لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلا

السلام عليكم جميعا،

تابعت مقال "معلمون يشخصون الأسباب التي دفعت الملكة رانيا لطرح قضية الضرب في المدارس" وتعليقاتكم في اليومين الماضيين، واستوقفني بعضها ليدفعني إلى الكتابة.

اضافة اعلان

نشجع الحوار دائما، لأنه جزء من علاج أي مشكلة، لكن ضرب تلاميذنا خط أحمر لا يقبل تجاوزه بأي حال من الأحوال.

متى أصبح الضرب في المدارس مقبولا؟ متى قبلنا وتقبلنا أنه، خفيفه وثقيله، جزء من تعليمنا ومشهد لا يستدعي التوقف عنده!!

هناك أمور طرحتموها نتفق عليها جميعا: أهمية تأهيل المعلمين ليكون في جعبتهم آلاف الطرق الجديدة لإيصال المعلومة إلى تلاميذهم، وتحديث أساليب تعليمنا لتتماشى والعصر ومتطلبات سوق العمل، أمور كثيرة يمكن أن نناقشها ونتحاور في أنجح سبل تطويرها وتطبيقها.

لكنّ أطفالنا لا يذهبون الى المدرسة لتعلم منهاجهم فقط، فالمدرسة لاثني عشر عاما، هي مجتمعهم الصغير، الذي يمثل كل قيمنا، ومعتقداتنا، مجسم صغير لواقعنا، وهناك يتعلم الطفل للمرة الأولى كيف يتعامل مع عالمه، مع واقعه، مع أردنه.

وهناك، سيتعلم للمرة الأولى احترام الغير، والقانون، ومن هم أكبر منه سنا وعلما. وهناك أيضا سيتعلم أطفالنا أن الاحترام يُكتسب ولا ينتزع، لكنه ُيعلّم. ولا يطبق بحد العصا، ولا بالصراخ، ولا بالتهديد، وأي طفل يصبح العنف جزءا من واقعه عار علينا جميعا، مسؤولين ومديرين ومدرسين وأهالي.

ولا يجب أن تقف أي جهة مكتوفة اليدين أمام ظاهرة ضرب التلاميذ، بدءا بوزارة التربية والتعليم، لأن المرء يسامح نده، رديفه، لكننا لا نستطيع مسامحة من يؤذي طفلا.

لأن التربية هي أساس التعليم، والتربية مسؤوليتنا جميعا.

شاكرة لكم حرصكم وجهدكم.. لأجل طلابنا.

* تعليق أرسلته جلالة الملكة إلى موقع عمون الإلكتروني ونشر أمس