كيف نحمي كبار السن من الكسور ونجنب الأطفال خلع المرفق؟

figuur-i
figuur-i

الدكتور غسان الخياط*
عمان- لطالما كانت الوقاية خيرا من العلاج، وتحديداً حين يتعلق الأمر بالتعامل مع عِظام وأجساد كبار السن وكذلك الأطفال؛ إذ لا بد من تجنيب كبار السن خطر الوقوع أرضاً، وهو الخطر المفضي لكسور العظام في المقام الرئيس.
وفي حالة الأطفال، لا بد من الحذر من ممارستين خاطئتين هما: إخراج الطفل من فتحة السيارة أثناء قيادتها، وحمل الطفل من مرفقيه ورسغيه؛ ذلك أن كلتا الممارستين قد تفضيان لكسور ومضاعفات الكل في غنى عنها.
الكسور لدى متقدمي السن
قمت ببحث سابق، في إيرلندا، تبيّن لي من خلاله آنذاك أن معظم كسور كبار السن تحدث في البيت وأن أغلب كسور الورك تحدث في دورة المياه. الوقاية دوماً خير من العلاج؛ إذ إن أسبابا عدة تقف وراء كسور كبار السن من بينها التزحلق بسبب المياه أو التعثر بالأسلاك أو قطع السجاد غير الثابتة أو ألعاب الأحفاد، وقد تحدث حينها كسور في الأطراف العلوية أو السفلية.
أقوم حالياً بإحصائية محلية، وقد رَشَحَ من نتائجها الأولية أن معظم هذه الكسور لدى كبار السن تحدث خلال الوضوء عند رفع أحد الرجلين على المغسلة. علينا تذكّر أن لدى الكبار هشاشة في العظام، وأنه في حال حدوث حِمل شديد على الورك فقد يفضي هذا لكسر أحياناً.
يحدث السقوط والكسور لدى كبار السن في مرات بسبب ضعف البصر. وهو ما نشهده في مرات خلال زيارات كبار السن لبيوت وأماكن ليسوا معتادين على تفاصيلها وذات إضاءة غير كافية، ما يستلزم مزيداً من الحذر من قِبل مرافقيهم.
وفي مرات إن كان في السيارة التي يستقلّها كبار السن صعوداً أو نزولاً بسبب ارتفاعها، فقد تحدث الكسور حينها بسبب حركة بسيطة قد تفقد كبير السن توازنه.
علينا باستمرار أن نتفقد بيوت كبار السن؛ للتأكد من أمور مثل الإضاءة وعدم وجود قطع متحركة مثل السجاد، وعلينا أن نتأكد من عدم وجود مشاكل في الإبصار لديهم. كما يجدر بنا توفير بدائل آمنة لرفع إحدى الرجلين عند الوضوء.
في حال حدوث كسر يجب الاتصال بطبيب العظام، وفي غرفة الطوارئ سيجري أخذ تاريخ مفصّل عن المصاب وإجراء فحوصات للدم وتفقّد للوظائف من قبيل وظائف الكلى والكبد والقلب.
ولكسور الورك والحوض نوعان: نوع جراحي وآخر غير جراحي. النوع غير الجراحي يُرى عبر التصوير المقطعي والأشعة، وتتم معالجة المريض في بيته عبر المشّاية "ووكر" أو عبر وجود ممرض أو زيارات للمعالِج الطبيعي، وغالباً ما تُعالَج المشكلة في غضون ستة إلى ثمانية أسابيع.
أما الكسور الجراحية، فيعتمد علاجها بحسب الكسر في الورك؛ إذ في مرات يتم استبدال عظم الورك بآخر اصطناعي من نفس الحجم والأبعاد، ومرات نقوم بتثبيت الكسر في صفيحة أو مسمار نخاعي، وهذا مجرد شرح مبسط؛ إذ لدى الطبيب خيارات عدة وإجراءات متنوعة يناقشها مع كل مريض وعائلته بحسب الحالة ومعطياتها مثل نوع الكسر والعمر وقوة العظم؛ لضمان الشفاء بأسرع وقت ممكن، مع توفير برنامج إعادة تأهيل متكامل يُمكّن المريض من العودة لحياته الطبيعية بأسرع وقت ومزاولة أنشطة مثل ركوب السيارة والذهاب لدورة المياه والمطبخ والتحرّك في بيته وكذلك لتقوية عضلاته وإعادة الثقة لديه من جديد.
إخراج الطفل من فتحة السيارة
هنا أيضاً علينا أن نذكّر بقاعدة أن الوقاية خير من العلاج؛ إذ تحدث ظاهرة إخراج جزء من جسد الطفل أو اليافع من السيارة خلال مواسم الفرح مثل الأعراس والتخرّج من الثانوية العامة أو الجامعة. علينا أن نتذكر أن السيارة حين تتوقف بشكل مفاجئ فإن جسد الطفل الذي يخرج من السيارة يُكمِل بنفس الطاقة والاندفاع الذي كان عليه حين كانت السيارة تمشي، ما يفضي بدوره لكسور في العنق وكسور في الأطراف. نتعامل مع حالات كثيرة كهذه في غرف الطوارئ، ما يستلزم مزيداً من الوعي والحذر من قِبل الأهالي؛ ذلك أن هذه إصابات غير مبررة وبالوسع تجنبها عملاً بقاعدة الوقاية خير من العلاج.
حمل الطفل من رسغيه ومرفقيه
تحدث إصابات لدى الطفل عند حمله ورفعه لسطح أعلى من رسغيه ومرفقيه، ومردّ هذا استسهال الأهل حمل الطفل بهذه الطريقة التي قد تفضي لخلع في عظم المرفق.
ما يحدث عند حمل الطفل بهذه الطريقة هو خلع عظمة معينة في المرفق، فيصاب المرفق بالتوقّف "التعليق".
لا بد من معالجة الأمر سريعاً؛ إذ بوسع طبيب العظام إعادة العظمة لمكانها، ويكون هذا سهلاً في البداية، أما إذا تم إهمالها لأيام فإنها قد تستلزم تدخلاً جراحياً في حينها.
والقاعدة الأهم هنا هي الوقاية خير من العلاج، ويكون هذا من خلال تجنب حمل الطفل من رسغيه ومرفقيه لرفعه نحو سطح أعلى قد يكون رصيفاً أو سريراً، والاستعاضة عن ذلك بحمله بطريقة صحيحة تكون من خلال رفعه من أسفل إبطيه أو من جذعه.

اضافة اعلان

*المدير الطبي لمركز العبدلي ورئيس قسم جراحة العظام وأمراض المفاصل