عمان- يختلف جلد الأطفال حديثي الولادة عن جلد الكبار، ومن أبرز تلك الاختلافات أنه يعمل كحاجز أقل فعالية ضد المؤثرات الخارجية؛ أي أنه يتأثر بالتغيرات في درجات الحرارة بشكل كبير، كما أن امتصاص المواد كالكريمات والمراهم يكون كبيرا، ما يستوجب الحيطة عند استخدام العلاجات الموضعية لدى حديثي الولادة واستشارة طبيب الجلدية.
وفيما يلي سأذكر أبرز المظاهر الفسيولوجية على جلد حديثي الولادة التي لا تشكل داعي للقلق:
- يولد الطفل محاطاً بمادة بيضاء اللون اسمها العلمي Vernix Caseosa، فلهذه المادة أهمية كبيرة في الحفاظ على جلد الطفل في داخل الرحم والسائل الأمنيوني، كما أن لها خصائص مضادة للميكروبات لحمايته من الالتهابات.
ومن الجدير بالذكر أن هنالك توجها للتأخير في تنظيف هذه المادة عن جلد حديثي الولادة بضع ساعات لما لها من فوائد للطفل جسدية ونفسية، وقد أوضحت بعض الدراسات أنها قد تساعد على نجاح الرضاعة بشكل أفضل عند الأطفال الذين تم تأخير غسيل المادة عنهم تماما. - تغيرات لون الجلد مع تغير درجات الحرارة، وذلك لأن تأثر جلد حديثي الولادة بتغييرات الحرارة يكون كبيراً، ومنها ازرقاق أطراف اليدين والقدمين، ظهور ما يعرف بـcutis Marmorata تغييرات في اللون تشبه الشبكة، ومن الجدير بالذكر أن هذه التغيرات تقل كثيراً مع مرور الوقت.
- تقشير الجلد خاصةً في باطن القدمين وكفوف اليدين، وتكون الحالة في أوجها حول اليوم الثامن من العمر، وتصيب 75 % من حديثي الولادة ولا تدعو للقلق، إلا أنه في بعض الحالات يكون التقشير في غالبية الجلد، وهذا يدعو إلى المتابعة فقد يعني وجود تحسس وجفاف جلدي وقد يكون إحدى علامات مرض السمكية "Ichthyosis".
- ظهور بثور بيضاء اللون على الوجه وخاصةً حول الأنف، وهي حويصلات صغيرة تحتوي على بروتين الجلد "الكيراتين" لا يتعدى حجمها الـ2 ملم، إلا أنها تقل مع الوقت بشكل كبير، وتختفي تماما بعد الأسبوع الثاني من الولادة.
- ظهور الفقاقيع عند الشفاة وأصابع اليدين وظهر اليدين، وقد تظهر عند الولادة أو بعد ذلك، وهي نتيجة تدرب حديث الولادة على الرضاعة عن طريق مص الإصبع أو اليد، وعادةً ما يبدأ الجنين بذلك داخل الرحم.
- ظهور فراغ في الشعر في مؤخرة الرأس، يعزو العديد من الناس ذلك لنوم الطفل على ظهره، إلا أن ذلك سبب ثانوي، فالسبب الرئيسي هو أن الشعر في مقدمة الرأس وأطراف الشعر قد تم تغييره في الرحم قبل الولادة ويبقى الشعر في مؤخرة الرأس، فيتغير بعد شهرين تقريباً من الولادة.
- هنالك العديد من البثور التي تصيب وجه حديثي الولادة خلال الأسابيع الأولى، وغالبيتها مؤقتة، ولكن يفضل مراجعة طبيب الجلدية للتشخيص ووصف العلاج المناسب إذا دعت الحالة ومن أهمها حالة Neonatal Acne التي تستدعي طبيب الجلدية لصرف كريمات تساعد على تقليل الخمائر الجلدية على الوجه التي تعرف باسم Malassezia وتسبب هذه الحالة.
استخدام المراهم لحديثي الولادة ليس بالأمر السهل، فما لا يشكل خطورة على الكبار قد يحمل الضرر لحديثي الولادة، ومن الأمثلة على ذلك مراهم المضادات الحيوية التي تحتوي على مادة "النيومايسن" التي ينصح بعدم استخدامها نهائياً للرضع، فقد يؤدي امتصاصها عبر الجلد لحدوث قصور كلوي أو ضعف دائم في السمع.
كما أن استخدام مراهم الـsalicylic acid، قد يؤدي إلى التسمم بمادة الساليسيليت، ما قد يؤدي للقيء والحرارة والنزيف.
فمراجعة طبيب الجلدية هو الحل الأمثل لتشخيص وعلاج أي مشكلة جلدية لدى حديثي الولادة.
أخصائية الجلدية والليزر التجميل الطبي
الدكتورة راية حجازي
