"لجنة السينما" تعرض الفيلم البنغلاديشي "تلفزيون"

عمان - الغد- تعرض لجنة السينما في مؤسسة شومان، اليوم الفيلم البنغلاديشي (تلفزيون) للمخرج مصطفى سروار فاروقي، وذلك في مقر المؤسسة بجبل عمان.اضافة اعلان
والفيلم الذي أنتج عام 2012، كوميديا اجتماعية جميلة للمخرج البنغلاديشي فاروقي، يتناول فيه موضوعا حساسا لكن بذكاء عال، ويمكن من خلاله رؤية كيف للتفسيرات الشخصية الضيقة للمعتقدات أن تجمد المجتمعات وتضعها خارج التاريخ.
تدور أحداث الفيلم في إحدى قرى جمهورية بنغلادش، حيث يعتبر (أمين) - وهو زعيم القرية الشيخ - أن أي جهاز يعرض الصور هو محرم، بما في ذلك التلفزيون والهواتف المحمولة والصور الفوتوغرافية وأجهزة الكمبيوتر، إذ يضع المخرج فاروقي النظرة الأصولية المتزمتة هذه في مواجهة التطورات التكنولوجية المعاصرة، أي أنه يضع الموت والسكون أمام تدفق الحياة، حيث يبدو الشيخ أمين وكأنه يشد مجتمع القرية ليبقوا جميعهم خارج التطور.
يفتتح الفيلم في مشهد جميل له دلالات عميقة، حيث تحضر صحفية إلى القرية لإجراء مقابلة مع القائد المحلي، وتحاصره بالأسئلة حول نظرته إلى تحريم الصور والتلفزيون، فيجيب عنها وهو متواريا خلف ستار، ثم تتطور الأحداث إذ يطلب (سليمان) ابن القائد المحلي الإذن منه لشراء هاتف محمول على ما يفترض أنه يحتاج إليه من أجل عمله، ولكنه في الواقع يحتاج إليه للتحدث مع حبيبته (كوهينور)، التي تحول العقلية الدينية المتزمتة دون التواصل معها، لكن من غير المتوقع أن يتراجع والد سليمان عن قراره بمنع اقتناء الهاتف المحمول، حتى لو كان هذا الطلب جاء من ابنه الذي يحبه كثيرا، وهنا يلجأ (سليمان) إلى مساعده (موجنو) كي يرسم له خطة ماكرة تجعل والده يوافق على ذلك.
التنوع الديني في بنغلادش يضع الشيخ أمين في مأزق، إذ إنه لا يستطيع فرض قيوده الدينية على المواطنين الهنود الذين هم جزء من نسيج المجتمع المحلي، الأمر الذي سيخلق الكثير من الصراعات والمفارقات الطريفة في الفيلم، فعندما سمح القائد المحلي أخيرًا، لمدرس هندي في القرية بالاحتفاظ بجهاز تلفزيون في منزله، فإن الجحيم ينفجر، وسرعان ما يجد الرجل المسن نفسه في مواجهة تمرد، لكن كيف سيواجه هذا التمرد؟ وهل ستنتصر الأفكار الرجعية أم ستترك لرياح التغيير أن تدير الدفة؟ هذا ما يعبر عنه المشهد الختامي في الفيلم بتعبير سينمائي جميل.
المخرج مصطفى سروار فاروقي يعتبر أحد المخرجين الذين استطاعوا أن يضعوا الأفلام البنغلادشية على خريطة السينما العالمية، فقد حققت أفلامه نجاحًا هائلاً، وعلى رأسها فيلم (تلفزيون) الذي عرض في العديد من المهرجانات العالمية ونال عنه العديد من الجوائز.