لا اختصاصيي قلب في مستشفيات الشمال

20190708T135715-1562583435057577900
20190708T135715-1562583435057577900

احمد التميمي وعامر الخطاطبة وصابرين الطعيمات وخلدون بني خالد

اضافة اعلان

محافظات - تفتقر المستشفيات الحكومية في محافظات الشمال إلى تخصصات أمراض القلب وجراحتها، مما تضطر تلك المستشفيات إلى تحويل المرضى إلى مستشفيات العاصمة أو مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي في لواء الرمثا بإربد، وتكبيدهم عناء ومشقة الانتقال إلى هذه المستشفيات البعيدة بالنسبة لأماكن سكنهم، رغم حالتهم الصحية.
ويوجد في محافظات الشمال التي يبلغ عدد سكانها زهاء 4 ملايين نسمة 11 مستشفى حكوميا منها 8 مستشفيات في محافظة إربد وهي (الأميرة بسمة، الأميرة بديعة، الأميرة رحمة، الأميرة راية، الرمثا، اليرموك، ابو عبيدة ومعاذ بن جبل) ومستشفى واحد في كل من المحافظات الاخرى (جرش وعجلون والمفرق).
ويؤكد مرضى أن هذه المشقة لا تتوقف على عناء السفر فحسب بل تشكل ايضا عبئا ماليا عليهم، سيما وان بعض الحالات تحتاج إلى مراجعة المستشفى أسبوعيا.
ويقول مريض القلب في محافظة جرش عيسى المقابلة، إنه يضطر للمراجعة في مستشفى الأمير حمزة بالعاصمة أسبوعيا، مشيرا إلى أن كل مراجعة تحتاج منه إلى تكاليف مادية لا يقوى عليها، بالتزامن مع وضعه الصحي السيئ والذي لا يحتمل السفر والانتقال الى مسافات بعيدة بالمواصلات العامة.
وأكد المقابلة ان وجود اختصاصي قلب في مستشفى جرش الحكومي يوفر عليه الوقت والمال والتعب الجسدي، سيما وان محافظة جرش ذات امتداد واسع.
ويقول المريض علي احمد من محافظة المفرق، ان عيادة الرعاية لمرضى القلب عن بعد، عبر الاقمار الصناعية في مستشفى المفرق الحكومي رغم انها ساعدت مرضى القلب كثيرا ووفرت عليهم الوقت والجهد والمال، إلا أن المريض إذا احتاج إلى تدخل جراحي فانه مضطر إلى تكبد عناء الذهاب إلى مستشفيات ومراكز طبية تعالج مرضى القلب في العاصمة أو محافظة إربد.
وقال محمد خزاعلي انه تم تحويله من مستشفى المفرق الحكومي إلى مستشفى الملك المؤسس لاجراء قسطرة للقلب لعدم وجود اختصاصيي أمراض القلب، مما كبده عناء السفر برفقة ذوية الذين كانوا يضطرون للقدوم يوميا الى مستشفى الملك المؤسس لزيارته.
ويوافقه بالرأي علي العتوم من سكان محافظة جرش، مشيرا إلى أن تخصص أمراض القلب غير موجود في مستشفى جرش الحكومي، مشيرا إلى أن أي فحصوصات تتعلق بهذا المرض يتم تحويلها لمستشفى الملك المؤسس لوجود اختصاصي قلب، مما يضطره الى قطع مسافات بعيدة للوصول إلى المستشفى.
اما فراس خطاطبة فيشير إلى المعاناة التي يواجها مرضى القلب في محافظة عجلون لعدم وجود اختصاصات قلب في مستشفى الإيمان الحكومي، مما يضطرهم إلى تحويلهم الى مستشفى الملك المؤسس.
ويقول المريض احمد الهامي من محافظة إربد، انه اضطر بعد إصابته بجلطة لمراجعة مستشفى الأميرة بسمة في مدينة إربد وبعد تشخيصه من قبل طبيب الباطني وجد هناك انسدادا في الشرايين، مما أضطره إلى تحويله إلى مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي لإجراء عملية قسطرة.
وأشار إلى انه تم نقله إلى المستشفى الذي يبعد عن مدينة إربد حوالي 15 كيلو مترا من اجل إجراء عملية قسطرة.
بيد أن الهامي أكد أهمية إيجاد مركز متخصص في القلب وجراحته في إربد، وخصوصا وأن هناك بعض حالات تكون طارئة وبحاجة إلى تدخل جراحي مستعجل، فيما إجراءات التحويل بحاجة إلى ساعات.
وقال الستيني محمد شريدة ويسكن لواء الكورة انه اضطر إلى مراجعة مستشفى الأميرة راية في لواء الكورة بعد إصابته بوعكة صحية، مشيرا إلى انه ونظرا لعدم وجود اختصاصي في أمراض القلب بالمستشفى، تم تحويله إلى مستشفى الملك المؤسس.
وأشار إلى انه مكث أكثر من أسبوع في مستشفى الأميرة راية لعدم توفر سرير في مستشفى الملك المؤسس، حيث اضطر الطبيب إلى تحويله إلى مستشفى الأمير حمزة في عمان لإجراء عملية القسطرة، مما كبده عناء السفر الى عمان.
ودعا مواطنون في إربد إلى ضرورة إيجاد مركز متخصص في تخصص القلب وجراحتها تابع لوزارة الصحة في مدينة إربد، وخصوصا وان محافظة إربد يقطنها أكثر من مليوني نسمة.
وأشاروا إلى أن مسألة التحويلات إلى المستشفيات الجامعية ومستشفيات الخدمات الطبية في عمان أصبح أمرا غير مقبول في ظل تزايد أعداد المرضى المصابين بأمراض القلب.
