لا "تكميلية" بعد إعلان نتائج الثانوية مباشرة.. والتربية النيابية" تدفع للتعجيل

آلاء مظهر

عمان- تتجه الأنظار كل عام، عقب انتهاء موسم الامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة، إلى الدورة التكميلية ومواعيدها، باعتبارها طوق نجاة للطلبة لتجاوز هذه المرحلة التي تعد مفصلا مهما في حياتهم، فيما تتصاعد دعوات بتسريع إجرائها مبكرا هذا العام لظروف استثنائية على الرغم من رفض وزارة التربية والتعليم تقديم موعدها.اضافة اعلان
وتتأرجح الدورة التكميلية لهذا العام بين مطالب نيابية بضرورة إجرائها بـ"شكل استثنائي في وقت مبكر أي قبيل موعد إعلان قبول الموحد"، وبين تأكيدات وتطمينات من وزارة التربية والتعليم بوجود دورة تكميلية ستعقد لكن من دون تحديد موعد إجرائها حتى اللحظة.
وكان رئيس لجنة التربية النيابية الدكتور بلال المومني قال خلال تصريحات صحفية سابقة إن اللجنة طلبت من وزير التربية والتعليم الدكتور محمد أبو قديس إجراء دورة تكميلية استثنائية للطلبة النظاميين للعام 2021 فقط بعد إعلان نتائج الثانوية مباشرة، على أن تصدر نتائجها قبل الإعلان عن القبول الموحد، بغية تعويض الطلبة عن الخلل الذي أصاب الدورة العادية، فيما لم تزل اللجنة بانتظار الرد.
وقال المومني إن الدورة الاستثنائية "ستحدث تغييرا إيجابيا في نفوس الطلبة، وتخلق توازنا بين النتائج التي ستصدر ونتائج الدورة الاستثنائية"، مشيرا إلى أن اللجنة حريصة كل الحرص على مصلحة الطالب.
بدوره، يقول الناطق الإعلامي لوزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة إن الوزارة "لن تجري دورة تكميلية استثنائية للتوجيهي بعد إعلان النتائج مباشرة".
واضاف المساعفة لـ"الغد" أمس، ان نظام امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة حدد امتحانين هما الدورة الأساسية والتكميلية، مبينا أن لجنة الامتحان العام هي الجهة المخولة بتحديد مواعيد إجراء الامتحانات بما فيها الدورة التكميلية، مشيرا الى أنه لغاية اللحظة "لم يتم تحديد موعدها".
وأوضح أن أي دورة امتحانية تحتاج من 3-4 أشهر من الاستعدادات والتحضيرات قبيل عقدها، انطلاقا من وضع الأسئلة وطباعتها وتجهيز مراكز الامتحان والمراقبين والتصحيح وغيرها من الترتيبات.
بدورهما أكد خبيران تربويان لـ"الغد" على أهمية اجراء الدورة التكميلية بعيد إعلان نتائج القبول الموحد كونه يمنح الطلبة فاصلا زمنيا مناسبا للمذاكرة والاستعداد الجيد للامتحانات، ويحقق العدالة والمساواة بين الطلبة.
وكانت وزارة التربية والتعليم عقدت امتحانا تكميليا لطلبة العام 2019 بعيد إعلان النتائج بثلاثة أيام، الأمر الذي أدى إلى تذمر واستياء من قبل الطلبة لعدم منحهم متسعا من الوقت للمذاكرة والاستعداد للامتحانات.
غير أن الوزارة تلافت هذه الخطوة في العام التالي، بطرح ثلاثة مواعيد مقترحة لعقد الامتحان التكميلي للتصويت عليها، إما في الأول من شهر تشرين الأول (أكتوبر)، أو التاسع عشر من شهر تشرين الثاني (نوفمبر) او الحادي والثلاثين من شهر كانون الأول (ديسمبر).
