كيف يتعامل الأهل مع الطفل المصاب بمرض مزمن؟

يجب على الأهل التحرر من الخوف والتحدث مع الطفل بكل صراحة عن وضعه الصحي والعواقب المحتملة اذا لم يتقيد بالتعليمات الصحية الخاصة بحالته -(أرشيفية)
يجب على الأهل التحرر من الخوف والتحدث مع الطفل بكل صراحة عن وضعه الصحي والعواقب المحتملة اذا لم يتقيد بالتعليمات الصحية الخاصة بحالته -(أرشيفية)

مريم نصر

عمّان – عندما يصاب الطفل بمرض مزمن يشعر بقلق وتوتر واكتئاب بسبب عدم فهمه لما يجري لجسده، كما أن الأهل يشعرون بالقلق والخوف على صغيرهم فلا يدرون كيف يتصرفون معه. اضافة اعلان
طارق (6 أعوام) أحد هؤلاء الأطفال الذين يعانون من مرض مزمن، إذ ولد وهو يعاني من حساسية تجاه المكسرات بأنواعها ما جعله غير قادر على تناول كل أنواع الشوكولاتة والبسكويت والبوظة وغيرها من المأكولات الخفيفة التي يحبها الأطفال.
وتقول والدته سامية "في البداية لم يكن لهذه المشكلة تأثير لأنه كان طفلا صغيرا لا يتناول إلا ما نعطيه لكن اليوم كبر وأصبح يطلب مني شراء الشوكولاتة وأقابل طلبه بالرفض"، متابعة "هذا جعله يشعر بأنه مختلف عن أقرانه الذين يتناولون ما يريدون بدون أن يخافوا على حالتهم الصحية".
وتشير سامية إلى أن ابنها مع مرور الوقت بدأ يفهم نوعا ما ماهية مرضه وكيف يؤثر عليه؛ لأنه في يوم تناول بالخطأ نوعا من المكسرات وأدخل الى غرفة الطوارئ وكان بحالة سيئة.
ويحمل طارق معه إبرا ضد الحساسية أينما ذهب ويستطيع أن يحقن نفسه إذا ما شعر بأعراض الحساسية المؤلمة والخانقة، على حد تعبيره.
اختصاصية العلاج السلوكي هالة حماد تشير إلى أن الأهل في العادة هم من يخافون بطريقة مبالغة فيها ويجدون صعوبة في إخبار طفلهم أنه مصاب بمرض سيرافقه طوال حياته.
وسواء أكان المرض خطيرا أم غير خطير يشعر الطفل بأنه مختلف عن أقرانه، ما يجعله يشعر بالغضب مما يحدث له ويخرج هذا الغضب على والديه أو طبيبه فيرفض العلاج، لذا وجب على الأهل التخلص والتحرر من الخوف والتحدث مع الطفل بكل صراحة عن وضعه والعواقب المحتملة إذا لم يتقيد بالتعليمات الصحية الخاصة بحالته.
فحين يسأل الطفل عن مشكلته الصحية، على الأهل، وفق حماد، إعطاؤه المعلومات الصحيحة والملائمة لسنه وقدرته على الفهم في الوقت نفسه، فلا يجوز المبالغة في تبسيط الأمر أو التحدث في التفاصيل التي تزيد المشكلة غموضا.
وتضيف حماد من حق الإخوة معرفة ما يحدث لشقيقهم والتأكيد على ان العائلة يجب أن تبقى متماسكة وتعيش حياة طبيعية ومحاولة مساعدة الفرد المريض حسب حالته الصحية وتشجيعه على مواصلة اتباع التعلميات الصحية لحمايته من المخاطر.
وتلفت إلى أن كثيرا من الأهل يهتمون بالفرد المريض وينسون بقية الأبناء الأمر الذي يجرح مشاعرهم، لاسيما إذا ما أبدت الأم، على سبيل المثال، توترها أمام بقية الأبناء وبدأت بالصراخ على الجميع.
من جهتها تقول اختصاصية علم نفس الأطفال بول بيترز "لا يمكن للأهل إلا أن يميزوا في التعامل بين المريض والصحيح في المنزل ولكن لا يجب ألا تتخطى المعاملة الخاصة حدود المعقول"؛ لأنه رغم محاولة كبت حزنهما يصعب عليهما ضبط مشاعرهما، لذا فكل عاطفة تمنح للطفل من المستحيل أن تؤثر سلبا لاسيما إذا كان لدى الوالدين وعي وإدراك للحدود المسموح بها في التربية، فلن يفكر الطفل حينها في استغلالهما عاطفيا.
ولا يجب على الوالدين عزل الطفل المريض عن محيطه والمبالغة في حمايته؛ لأن على الطفل، بحسب بيترز، تعلم الاعتماد على نفسه والتصرف باستقلالية، ومتابعة تعلم التواصل مع المجتمع وبناء علاقات.

[email protected]