ولفتوا إلى أن إجراء عملية القلب المفتوح أو القسطرة يتبعها مراجعات دورية متكررة إلى تلك المستشفيات للحصول على العلاجات الأزمة والفحوصات الدورية، مما يكبده مصاريف إضافية.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في وزارة الصحة حاتم الازرعي انه حتى الآن لا يتوفر في مستشفيات محافظات الشمال بشكل عام اختصاصات بأمراض القلب وجراحتها.
وأكد الازرعي أن خدمة إجراء عمليات القلب المفتوح والقسطرة، غير متوفرة في مستشفيات وزارة الصحة في محافظات الشمال ويتم تحويل المرضى إلى مستشفى الملك المؤسس عبدالله الجامعي أو مستشفيات الخدمات الطبية الملكية.
وأوضح الازرعي أن هذه التخصصات نادرة، وهي مشكلة تعاني منها وزارة الصحة منذ سنوات، مشيرا إلى أن النية لدى الوزارة تتجه في الوقت الحالي لشراء حزم من القطاعات الصحية الخاصة لإجراء العمليات غير المتوفرة في مستشفيات وزارة الصحة للتخفيف على المرضى.
وأشار إلى أن الوزارة لديها النية خلال العامين المقبلين بإنشاء مراكز متخصصة لأمراض القلب وجراحتها في المحافظات وتهيئة الظروف لابتعاث الأطباء وبناء القدرات والتدريب على التخصصات الطبيبة النادرة.
وأكد الازرعي أن الوزارة تقوم سنويا بدفع مبلغ 200 مليون دينار للقطاعات الصحية المختلفة بدل تحويلات لمستشفياتها لإجراء عمليات مختلفة بينها جراحة القلب غير متوفرة في وزارة الصحة وهذا مبلغ كبير يمكن استثماره مستقبلا بإنشاء مراكز متخصصة.
بدورة، قال مدير عام مستشفى الملك عبدالله المؤسس الجامعي الدكتور احمد الغزو، أن هناك عشرات الحالات يستقبلها المستشفى يوميا بحاجة إلى عمليات قسطرة، وعشرات الحالات الأخرى سنويا بحاجة إلى عمليات قلب مفتوح.
وأكد الغزو انه في بعض الأحيان يحدث ضغط على الأسرة في المستشفى، مما يضطر إلى وضع المريض على الانتظار لأيام، مشيرا الى انه احيانا كثيرة تكون الأسرة فارغة ويتم أجراء العملية على الفور.
وأشار الغزو إلى أن هناك تنسيقا مسبقا بين المستشفيات الحكومية ومستشفى الملك المؤسس في حال وجود مريض بحاجة إلى عملية قلب مفتوح أو قسطرة، حتى لا يضطر المريض لمراجعة المستشفى في الوقت الذي لا يتوفر فيه سرير.
وأكد أن مستشفى الملك المؤسس يتوفر لديه 6 اختصاصيين في تخصص القلب وجراحتها، إضافة إلى كوادر طبيبة وتمريضية متخصصة لإجراء مثل تلك العمليات.
ويؤكد مدير مستشفى الإيمان الحكومي الدكتور أحمد الزغول اقتصار دور المستشفى في مرضى القلب على تقديم الإسعافات الضرورية في الحالات الطارئة، وذلك لعدم توفر اختصاصيين في أمراض القلب وكذلك الأعصاب، ما يستدعي تحويل الحالات التي تراجع المستشفى إلى مستشفى الأمير حمزة والملك المؤسس أو مدينة الحسين الطبية، وذلك حسب طبيعة التأمين الصحي لكل مريض.
وقال إنه يفترض في حال افتتاح المبنى الجديد للمستشفى والمتوقع مع نهاية العام القادم استحداث عيادات قلب وأعصاب وتوفير أطباء الاختصاص نظرا لحاجة المحافظة لهما وللتخفيف على المرضى.
ويقول مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم انه قبل بضع سنوات كان يغطي أخصائي قلب من مستشفى الأميرة بسمة في مستشفى جرش جزئيا، الا انه هذه التغطية توقفت منذ سنوات رغم المطالب بضرورة وجود اخصائي قلب في المستشفى.
وقال العتوم انهم يضطرون الى تحويل المرضى الى مستشفى الملك المؤسس في إربد أو مستشفى الأمير حمزة في العاصمة.
من جانبه قال مدير مستشفى المفرق الحكومي الدكتور محمد الطحان، ان هناك مكرمة ملكية لأبناء محافظة المفرق بربط مستشفى المفرق الحكومي بالخدمات الصحية في مستشفى الأمير حمزة بالشراكة مع شركة سيسكو الأميركية، بالإضافة إلى عيادة لأمراض القلب تسمى بعيادة الرعاية عن بعد عبر الاقمار الصناعية، مؤكدا انها ساهمت بتوفير الوقت والجهد والتخفيف عن مرضى القلب في المحافظة.
واشار انه من خلال الرعاية عن بعد عبر الاقمار الصناعية والربط الآلي ما بين مستشفى المفرق الحكومي واستشاري أمراض القلب في مستشفى الأمير حمزة، تتم معاينة المريض من قبل اختصاصي باطني في مستشفى المفرق الحكومي، حيث يتم فحص المريض بشكل مباشر وعمل "الايكو" له والفحوصات الطبية اللازمة، ومن ثم يتم تحديد موعد قريب للمريض لغايات عمليات القسطرة في مستشفى الأمير حمزة بحال إذا كان المريض بحاجة لذلك. وأضاف انه يتم ادخال المريض مباشرة في الموعد المحدد والوقت المحدد.
وأكد انه يتم  وضع خطة علاجية لمريض القلب من خلال الربط والتنسيق ما بين اختصاصي الباطني باستشارة اختصاصي قلب في مستشفى الأمير حمزة.