لا بوادر لاختراق في ملف إنهاء الانقسام بلقاء عباس هنيّة

الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يتوسط الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس اسماعيل هنية في الجزائر - (وكالات)
الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون يتوسط الرئيس الفلسطيني محمود عباس وزعيم حركة حماس اسماعيل هنية في الجزائر - (وكالات)

نادية سعد الدين

عمان - دخلت الجزائر على خط المصالحة الفلسطينية من جديد، باستضافة لقاء جمع الرئيس محمود عباس برئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة، في محاولة أخرى لتحريك جمود الملف الشائك، ولكنه يأتي متحللاً من أي بوادر مسبّقة قد تشّي بحدوث اختراق لإنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي.اضافة اعلان
لقاء طرفيّ النزاع الممتد منذ العام 2007، والذي وصفّته "حماس" بـ"الأخويّ"، جاء تلبية لدعوة الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، لحضور احتفالات ذكرى استقلال الجزائر، بما شكل فرصّة لحركتيّ "فتح" و"حماس" للتشاور، في ظل خلافات عميقة لا تزال عالقة بينهما بدون حل حتى الآن، ووسط التصعيد الإسرائيلي غير المسبوق ضد الشعب الفلسطيني.
ولا يُعوّل الفلسطينيون كثيراً على لقاء عباس – هنيّة بالجزائر؛ والذي يأتي في الإطار البروتوكولي أمام غياب ما يشيّ بايجاد "تسوية" بين الطرفين تسمح بعدم تفجّر الخلافات التي قد تعصف بمسار أي جهود عربية لتحقيق التوافق الفلسطيني، بما ينذر بالعودة بها إلى المربع الأول لما قبل خمسة عشر عاماً.
الخلاف الثنائي المركزي ما يزال قائماً؛ إذ ترى حركة "فتح"، والفصائل المؤيدّة، أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية معنية بإجراء الانتخابات العامة، الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني، وفق الالتزام بقرارات "الرباعية الدولية" والشرعية الدولية، حسب ما دعا إليه الرئيس محمود عباس كشرط لذلك.
أما حركة "حماس"، التي ترفض شروط "تشكيل الحكومة"، فإنها تجد أهمية بحث إعادة تفعيل منظمة التحرير أولاً، وذلك بضرورة إجراء انتخابات عامة وشاملة، بما فيه الرئاسية والتشريعية والوطني الفلسطيني، وإعادة تشكيل منظمة التحرير بشكل متزامن والالتزام باتفاقيات كانت وقعت سابقاً بهذا الخصوص.
وقد مثلت تلك الملفات الشائكة تحدياً أمام الجهود التي أطلقتها الجزائر قبل أشهر لإتمام ملف المصالحة بين مختلف الفصائل الفلسطينية تمهيداً لمؤتمر يسبق القمة العربية المقررة بالجزائر في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.
وطبقاً للأنباء الفلسطينية؛ فقد أطلع الرئيس عباس نظيره تبون على آخر التطورات السياسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وممارسات الاحتلال وعدوانه بحق الشعب الفلسطيني، والتي تقوض فرص السلام وحل الدولتين.
كما بحث الرئيس عباس مع نظيره الجزائري سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين، إضافة للعديد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وقد حضر الرئيس عباس، إلى جانب الرئيس تبون، وعدد من زعماء وقادة الدول، الاستعراض العسكري الضخم الذي أقامته الجزائر، لمناسبة الذكرى الستين لاستقلالها واستعادة سيادتها، وذلك بعدما زارها في وقت سابق، في كانون الأول (ديسمبر) 2021، والتي اختتمت بإعلان الطرفين عن استضافة الجزائر لمؤتمر للمصالحة الفلسطينية، فيما توالت زيارات وفود الفصائل لبحث ملف المصالحة.
مثلما شارك هنية، ووفد قيادة "حماس" المرافق له، في الاحتفالات بدعوة من الرئيس الجزائري، بما يعبّر، وفق الحركة، عن عمق العلاقة بين الجزائر وفلسطين والشعبين الفلسطيني والجزائري، ويؤكد مكانة "حماس" لدى القيادة الجزائرية والشعب الجزائري الذي مثلت ثورته مصدر إلهام للأمة ولكل الأحرار على مستوى العالم، بحسبها.
وبينما تتوالى مشاهد لقاءات المصالحة الفلسطينية اللامتناهية بدون نتائج فعلية؛ فإن الاحتلال يصعّد عدوانه ضد الشعب الفلسطيني؛ إذ استشهد الشاب الفلسطيني رفيق رياض غنام (20 عاماً)، أمس، برصاص قوات الاحتلال في بلدة جبع، جنوب جنين بالضفة الغربية المحتلة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن المواجهات والاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين الشبان الفلسطينيين العُزّل وقوات الاحتلال المُدجّجة بالسلاح، أثناء اقتحام البلدة الفلسطينية، قد أدّت إلى وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
ويعد الشاب الفلسطيني "غنام" الشهيد الثاني في بلدة جبع خلال ثلاثة أيام، بعد ارتقاء الشاب كامل علاونة، الأحد الماضي، ليرتفع بذلك عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية العام الجاري إلى 29 فلسطينياً على أرض جنين، منهم 27 من المحافظة، واثنان خارجها.
فيما استكملت قوات الاحتلال عدوانها بتأمين الحماية الأمنية المشدّدة لاقتحام عشرات المستوطنين المتطرفين، أمس، لباحات المسجد ألأقصى المبارك، من جهة "باب المغاربة"، وتنفيذ الجولات الاستفزازية وأداء الطقوس التلمودية المزعومة، وسط تصدّي الفلسطينيين لعدوانهم.
وتجدّدت الدعوات الفلسطينية للاحتشاد والرباط في المسجد الأقصى، لمواجهة انتهاكات المستوطنين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، في محاولة لتقسيمه زمانياً ومكانياً، فيما تشهد القدس القديمة وبواباتها إجراءات عسكرية مشددة، وتضييقا واعتداءات على المصلين في الأقصى.
وفي الأثناء؛ شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت عدداً من الفلسطينيين من مناطق مختلفة من الضفة الغربية، لاسيما بلدة سلواد، شمال شرق رام الله، التي شهدت مواجهات عنيفة، عقب اقتحامها ومداهمة مجموعة كبيرة من منازل الفلسطينيين وتخريبها، وفق "نادي الأسير الفلسطيني".
واقتحمت الدوريات العسكرية الإسرائيلية البلدة، فيما انتشرت قوات الاحتلال في شوارعها وعند مداخلها والطرقات الفرعية والترابية، مما أدى لاندلاع المواجهات مع الشبان الفلسطينيين التي أطلقت قوات الاحتلال خلالها الرصاص الحي والقنابل الغازية، أسوة بما ارتكبته في مدينتيّ جنين ونابلس، مما تسبب في وقوع جرحى وحالات اختناق بصفوف الفلسطينيين، وفق "نادي الأسير الفلسطيني".