لا نوايا طيبة لتشكيل حكومة وحدة وطنية

يديعوت أحرونوت يوفال كارني 2/10/2019 مفاوضات لتشكيل حكومة وحدة، اتصالات سرية بين زعماء الأحزاب، محادثات للتعاون بين الخصوم السياسيين – كل هذه كانت منذ الأزل من نصيب الساحة السياسية في إسرائيل. منذ عهد بيرس وشمير كانت اتصالات للوحدة بين الليكود والمعراخ، بين الليكود والعمل، بين الليكود والمعسكر الصهيوني ومرة اخرى بين الليكود والعمل. ولكنه لم تجرى أبدا مفاوضات للوحدة بين كتلة وحزب. عمليا، لا يوجد أي احتمال لاقامة حكومة وحدة عندما يأتي طرف ما كحزب بينما يأتي الطرف الآخر مع كل الكتلة، من أحزاب أقصى اليمين والأصوليين وحتى الليكود. يفترض بحكومة الوحدة أن تنعقد تحت قاسم مشترك مركزي ومعتدل، بحيث يتمكن معظم الجمهور من الموافقة عليها. اما حين يأتي نتنياهو الى المفاوضات على تشكيل حكومة وحدة مع كل الكتلة، فهو يشهد في افضل الاحوال عن انعدام النية الطيبة. وعليه، فيتعين عليه أن يختار: إما مفاوضات حقيقية للوحدة، أو انتخابات. ونحن في الطريق إلى الانتخابات. يوم عشية السنة العبرية الجديدة، التقى طاقما المفاوضات لليكود وأزرق أبيض، حيث كانت نتيجة اللقاء معروفة مسبقا: لا اتصالات للوحدة، وكله حكي. لقد حاول نتنياهو أن يظهر كم هو متحمس لتوحيد الصفوف في الدولة، وكالحماسي اتصل برئيس أزرق أبيض بني غانتس وعرض عليه اللقاء في المدى الزمني الفوري. استجدى حقا. "سآتي اليك حتى البيت في رأس العين"، قال له. نتنياهو، وهو الذي تعهد قبل بضعة أسابيع فقط على صفحات الصحيفة الناطقة بلسانه: "لن أشكل حكومة وحدة مع غانتس". الحقيقة هي انه لا توجد أي نية من الجهتين للوصول إلى الوحدة. كل شيء احابيل إعلامية، الاعيب ومناورات مكشوفة لأطفال في الروضة. نتنياهو يؤمن بانه اذا قاد دولة اسرائيل الى الانتخابات للمرة الثالثة فانه سيكسب أشهر غالية اخرى كرئيس للوزراء في الفترة الأكثر حرجا لحياته القضائية والسياسية. وفي أزرق أبيض ايضا لا توجد حماسة كبيرة للدخول الى حكومة مع نتنياهو، الذي حتى في تبطله سيواصل إدارة قضاياه القضائية من الشقة الفاخرة في بلفور. بمعنى انه سيكون هنا رئيسا وزراء. ولو كان هذا منوطا فقط ببني غانتس، لكان يمكن ان يكون ثمة ما يمكن الحديث فيه، ولكن غانتس يوجد في الاقلية: رقم 2 يئير لبيد يدير في داخل البيت حرب ابادة – هادئة، حاليا – ضد تشكيل حكومة وحدة طالما كان نتنياهو في المحيط. بوغي يعلون وغابي اشكنازي لا يؤمنان هما ايضا بان شيئا يمكن ان ينجح مع نتنياهو. ان امر الساعة هو حقا حكومة وحدة. حان الوقت لتهدئة الساحة. الجمهور. دولة اسرائيل منهكة، متألمة ومرضوضة من حملتين انتخابيتين عاصفتين. ولكن الانباء السيئة هي ان هذا لم ينته حقا. وكما يبدو الأمر الآن، فاننا نندفع نحو الانتخابات للمرة الثالثة. وليس ثمة من ينقذنا.اضافة اعلان