابير الوجهية المناسبة والمحافظة على التواصل البصري مع الآخر (سواء أكان مستمعاً أو متكلماً).
ومن العلامات الملاحظة على الطفل الذي يعاني من اضطراب في البراغماتيا:
- التحدث بموضوع مختلف ولا علاقة له بموضوع الحوار.
- سرد القصص دون التسلسل في أحداثها.
- عدم التوسع في استعمال اللغة (أي أن استعمال اللغة يقتصر على طلب الأطعمة والألعاب و بعض الأشياء).
إن كان ضعف الطفل في الاستخدام الاجتماعي للغة واضحاً ومتكرراً في العديد من المواقف الاجتماعية فلا بد من استشارة اختصاصي النطق واللغة، وخصوصاً إن كان الاضطراب مصحوباً باضطرابات لغوية اخرى كقلة المفردات وضعف القدرة على تكوين الجمل. يجدر بالذكر أن الاضطرابات اللغوية الاجتماعية تسهم في خفض القبول الاجتماعي للطفل حيث قد يبتعد أقرانه عنه لأنه لا يحسن التواصل معهم.


حازم رضوان آل اسماعيل
اختصاصي السمع والنطق
[email protected]