لتكن عودة آمنة

أعلن اتحاد كرة القدم أن في مقدور ما نسبته 30 % من الجمهور، حضور مباريات دوري المحترفين على المدرجات، شريطة تطبيق البروتوكول الصحي، وتلقي جرعتي مطعوم فيروس "كورونا" المستجد أو مضي 21 يوماً على تلقي الجرعة الأولى، كما يقتصر بيع تذاكر حضور المباريات، على المنصات الإلكترونية مع استمرار إغلاق أكشاك البيع المخصصة في الملاعب.اضافة اعلان
عودة "فاكهة الملاعب" إلى المدرجات ستكون مع بداية الجولة الثامنة من دوري المحترفين يوم الجمعة 2 تموز (يوليو) المقبل، بعد فترة هجران قسرية بلغت 15 شهرا تقريبا، نتيجة تفشي وباء "كورونا"، ما جعل الأندية والاتحاد على حد سواء، يتكبدون خسائر مالية كبيرة أضيفت إلى "فواتير" الخسائر المتراكمة نتيجة غياب عقود الرعاية وكثرة الشكاوى والمطالبات والغرامات بحق الأندية.
من المفهوم أن السماح بعودة هذه النسبة من الجماهير، جاءت بعد موافقة الجهات الرسمية على إعادة فتح المدرجات الرياضية، وستكون بمثابة "بالون اختبار" يسبق الفتح الكلي لكافة القطاعات ونواحي الحياة المقرر في مطلع شهر أيلول (سبتمبر) المقبل، بعد توفر كل مستلزمات نجاح المرحلة الأولى من الفتح والعودة الآمنة للمدرجات.
الأندية بحاجة إلى كل قرش يأتيها كريع من الجمهور، المتعطش لمتابعة المباريات في الهواء الطلق وعلى المدرجات، التي ستشهد تباعدا ملحوظا بين المتفرجين، يتيح تطبيق الاشتراطات الصحية بحزم وراحة في ذات الوقت، وهذا الريع وإن كان لا يكاد يكفي لسد عجز جزء من النفقات، إلا أنه يمكن اعتباره "الريحة ولا العدم"، لأن معظم الأندية تكاد تعاني من ذات المشكلة وبعضها على وشك إغلاق أبوابه، نتيجة رفض اللاعبين التدريب إلا بعد الحصول على المستحقات المتراكمة أو نسبة لا بأس بها من تلك المستحقات.
مع عودة الجماهير وحاجة الأندية لتلك المداخيل المالية التي ستشكل "على قلتها" مصدر دخل هي بأمس الحاجة له، لا بد لتلك الجماهير التي ستأتي إلى المدرجات أن تدرك جيدا ضرورة التزامها بالتشجيع الحضاري ولا ترتكب أي شكل من أشكال الشغب، الذي يعود بالضرر على ناديها المفضل قبل أن يعود على الآخرين، ولكي لا تدفع الأندية "وربما أكثر من ذلك" بيدها اليمنى ما تحصل عليه بيدها اليسرى.
لتكن عودة الجماهير إلى المدرجات آمنة من مختلف الجوانب، تراعى فيها الاشتراطات والإجراءات الصحية الاحترازية، لتجنب الإصابة بالمرض ويراعى فيها أصول التشجيع المثالي لتجنب تعرض الأندية لعقوبات مالية تجعلها تندم على عودة جماهيرها إلى المدرجات.