كيف نحول الإبداع إلى موارد؟

حسب كتاب اقتصاد الإبداع لمؤلفه جون هوكنز، فقد بلغت القيمة المالية العالمية لاقتصاد الإبداع العام 2005 حوالي 3 تريليونات دولار، وهي تنمو بمعدل 6 % سنويا، وتستثمر الشركات الأميركية نحو تريليون دولار سنويا في المنتجات الثقافية غير الملموسة، وهو يساوي الاستثمار السنوي في الزراعة والميكنة، وقد أسهمت الصناعات الأميركية المعتمدة على حقوق النشر في الاقتصاد الأميركي أكثر من أية صناعة أخرى، أي أكثر من الصناعة الثقيلة والسيارات والطائرات والطعام والشراب.

اضافة اعلان

ويأتي بعد الولايات المتحدة في الاقتصاد الإبداعي اليابان التي تنفق إنفاقا عاليا في البحث والتطوير، وتستهلك بقدر عال من الصحف والتسلية الإلكترونية والكتب والسينما، ويعمل في أوروبا في مجال الاقتصاد الإبداعي أكثر من 6 ملايين شخص، وفي الوقت الذي تتضاءل فيه فرص العمل في القطاعات المختلفة، فإنها في الاقتصاد الإبداعي تتزايد، وعلى نحو غير مباشر، فإن العمل في الاقتصاد الإبداعي يحقق متوالية هائلة من النتائج والتحولات، فيدفع العاملين فيه إلى مواصلة التعليم والعمل المستقل الذي يطور الاقتصاد ويقلل التكلفة ويزيد التشغيل.

وتزدهر اليوم الأعمال اليدوية في سوق الفن وفي السياحة والترفيه، وتبلغ قيمة هذه السوق في الصين 15 بليون دولار، وتنمو سوق الفنون على نحو غير مسبوق، وتشتمل أسواق الفنانين المحترفين الكبار على حوالي 12 بليون دولار، وتبلغ قيمة اقتصاد التصميم 140 بليون دولار، ويساوي الاقتصاد العالمي في مجال البرمجيات 600 بليون دولار، ويساوي اقتصاد تصميم الأزياء 60 بليون دولار، وتنتج صناعة الأفلام نحو 3000 فيلم في العام، تصل قيمتها إلى أكثر من 80 بليون دولار، ويحقق قطاع الموسيقى في العالم أيضا 80 بليون دولار سنويا، وتبلغ قيمة الاقتصاد في المسرح 50 بليون دولار، وتبلغ قيمة السوق العالمية للكتب والمجلات والصحف 126 بليون دولار.

ولكن كيف ندخل سوق الإبداع، ونجعل من الأعمال الإبداعية كالفنون والتصميم والنشر والبحث والتطوير والمسرح والسينما والدراما موارد وأعمال تعود بالربح على أصحابها، وتشغل قطاعا واسعا من الناس، وتكون سلعة تصدر إلى الأسواق العالمية؟ هناك فرص كبيرة وصغيرة، فردية ومؤسسية ومجتمعية للمشاركة في سوق الصناعات والأعمال الإبداعية، وبالطبع فإنه من غير رعاية ومبادرات كبرى للحكومة والشركات، فإن الاقتصاد الإبداعي سيظل محدودا، بل ويمكن أن نتحول إلى سوق للمنتجات والأعمال الإبداعية، ليس فقط كما هو واقع الحال بالطبع، ولكن يمكن حتى لتراثنا الفني والشعبي أن يتحول إلى صناعات وأعمال أجنبية تدر على أصحابها الملايين ونتحول نحن إلى مستوردين لها، وها هي رحلات سندباد ومغامرات علاء الدين، على سبيل المثال، تحولت إلى منتجات لديزني.

[email protected]