لعله أعظم مصدر للطاقة المتجددة في الأردن

أقول: لعله أعظم مصدر للطاقة المتجددة في الأردن، لأنه يستطيع إنتاج كميات هائلة من الطاقة الشمسية/ المتجددة لملايين الناس في المملكة، وكذلك لمزارعهم ومصانعهم وفنادقهم وبيوتهم ومدارسهم... في الأغوار.اضافة اعلان
نرى الموقع كل يوم ولا يخطر على البال توجيه الاستثمار في الطاقة المتجددة إليه، مع أن المسافة المتاحة لإقامة مشروع الطاقة عليه تزيد على مئة كيلومتر طولاً وعن عشرين متر عرضاً، والشمس تسطع عليه طيلة العام تقريباً، وبحرارة تزيد عليها في أي مكان في الأردن.
أعتقد أن كثيراً من شركات الطاقة المتجددة؛ المحلية والعالمية، ستتنافس على إقامة هذا المشروع إذا طرح في عطاء، لما له من عوائد مؤكدة ودائمة. نسيت أن أقول لكم إني أتحدث عن قناة الغور الشرقية المكشوفة للتبخر، وغرق الإنسان والحيوان فيها على مدار العام، وأن تغطيتها وتركيب ألواح شمسية على طولها وعرضها كاف ليس لإضاءة الأغوار وكل ما عليها من عمران ومنشآت، بل لوقف التبخر والتلوث والغرق، وتوفير مدد هائل من الطاقة الرخيصة أيضاً إلى محافظات الشمال والجنوب والوسط وتصدير الفائض.
وبهذا المشروع الكبير والجميل والمفيد، نوفر بمنع التبخر مزيداً من الماء للمزارعين، ونثبتهم في الأرض. وبتغطية القناة نحافظ على الحياة بمنع الغرق، وبتوليد الطاقة المتجددة نجذب المزيد من الناس والاستثمارات والسياح إلى الأغوار. فماذا ننتظر، أو إلى متى ننتظر؟
***
إذا ارتفعت أسعار السلع والخدمات بحجة ارتفاع أسعار الطاقة، فإنها لا تهبط إذا هبطت. وحتى العمالة الوافدة ترفع أجرها بحجة ارتفاع أسعار الطاقة ولا تخفضه بعد ذلك، وتلكم هي صورة للدائرة الجهنمية المعروفة في علم الاقتصاد.
***
يضحي الناس بحياتهم لواحد من اثنين: إما في سبيل الوطن، أو في سبيل المبدأ. لكن إذا كان عظيماً وجميلاً أن يضحي المرء بحياته من أجل الوطن أو المبدأ، فإن الأعظم أو الأجمل من ذلك أن يعيش من أجله كما يقول أحد الناس، فعندئذ لا يقتل أحداً ولا يقتله أحد (طبعاً إلاّ في حالة الدفاع الاضطراري عن الوطن أو النفس).
***
ما الذي يزعج وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من احتمال تحول إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية؛ أي يهودية فلسطينية؟ أهو من حزب "إسرائيل بيتنا"، أم من حزب "البيت اليهودي"؟ وما الخطأ أو الخطر في هذا التحول على كيري وأشكاله إذا أصبحت إسرائيل دولة لجميع المواطنين؟ إن "الليكود" يدعو إلى ضم الأراضي الفلسطينية المحتلة العام 1967 إلى إسرائيل بمن فيها من الشعب الفلسطيني، فما الذي يضير كيري إذا صارت إسرائيل دولة فلسطينية-يهودية؟ هل هو أصله اليهودي الصهيوني؟
يتوقع المرء من وزير خارجية بلد يدعي أنه منارة للحرية والديمقراطية، المطالبة بالعدالة والمساواة التامة بالحقوق والواجبات في الدولة المشتركة إن تم هذا الضم، وليس التحذير منه خوفاً على نقاء العنصر اليهودي غير النقي لأنه نتاج جميع شعوب الأرض التي عاش اليهود بينها، فيما يسمى بفترة الشتات التي امتدت لألفي سنة. إنّ في تحذير كيري وأشكاله من هذا التحول عنصرية زائدة، بل مزايدة على أشد وأقذر عنصرية باقية في العالم إلى اليوم. إن مجمل اليهود في إسرائيل لا يريدون دولة مختلطة أو ثنائية في فلسطين التي يغتصبون، مثل بقية دول العالم وعلى رأسها أميركا التي تلتقي فيها شعوب العالم، بل دولة يهودية عنصرية تامة، لأن الفلسطينيين في الدولة الثنائية، بنظرهم ونظر كيري، يخدشون هذه العنصرية "النقية" ويلغون مقولة "شعب الله المختار".
الحقيقية الساطعة تفيد أن إيمان كيري وأشكاله من الساسة في أميركا وأوروبا بالديمقراطية والعلمانية والتعددية وتداول السلطة وحقوق الإنسان، يتبخر عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين واليهود، وكأن في رأس كل منهم مدخنة تخرج منها هذه المبادئ والقيم وتضيع في الهواء!