وكانت لجنة الامتحان العام في وزارة التربية والتعليم قررت إجراء الدورة التكميلية للعام 2020 في 31/ 12/ 2020 بناء على نتائج الاستفتاء الذي طرحته الوزارة وشارك فيه 124 ألفا و562 طالبا وطالبة.
ويلفت النظر ان المقترحات الثلاثة حددت مواعيد عقدها بعد إعلان نتائج القبول الموحد بفترة، وذلك بهدف إعطاء الطلبة متسعا من الوقت للمذاكرة والاستعداد بشكل جيد، لتمكينهم من الالتحاق بالجامعات في الفصل الدراسي الجامعي الثاني.
وبهذا الصدد، يرى وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور فايز السعودي أن عقد الدورة التكميلية لامتحان الثانوية العامة عقب إعلان نتائج القبول الموحد هو "الخيار الأفضل والمناسب"، مضيفا لـ"الغد" أن من شأن ذلك أن يمنح الطلبة فرصة للاستعداد والمذاكرة بشكل جيد، كما يحقق العدالة والمساواة بين الطلبة.
ويبين السعودي أن اجراء الامتحان التكميلي مباشرة بعد إعلان النتائج "لن يحقق الغرض المنشود منه، والمتمثل بتحسين علامات الطلبة ورفع معدلاتهم، كونهم لم يمتلكوا فاصلا زمنيا كافيا للدراسة، وهذا ما جرى في إحدى الدورات الامتحانية السابقة التي عقدت مباشرة بعد إعلان النتائج.
ويؤكد السعودي أهمية عقد امتحانات مجدولة على مدار العام الدراسي، كأن تكون، على سبيل المثال، في نهاية كل فصل دراسي، وأن يتاح للطلبة التقدم لهذه الامتحانات لتحسين معدلاتهم في امتحان الثانوية العامة، مشيرا إلى أن هذا الأمر "يحقق العدالة بين الطلبة، ويوفر لهم فرصة عادلة للتقدم للامتحان يحصل من خلالها على تقييم حقيقي، خصوصا بالنسبة للطلبة الذين يمرون بظروف متنوعة تمنعهم من التقدم للامتحانات، أو لا يحصلون على معدل يكافئ قدراتهم وإمكانياتهم الحقيقية".
ويشاطر السعودي في الرأي، الخبير التربوي عايش النوايسة، الذي يرى وجوب تأخير الامتحان التكميلي فترة زمنية مناسبة بعد إعلان نتائج القبول الموحد، لأن عكس ذلك "لا يصب في مصلحة الطلبة غالبا".
ويقول النوايسة لـ"الغد" إن وزارة التربية والتعليم بحاجة الى فترة زمنية ملائمة لإعداد الأسئلة وطباعتها، واختيار القاعات، وتوزيع الطلاب على القاعات، وأرقام الجلوس، بالإضافة الى العديد من الجوانب الفنية التي لا يمكن إغفالها حتى تتمكن الوزارة من إجراء الدورة التكميلية.
ويضيف أن "هناك جانبا نفسيا لدى الطلبة يجب مراعاته ولا يمكن التغاضي عنه، إذ لا يمكن لطالب أخفق في الامتحان أن يتقدم مباشرة بعد إعلان النتائج للامتحان مرة اخرى، كونه في هذه الفترة يتموضع في مرحلة متأرجحة بين النجاح والفشل، ومقارنة نفسه مع أقرانه الذين تمكنوا من تجاوز هذه المرحلة المصيرية بنجاح، ومن هنا لا يجوز إجراؤها سريعا بعد إعلان النتائج، لأنها على الأغلب لن تحقق الهدف المنشود منها".
ويؤكد ضرورة ترك فاصل زمني ملائم على غرار العام الماضي في الدورة التكميلية التي أجريت في شهر كانون الأول (ديسمبر)، معتبرا أن "الإسراع بعقدها لن يفيد، لاسيما وأنه في جميع الأحوال يتعين على الطلبة أن ينتظروا الفصل الدراسي الجامعي الثاني للالتحاق بالجامعات".