لجوء بطولة شعبية إلى الفيديو يزيد الضغوط على اتحاد الكرة (فيديو)

من منافسات البطولة الشعبية التي أقيمت على ملعب غور الصافي -(من المصدر)
من منافسات البطولة الشعبية التي أقيمت على ملعب غور الصافي -(من المصدر)

مهند جويلس- شهدت بطولة شعبية في منطقة الأغوار الجنوبية بمحافظة الكرك، في واحدة من اللقطات المثيرة بالملاعب الأردنية، استخدام تقنية الفيديو المساعد للتحكيم “الفار”، للبت في صحة قرارات معينة.

اضافة اعلان


وتتساءل أندية المحترفين باستمرار عن الموعد الذي سيعتمد فيه اتحاد الكرة تقنية الفيديو في بطولات المحترفين، حيث ترى العديد من الفرق بأنها تقع تحت دائرة الظلم بسبب قرارات تحكيمية متسرعة، في الوقت الذي أشارت فيه دائرة الحكام، إلى صعوبة تطبيق التقنية خلال الموسم المقبل بسبب التكلفة المادية العالية.


وترى المنظومة الرياضية المحلية من إدارات وأندية ولاعبين وجماهير، بأن وجود “الفار” خلال منافسات الموسم المقبل، أمر ضروري من أجل تفادي أي أخطاء قد تكون مؤثرة على النتيجة النهائية للمباريات، حيث يعتقد البعض بأن نتائج كثيرة كان سببها أخطاء تحكيمية بشرية، حولت ألقابا من خزائن ناد إلى آخر، وأرسلت فريقا إلى الدرجة الأولى بدلا من فريق آخر.


وتم تطبيق تقنية الفيديو للمرة الأولى في الملاعب الأردنية، خلال البطولة العربية في العام 2019، وذلك على ستاد الملك عبد الله الثاني في القويسمة، في المباراة التي جمعت الشرطة العراقي والشباب السعودي بالدور ربع النهائي، واستمرت في مباريات المنتخب السوري على الملعب ذاته ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2022، حيث خاضت سورية غالبية مبارياتها البيتية في عمان.


واختتمت الأسبوع الماضي بطولة شعبية في منطقة الأغوار الجنوبية وتحديدا على ملعب نادي غور الصافي، وشهدت تتويج فريق الترسانة باللقب بعد فوزه على الجزيرة بفارق الركلات الترجيحية في المباراة النهائية، وشارك فيها لاعبا فريق الفيصلي حارس المرمى نور الدين بني عطية وأحمد أبو شعيرة، إلى جانب لاعب شباب العقبة فرج عيد، ولاعب عمان اف سي شريف النوايشة، فيما شارك في نسخ سابقة من البطولة نجوم محلية مثل مدافع المنتخب الوطني عبد الله نصيب “ديارا” ومحمد عبد المطلب “بوجبا”.


وفي هذا الصدد، تحدث لؤي الشعار وهو أحد أعضاء لجنة الحقيقة الرياضية، وهي اللجنة المنظمة للبطولة على مدار سنوات طويلة ماضية، أن تطبيق تقنية الفيديو في البطولة كان بهدف تحقيق العدالة بين الفرق المشاركة.


وبين الشعار في حديثه لـ “الغد”، أن هذه البطولة تقام بشكل سنوي على الملعب ذاته، وتشهد حضورا جماهيريا بالآلاف من أبناء الأغوار الجنوبية في محافظة الكرك، وأن نسخة العام الحالي حملت اسم الراحل الشاب ليث مرادات، وهو أحد الشباب الرياضيين في المنطقة، موضحا بأن عدد الفرق المشاركة هذا العام بلغ عددها 14 فريقا، وانطلقت في شهر كانون الثاني (يناير) الماضي.


وأضاف: “قمنا بتوزيع 8 كاميرات في أماكن مختلفة من الملعب بهدف تصوير جميع الحالات لإخراج المباريات من دون أي أخطاء تحكيمية قد تحدث، وكان التصوير عبر هواتف محمولة بجودة عالية، وقد عاد حكام البطولة إلى التقنية في العديد من المرات، علما بأنه تم تطبيقها انطلاقا من الدور ربع النهائي، بعد أن كانت تحت التجربة في دور المجموعات”.


وكشف الشعار بأن تصوير اللقطات وربطها ببعضها البعض عبر جهاز “تابلت” ومجموعات خاصة في “واتس اب” أو “تليجرام” تربط جميع المصورين بجهاز واحد، ويتم من خلاله إرسال اللقطة الذي تم تصويرها إلى الجهاز الذي يتواجد عنده الحكم الرابع، ليعود إليها حكم الساحة فورا حال شعوره بأن اللقطة تحتاج لإعادة النظر فيها.


وتابع: “كان لوجود التصوير أو تقنية الفيديو بشكل عام، أثر كبير في تحديد نتائج عديدة في البطولة، فقد تم احتساب أهداف كان مشكوكا بصحتها، أو احتساب بطاقات صفراء وحمراء، أو إلغاء أهداف بسبب التسلل”.


ولفت الشعار إلى أن الارتياح ساد عند الفرق المشاركة من مدربين ولاعبين وحتى جماهير، بسبب وجود هذه التقنية التي منحت كل ذي حق حقه، موضحا بأن المشاركة بالبطولة كان عن طريق رسوم بلغت قيمتها 50 دينارا للفريق الواحد، فيما تم استئجار الملعب من نادي غور الصافي بمبلغ 400 دينار، مع تمنياته بأن يتم التعاون من قبل إدارة النادي لاحقا بالمبالغ المالية، نظرا لاستفادته من مواهب البطولة وضمها لفريقه.


بدوره، قال رئيس لجنة الحكام للبطولة معتصم العشوش، إن اللجنة المنظمة فخورة بنجاح تطبيق تقنية الفيديو والتعامل معها من قبل الحكام بصورة سلسة، موضحا بأن الحكام قادوا مباريات البطولة بالمجان، رغم زيادة عدد الحكام في المباراة الواحدة إلى 6 حكام.


وبين العشوش لـ “الغد”، أنه تم إدخال نظام السماعات خلال البطولة الماضية، وشهدت نقلة نوعية في أداء الحكام، ما دفعهم لخوض تجربة تقنية الفيديو لاحقا، مؤكدا بأن التقنية نجحت بعد التوزيع الدقيق للمصورين واعتبارهم حكاما إضافيين للمباريات.


وواصل: “اتحاد الكرة قادر يجب أن يطبق تقنية الفيديو في المواسم المقبلة، من خلال توزيع عدد من الكاميرات في مناطق مختلفة في الملعب، والاستعانة بكاميرات التلفزيون للبت في القرار الصحيح”.