لاجئون سوريون: برمجة الكهرباء بالزعتري احالت الكرفانات لجحيم

رمال وغبار تغطي سماء مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالمفرق أمس - (من المصدر)
رمال وغبار تغطي سماء مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالمفرق أمس - (من المصدر)

 حسين الزيود

المفرق- عمقت برمجة إيصال التيار الكهربائي في مخيم الزعتري للاجئين السوريين التي طبقتها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من صعوبة الأوضاع في المخيم خلال موجة الحر التي تتأثر بها المنطقة، مطالبين بضرورة توزيع ساعات إيصال الكهرباء إلى المخيم بين النهار والليل، خصوصا وأن البرمجة الحالية لا تشمل تزويد مساكن اللاجئين بالكهرباء خلال النهار.اضافة اعلان
ويرى اللاجئ عدنان السبسي، أن ارتفاع درجات الحرارة، فرضت على السكان ما يشبه بحظر التجوال جراء تخوفهم من الإصابة بضربات الشمس حال الخروج نهارا من الكرفانات، لافتا إلى أن الطبيعة المعدنية للكرفانات التي تمتص حرارة أشعة الشمس طول النهار زادت من معاناة اللاجئين من حيث ارتفاع درجات الحرارة داخلها.
وقال السبسي، إن من يمتلك ثلاجة يضطر إلى أن يبقي عليها مغلقة طوال النهار للمحافظة على برودة المياه بداخلها بقدر الإمكان، داعيا مفوضية اللاجئين إلى إعادة النظر في برمجة إيصال التيار الكهربائي إلى كرفانات المخيم بدواع إنسانية خلال فترة الموجة الحارة باعتبار أن الحياة باتت "أشبه بالجحيم" على حد وصفه. ولفت إلى أنه يضطر إلى إغراق ملابس أطفاله بالمياه بهدف جلب البرودة إليهم، نظرا لارتفاع درجات الحرارة وعدم تحملهم ظروف الطقس، خصوصا في ظل انعدام وسائل التكييف نهارا جراء برمجة التيار الكهربائي القاضية إلى وقف إيصال الكهرباء نهارا داخل المخيم.
ويضطر اللاجئ الستيني منوخ الديات إلى استعمال قطع من الكرتون لجلب التهوية اللازمة له نظرا لانقطاع الكهرباء نهارا وعدم وجود وسيلة تبريد مناسبة، مطالبا مفوضية اللاجئين وفي مثل هذه الحالة الطارئة إلى تغيير برمجة التيار الكهربائي لتشمل أجزاء من النهار لحين تجاوز الموجة الحارة.
وبين الديات الذي يفتقر إلى امتلاك ثلاجة منزلية أنه يضطر إلى تعليق قارورة مياه وملئها بالمياه ولفها بقطعة قماش من الخارج ورش الماء عليها لتأمين مياه مقبولة بقدر الإمكان، فضلا عن أن أسرته لا تقوم بطهي أي طعام قد يزيد على الحاجة خوفا من تلفه لانعدام الثلاجة.
وأوضح أن درجة الحرارة مرتفعة في المخيم بشكل عام إلا أن السكن في الكرفانات المعدنية وعدم توفر وسائل التكييف خلال فترات النهار بسبب عدم إيصال الكهرباء عمق من معاناة اللاجئين، خصوصا كبار السن والأطفال والمرضى.
ويصف اللاجئ أبو أنس العيش في الكرفانات خلال فترات النهار بالشاق نظرا لعدم توفر التكييف اللازم والذي يتطلب التزود بالكهرباء وهو ما لا يتفق وبرمجة التيار الكهربائي التي طبقتها مفوضية اللاجئين في المخيم لتدارك ارتفاع قيمة الفاتورة الشهرية.
وطالب أبو أنس المفوضية ومن باب إنساني العدول عن البرمجة الحالية للتيار الكهربائي والتي لا تشمل فترات النهار من خلال توزيع ساعات البرمجة لتشمل الليل والنهار، معتبرا أن الحياة في المخيم نهارا ومن دون وسائل تكييف تشبه الجحيم.
وقال، إن سكان المخيم باتوا يبتكرون وسائل مختلفة لتلطيف أجواء العيش في مخيم الزعتري وجلب البرودة للأطفال من خلال رش ملابسهم بالمياه بالرغم من شحها.
وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اضطرت إلى اتخاذ آلية جديدة لبرمجة إيصال التيار الكهربائي في مخيم الزعتري الذي يقطنه قرابة 83 ألف لاجئ سوري موزعين على أكثر من 23 ألف كرفان معدني بهدف تخفيض قيمة الفاتورة الشهرية التي تتحملها المفوضية ومنذ الساعة السابعة مساء وحتى الساعة الخامسة صباحا.