‘‘لابوهيم‘‘ العالمية تفتتح ‘‘عمان الأوبرالي‘‘ بالمدرج الروماني

جانب من المؤتمر الصحفي الذي عقدته السوبرانو الأردنية زينة برهوم - (من المصدر)
جانب من المؤتمر الصحفي الذي عقدته السوبرانو الأردنية زينة برهوم - (من المصدر)

إسراء الردايدة

عمان- تحتضن عمان، للمرة الثانية على التوالي، مهرجان عمان الأوبرالي الذي يقيم فعالياته في المدرج الروماني ليشهد عرض الافتتاح، الأوبرا الإيطالية "لابوهيم" لمؤلفها الموسيقي جاكومو بوتشيني.اضافة اعلان
ويهدف المهرجان الذي أطلقته السوبرانو الأردنية، زينة برهوم، العام الماضي، لغرس ثقافة الأوبرا في المجتمع والتعريف في هذا الفن.
وبينت برهوم، في المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس في فندق الماريوت، أن احتضان الأردن للمهرجان بدورته الثانية مرتبط بكون هذا المكان مصدرا للفن والثقافة؛ حيث تغلبت الموسيقى العالمية على التحديات، ووحدت الجميع من مختلف الجنسيات لتجمعهم لغة واحدة.
وأشارت برهوم إلى أن الأوبرا ليست تذوقا مكتسبا، كما يظن البعض، بل قصة جميلة من وحي الحياة اليومية، مليئة بالمشاعر التي نختبرها؛ حيث سيتم تقديم عرضين يومي 4 و6 أيلول (سبتمبر) المقبل.
المدير التنفيذي للاتصال في أمانة عمان الكبرى، المهندس إبراهيم هاشم، لفت إلى أن دعم الأمانة للمهرجان مرتبط بهوية المدينة نفسها التي تشهد تنوعا حضاريا وثقافيا، نابعا من الاهتمام بدعم الفنون.
ومن جهته، اعتبر المدير الفني للمهرجان، المايسترو لورينزو تازييري، أن العودة مرة أخرى لعمان هي بمثابة كسر لكل التحديات، وقوة اللغة التي تحدثها الأوبرا قادرة على ترجمة الأحاسيس، خاصة أوبرا "لابوهيم" للإيطالي بوتشيني الذي اشتهر ببراعته في ترجمة مشاعر الشخصيات من خلال الموسيقى، والمشاعر الأنثوية وصراعها.
ويقوم بالأدوار الرئيسية في أوبرا لابوهيم، زينة برهوم في دور ميمي، بينما يؤدي باسم الخوري دور ردولفو، ويرافقهما الأداء الغنائي مغنون رئيسيون من إيطاليا وجورجيا، وعزف أوركسترا سيشوان الفيلهارمونية بقيادة لورينزو تازييري المدير الفني للمهرجان، بينما يتألف الكورس من جوقة أطفال ناي بقيادة عازفة البيانو ديانا تلحمي، ويقوم بإخراج الأوبرا المقدوني ديان بروشيف.
وتدور أحداث أوبرا "لابوهيم" في باريس في الثلاثينيات من القرن التاسع عشر، عن شاعر شاب "رودولفو" الذي يقع في حب خياطة اسمها "ميمي"، لكن سعادتهما لم تكتمل بسبب مرض حبيبته، فيحاول البحث لها عن علاج بلا فائدة.
وانعكست الحياة الصاخبة التي عاشها الموسيقار الإيطالي الأشهر (جاكومو بوتشيني) Giacomo Puccini في مدينة ميلانو، لذا اختار أوبرا (لابوهيم) ليضع لها الموسيقى، فقدم واحدا من أروع الأعمال الدرامية الموسيقية.
ولم يقتنع بوتشيني بالصيغة الشعرية للعمل مباشرة؛ إذ تدخل بالإضافة والحذف على النص الدرامي الذي كتبه الشاعر الفرنسي Heneri Murger، لذا تعد أوبرا  لابوهيم من أكثر أوبرات العالم التي اختلفت فيها تماما روح الصياغة الشعرية عن نص القصة الأصلي. ذلك جعل بوتشيني وفريق من الشعراء وهم (إليكا، جياكوزا، ريكوردي) يعملون على إعادة الصياغة الشعرية لمدة عامين حتى اقتنع بها بوتشيني في النهاية في حين استغرق التأليف الموسيقي مدة 8 أشهر.
وتعرض أوبرا "لابوهيم" تفاصيل من الحياة اليومية للمبدعين والفنانين الذين يلتقون في المقاهي ليتبادلوا الآراء السياسية والأفكار التي ترجمها بوتشيني، واستعرض حياة المهمشين في باريس.
وتسعى زينة برهوم، من خلال تأسيس مهرجان عمان الأوبرالي، إلى تنمية بذور الثقافة الأوبرالية في الأردن والعالم العربي، وتشييد مؤسسة مخصصة لفن الأوبرا بالعاصمة الأردنية عمان، لتنضم إلى مثيلاتها في المجتمع العربي بعمان والإمارات العربية المتحدة.