كيف نحزن على موت أشخاص لم نلتق بهم أبداً؟

جنازة
جنازة
نعى البريطانيون والكثيرون من مختلف أصقاع الأرض الملكة إليزابيث الثانية. كما أنّ العديد ممن أعربوا عن حزنهم، لا يعرفون الملكة بشكل شخصي، ولم يلتقوا بها أبدا وجها لوجه. فما السبب الذي يجعل منا أن نحزن على وفاة أناس لا نعرفهم بالمعنى الحقيقي، ويجعل منا أن نذرف الدموع؟ بحسب موقع بيلد دير فراو الألماني فإن الحزن على أشخاص لم نعرفهم هو أمر موجود فينا. ويؤكد الفيلسوف وعالم الأخلاق بجامعة إدنبرة مايكل تشولبي، إنه ليس من الضروري دائمًا أن تكون علاقة متبادلة حتى تكون الخسارة كبيرة، وتأثيرها عميق. فالكثير من الأشخاص الذين لم يلتقوا بالملكة أبدًا وجهاً لوجه تدفقت الدموع من أعينهم ساعة التأبين، لم يكن بينهم وبين الملكة أية علاقة، حتى أحادية الجانب، لم يلتقوا بها أبدا وجها لوجه، لم تتلاق أعينهم بيد أن مشاعرهم كانت صادقة. ولتوضيح هذا الأمر تعتقد الفيلسوفة لويز ريتشاردسون، وهي مديرة مشاركة لمشروع في جامعة يورك في المملكة المتحدة، وهو مختص بمشاعر الحزن الإنساني، أن الحداد والحزن موجودان، ويحدث الأمر بسبب أن الناس لديهم رؤية ثابتة للعالم. ويتزعزع هذا عندما تحدث فاجعة "تجربة الحزن والألم هي نوع من الاضطراب في تجربة العالم. وعندما يحدث ذلك، فإن افتراضاتنا قد تحطمت بطريقة ما". لذلك ربما شعرالأشخاص الذين غمرهم الحزن على الملكة بأنهم مرتبطون بالقيم التي نادت بها أو مثلتها ودافعت عنها في حياتها. الحزن لم يكن فقط على الملكة، بل أيضا لأنهم فقدوا الآن قطعة من أنفسهم وهويتهم الخاصة. لكن آندي لانغفورد، المدير الإكلينيكي في منظمة Cruse التي تتخذ من لندن مقراً لها، يعتقد أن المعزين سيتأقلمون مع خسارتهم بسرعة أكبر مما لو كان أحد أفراد أسرته قد مات. لأن مدى قوة حزن الشخص يعتمد على ثلاثة عوامل: الوقت والألفة والقرب المحلي. ومع ذلك قد يكون التعبير عن الحزن، نوعا من التفريغ النفسي، لما مر بنا من مصاعب، المهم أن نستطيع أن ننفض هذا الحزن ولا نجعله يتحكم بنا. (dw)اضافة اعلان