لا تكن متصيداً مدققاً في الصغيرة والكبيرة

يجب على المسلم أن يكون خلقه القرآن الكريم - (أ ف ب)
يجب على المسلم أن يكون خلقه القرآن الكريم - (أ ف ب)

عمان- بعض الناس يهتمون بكثرة الملاحظة اللباس والشكل والحركات للآخرين، وهذا ليس بذكاء ما دام أنها أمور دنيويه فلا تنظر إليها.
ليس الذكاء أن تكون متصيداً للأخطاء، إنما الذكاء أن تتجنب لوم الآخرين قدر المستطاع وبخاصة الأشياء الدنيوية، يقول أنس: "خدمت الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي لشيء قط فعلته لم فعلته ولا لشيء لم أفعله لما لم تفعله".اضافة اعلان
وأنس رضي الله عنه بشر يخطئ ويصيب.. من الطبيعي أنه وقع في خطأ دنيوي، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتغاضى عن خطئه ولا يدقق فيه.
تقول عائشة: دخل الرسول صلى الله عليه وسلم عليّ يوماً الضحى.. جائع.. يريد الطعام فقال: هل عندكم من طعام؟ قالت: لا قال: فإني صائم.
وأيضا يقول كلثوم بن حصين أحد الصحابة رضي الله عنه؛ غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسرت ذات ليلة معه ونحن في الوادي يقول: أحياناً انعس فتقترب ناقتي من ناقة رسول الله وكنت على رحل كبير وفيه خشبات بارزة وكلما اقتربت ناقتي بجانب ناقة رسول الله أخشى أن الخشب البارز تضرب رسول الله فأجر الخطام وأبعده، فمشينا ومشينا. قال: نمت! فوالله ما أيقظني إلا قول رسول الله (حسن) أي (أح) فاستيقظت ونظرت، فإذا الخشبة قد ضربت رجل رسول الله ودخلت في بطن ناقته. وقال كلثوم بن حصين: يا رسول الله استغفر لي، وقال: سر.. سر.. (أي لم يحدث شيء يستحق)، ولم يقل الرسول عليه الصلاة والسلام: انتبه! كيف تنام عن الراحلة؟! ونحوه.
ومن القصص أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالساً يوما.. فجاءت إليه امرأة وأهدته قطيفة (نوع من القماش) هدية له والرسول كان ينظر إليها وكان محتاجاً إليها.. أول ما وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم على كتفيه، وقال له واحد: يا رسول الله هبنيها، ونزعها صلى الله عليه وسلم وقال: خذ فأخذها الرجل وذهب، ولم يقل الرسول: أما تستحي هذه هديتي أمور دنيا لا ينظر إليها بأبي هو وأمي.
أيضا الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً لما أطال السجود.. وأطال، يقول أحد الصحابة: إني خشيت عليه أنه قبض وهو ساجد فرفعت رأسي ثم خفضته؛ (يتأكد) ماذا رأى؟؟ فرأى الحسن أو الحسين.. دخل المسجد وركب ظهر رسول الله وعندما انتهى رسول الله التفت إلى أصحابه فقال: إن ابني هذا ارتحلني (أي جعلني راحلة) فكرهت أن أعجله وكان فرحاً فما أراد تعجيله... حتى انتهى ومل من اللعبة ونزل فرفع الرسول صلى الله عليه وسلم رأسه من السجود، ولم يقل الرسول عليه السلام فكرهت؛ أن أسقطه؟ لا أبكيه؟.
وحديث آخر دخل الرسول صلى الله عليه وسلم يوماً على أهله وقال عندكم طعام قالوا: نعم فأحضروه وكان جافاً يحتاج إلى شيء يرطّبه فقال:عندكم إدام؟ قالوا : ما عندنا إلا الخل، قال: هاتوه فوضع الخل وأخذ يقول نعم الإدام الخل".
وابتلينا نحن اليوم بمن يحرق أعصابه ويعمل قضيه على أبسط الأسباب، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرئا سمحا إذا باع سمحاً إذا اشترى سمحا إذا قضى..).

الدكتور ماهر حنون
عضو جمعية هيئة علماء الأردن