لا تكافؤ في القدس

هآرتس

أسرة التحرير  5/7/2016

أطلق مكتب رئيس الوزراء ليل يوم الاحد بيانا عن العمل على البناء في معاليه ادوميم (560 وحدة سكن) وفي أحياء خلف الخط الاخضر في القدس – راموت، غيلو وهار حوما (240 وحدة). اضافة إلى ذلك أقرت خطة بناء لاقامة 600 وحدة سكن مخصصة لسكان بيت صفافا في منطقة جفعات همتوس. اضافة اعلان
وجاء البيان لبث قوة وتصميم في مواجهة موجة الإرهاب المتصاعدة في المناطق. وعرضت "إسرائيل اليوم"، الناطقة بلسان رئيس الوزراء، البيان عن العمل على البناء كـ "رد على العمليات". اما نظرة معمقة أكثر فتظهر ان البيان يكشف النقاب عن ضعف الحكومة ورئيسها أكثر من أي شيء آخر.
فبالنسبة لخطة البناء للفلسطينيين في جفعات همتوس، لم يتبقَ للدولة عمليا مفر غير اقرارها. فقبل نحو نصف سنة رفعت الإدارة الجماهيرية في بيت صفافا التماسا ضد تأخير الخطة دون أي سبب. وحاولت النيابة العامة الادعاء بأن سبب التأخير هو سري لدرجة أنه لا يمكن اطلاع الملتمسين على حيثياته. كما ادعت النيابة العامة أيضا أن الموضوع يبحث في القيادة السياسية الاعلى.
ردت المحكمة هذه التفسيرات وطلبت الحصول على جواب حقيقي على الالتماس. وفي الاسبوع الماضي، قبل مقتل هيلل يافا ارئيل وميخائيل مارك، تعهدت النيابة العامة للمحكمة بأن تتخذ في الأيام القريبة القادمة قرارات تبطل الالتماس. هكذا بحيث أنه لم يتبقَ لرئيس الوزراء أي امكانية غير اقرار الخطة للفلسطينيين، وكذا الهجوم من اليمين – للوزيرين زئيف الكين ونفتالي بينيت ورئيس بلدية القدس نير بركات، هو بالاجمال ضجيج متملق للجمهور يستهدف اغراضا انتخابية.
وبخلاف تام لذلك، فإن البناء في الاحياء اليهودية خلف الخط الاخضر هو استغلال متهكم لموجة الإرهاب، من أجل "معاقبة" الفلسطينيين  وارضاء عناصر اليمين المتطرف. فالحديث يدور عن مخططات بناء غير كبيرة، تتركز في داخل الكتل الاستيطانية وفي احياء القدس، ولكن لا مجال للخطأ: فهذه مخططات بناء ما كانت لتمر من ناحية دولية لو لم تسبقها افعال إرهابية صادمة.
ان التكافؤ الذي نشأ – البناء للفلسطينيين مقابل البناء في احياء يهودية – هو تكافؤ كاذب. فالبناء للعرب في القدس يستند إلى قرار محكمة، إلى حاجة وضائقة حقيقيتين وإلى اساسات الخطة لإصلاح التمييز، اقرتها الحكومة. وهي لا يمكنها ان تكون رهينة محاولات من نتنياهو لارضاء المستوطنين. ينبغي الغاء مخططات البناء في الاحياء اليهودية خلف الخط الاخضر وبدلا منها المبادرة إلى بناء في نطاق الخط الاخضر في القدس، وتنفيذ مخططات البناء للعرب، للتخفيف من ضائقة السكن الحادة القائمة في اوساط سكان شرقي المدينة.