لبيد أراد ابتزاز الدموع والتعاطف

هآرتس جدعون ليفي 25/9/2022 يوجد لرئيس الحكومة، يئير لبيد، ابنة من ذوي الاحتياجات الخاصة واسمها يعلي، هي مصابة بالتوحد. لبيد تحدث عنها لمن جاءوا إلى الجمعية العمومية في الأمم المتحدة. دائما من المؤثر سماع أب وهو يتحدث بحرارة عن ابنته، وبالتأكيد عندما تكون من ذوي الاحتياجات الخاصة. من المفرح أن لبيد السنوات الماضية لا يحاول اخفاءها، وبذلك يساهم في زيادة الوعي بخصوص المصابين بالتوحد. ولكن هناك سياق واحد كان فيه محظور على لبيد فعل ذلك، السياق الذي استخدم فيه يعلي بشكل ساخر وتلاعبي، سياق يعرضه كعديم الوعي الذاتي في أفضل الحالات وكعديم الضمير في أسوأ الحالات. هذا السياق هو خطابه في الأمم المتحدة. لبيد لوح بابنته من أجل الاظهار كم هو مسكين وكم هم الإسرائيليون مساكين. في السنة الماضية كان يجب عليه أن يركض معها إلى الملجأ في الساعة الثالثة فجرا. جميع الأشخاص الذين يقدمون لنا المواعظ عن أهمية السلام جميعهم مدعوون لتجربة الركض إلى الملجأ في الساعة الثالثة فجرا مع طفلة لا تتكلم، وأن تشرح لها من دون كلمات لماذا يريدون قتلها، قال لبيد للعالم وكأنه متسول يعرض بشكل استعراضي يده المبتورة كي يجمع الصدقات. يريدون قتل يعلي – لبيد أراد ابتزاز الدموع والتعاطف. ربما كان هذا سيساعد في مركز الطائفة اليهودية عجوز في فورت لوديرديل في فلوريدا. ولكن هذا لم يعد يساعد أمام أشخاص جديين يعرفون الوقائع. يعلي اضطرت إلى الركض نحو الملجأ بعد أن وضعت إسرائيل جميع أولاد غزة، بما في ذلك ذوي الاحتياجات الخاصة، في قفص فظيع منذ 15 سنة. من الصعب الركض إلى الملجأ مع طفلة مصابة بالتوحد، لكن في هذه القصة هي ليست الضحية. فمصيرها ليس ذي صلة. في الوقت الذي في محيطها هناك ضحايا أصعب منها بدرجة كبيرة. هم ليسوا ضحايا المصير مثل يعلي، بل ضحايا الدولة التي والدها هو رئيس الحكومة فيها. والدها لم يفعل حتى الآن أي شيء من أجل أن يعاني بدرجة أقل ومن أجل أن لا تضطر يعلي إلى الركض مرة أخرى إلى الملجأ. في الوقت الذي فيه والدي يعلي اخذوها إلى الملجأ في رمات افيف ج، قصفت الطائرات الإسرائيلية غزة. في الوقت الذي كانت فيه يعلي في الملجأ لم يكن لأطفال غزة مكان يهربون اليه أو من يقوم بحمايتهم. فقد بقوا مكشوفين أمام القنابل التي تسقط فوق رؤوسهم. 68 طفلا، صفان مكتظان في مدرسة قامت إسرائيل بقتلهم في عملية "حارس الأسوار"، التي هي عملية إجرامية مثل سابقاتها والتي جاءت بعدها بأمر من والدها. كيف يمكن لرئيس حكومة إسرائيلية أن يقف على منصة الجمعية العمومية في الأمم المتحدة وأن يتباكى على مصير ابنته في الوقت الذي فيه ترتكب دولته ما ترتكبه ضد أطفال غزة منذ 15 سنة، 55 سنة و74 سنة؟. كيف يمكنه التحدث عن يعلي وتجاهل مصير عدي صلاح، الشاب ابن 17، الذي هو أصغر من يعلي، الذي أطلق قناصة الجيش الإسرائيلي النار على رأسه وعلى قلبه في الأسبوع الماضي؟ كيف يتجرأ على الشكوى من النشر بأن الطفلة ملاك التناني قتلت بنار الجيش الإسرائيلي في السنة الماضية، وبعد ذلك تبين أن الأمر ليس هكذا – في الوقت الذي يكذب فيه الجيش مرة تلو الأخرى من أجل التملص من المسؤولية عن جرائم الحرب – بدءا بقتل العجوز ابن الـ 80 في جلجلية ومرورا بخمسة الأطفال في جباليا، أحدهم عمره 3 سنوات، في عملية "حارس الأسوار" وانتهاء بقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة. كيف يمكن للبيد أن يقف فوق منصة الجمعية العمومية وأن يقول بشفقة: "هذا المبنى يصمت"، في الوقت الذي فيه دولته هي من أكثر الدول صمتا وعارا في العالم ازاء غزو روسيا لاوكرانيا. لبيد ألقى خطاب جميل يمثل عمود آخر يمكن تعليقه على الثلاجة، هذه المرة بلهجة بريطانية مصطنعة. فقد اختار التحدث عن السلام والأمن بدلا من التحدث عن الخطر والحرب مثل سلفه. لذلك، هو جدير بالثناء. ولكن عندما يكون الحديث منفصل عن الوقائع، ينكر الاحتلال ويتنصل من أي مسؤولية ويمثل دور الضحية، وحتى يقوم بالقاء المواعظ الاخلاقية على الآخرين، فان الوقاحة تكون غير محتملة ولا يمكن أن لا تشعر بالحرج والخجل من أن هذا هو رئيس حكومتك. كان الوضع صعبا مع يعلي في الملجأ. أطفال غزة يمكنهم فقط أن يحلموا بكل ما يوجد لدى يعلي وغير موجود لديهم. الذنب الرئيسي ملقى على الدولة التي يترأسها والدها. وفيها هو حتى يمثل، الأمر الذي لا يصدق، إلى الاعتدال والأمل.اضافة اعلان