لا نريد فوكوشيما أردنية

من أغرب الأمور أن الغرب ما إن يفكر في إقامة مفاعل نووي حتى يهبّ أصدقاء البيئة متظاهرين منددين، وكأن هذا المفاعل سيأتي بنهاية العالم. أما في بلدان التوتاليتاريا وذات الطموح العسكري المريب فالأمور تجري (بسلاسة) منقطعة النظير!! حيث ما من رأي للشعوب تُناقش، وما من اعتراض مسموح!! غير أن المفاعل الأردني ليس كذلك؛ فليس في الأردن طموح عسكري من النوع الذي يتحسَّب منه العالم مما يجري في إيران، ثم إن الشعب يستطيع متى أراد أن يتظاهر معرباً عن ضجره من المشي السلحفائي الذي للحكومة في مسائل الإصلاح، كما يستطيع أن يقول (لا) لإعدام غابة برقش مثلاً، أو نقل الجناح العسكري في جامعة مؤتة، أو لا للإقليمية، أو للوطن البديل أو سحب الجنسيات.
غير أن ما يحتاج الشعب الأردني أن يعلمه عن موضوع المفاعل النووي المُزمَع، وعلى يد الحكومة نفسها، أي بالشفافية التي نطالب بها، هو ما تنشره حملة (الأردن الأخضر) على شبكات التواصل الإلكترونية من معلومات مذهلة عن الأخطار التي تتهدد بلدنا فيما لو مضينا قدماً في الموضوع النووي، أهمها المواد المساعدة الخطرة التي تُستخدم في استصلاح اليورانيوم الخام، وثانيها الخوف من التسرب الإشعاعي. أي أن صحة الأردنيين والأردنيات وحياتَهم على المحك الحقيقي لا المجازي. فمقابل طاقة غير تقليدية سنفتح باباً لا يُغلَق على أشكالٍ من دمار الحياة الطبيعية، والعدوان على البيئة والإنسان. فما نفعل في موضوع البترول والغاز إذن؟ وما البديل؟
تقترح حملة (الأردن الأخضر) بدائل طبيعية أخرى بدأ العالم ينظر إليها ويتجه نحوها، وهي طاقة الرياح وطاقة أشعة الشمس. فالأردنُّ فعلاً ثريٌّ ثراءً -تحسده عليه أوروبا وكندا  وشمال العالم- بهذين العنصرين النظيفين. وأغرب الأمور أن يتجه الأردن الفقير إلى إنفاقٍ عالي الكلفة على المفاعل في حين أن البنية التحتية للرياح وأشعة الشمس أقل كلفة بكثير، بحسب الحملة المذكورة.
إننا نريد القولَ الفصلَ من وزارة البيئة وهيئة الطاقة الذرية، ومن الدكتور خالد طوقان بالذات، حتى نقلب صفحة النووي الذي هو أحد موضوعات أجندة الإصلاح الذي ننادي به، ولن نتوقف عن ذلك حتى يتبيَّنَ الخيطُ الأبيضُ من الأسود.
دعونا لا نفقد الأمل!!!

اضافة اعلان

[email protected]