لغة الجسد تهدد المقابلة الوظيفية

إسراء الردايدة

عمان- ليس من السهل ترك انطباع قوي ومؤثر حين يمثل المرء أمام مقابلة رسمية مهما كانت شخصيته قوية، فحركة الجسد والإيماءات اللاإرادية المرافقة لأجوبته اللفظية مصدر للكثير من المعلومات الخفية التي تحدث بطريقة غير شفوية، ولا عجب إذ إن مواقف المرء تتأثر بحسب هذه الحركات التي يقرؤها من حوله.اضافة اعلان
وحين يتعلق الأمر بالمقابلات، تحديدا المرتبطة بالعمل أو عقد صفقات، لابد من الانتباه لكل حركة تقوم بها حتى لا تعكس ردة فعل غير مفهومة تؤثر سلبا على من حولك، فهم يجلسون هناك محدقين بدقة، ومركزين لكل حركة تصدر عنك، لذا من المهم إيلاء لغة الجسد الخاصة بك عناية خاصة حتى لا تقع في أكثر الاخطاء شيوعا في المقابلات بحسب موقع  CBC.
ووفق خبير الاتصال الشفوي والجسد ألبيرت مهرابيان فإن نحو 7 % فقط من الرسائل يتم فهمها شفويا من الكلمات، وباقي 93 % ينقسم بين نبرة الصوت التي تمثل 38 و55 % من لغة الجسد.
حتى ان نبرة الصوت ولغة الجسد تخونان تعابير الشخص ومشاعره وتفضحه والمهم في المقابلة هو السيطرة على مشاعرك الخاصة وذلك بضبط حركاتك ولغتك الجسدية، فأنت حتى لو كنت صادقا فإن حركاتك قد تخونك وتعكس معنى مختلفا.
وينصح مهرابيان كل من يتقدم لمقابلة وظيفية الا يجعل الانطباع الاول له واهنا، فالمستخدمون يحددون الموظف والمرشح المثالي من أول 30 ثانية من مقابلة المتقدم، وهذا بالاعتماد على لغة الجسد الصادرة عنه، فلا تكن متعجرفا ولا تفرط بابتسامتك ايضا ولتكن مرنا، واحرص على مصافحتك لتكن دقيقة صادقة ليست متوترة وبخاصة ألا تكون متعجرفا.
وانتبه للطريقة التي تصافح بها، فمصافحة اليدين لها وقع كبير على من تقابله فالقبضة لها تأثير حساس فمثلا القبضة القوية مثل من يملكون العضلات تدل على العدوانية  والموقف الدفاعي فيما المصافحة الخفيفة تدل على الغرور.
ويأتي في المرتبة الثانية التوقف عن لمس الوجه فهو ليس مفيدا في المقابلات العملية، فهي تدل على العصبية وقلة الأمانة، فكلما لمست أنفك فإن يشير إلى الكذب، فيما لمس  الشفاه دلالة على العصبية، فالبعض يلمسون وجوههم كردة فعل غريزية، ودون تفكير واع لأنها ترتبط بالأمانة، لذا احرص على عدم لمس وجهك حتى تترك انطباعا قويا أمام من يقابلك وكن واعيا جدا لحركة يديك خلال المقابلة واحتفظ بهما بعيدتين عن وجهك وأنفك.
ويقع على عاتق المرشح والمتقدم مسؤولية كبيرة أيضا في حركات قدميه وهزهما، وهذا مرتبط بالطاقة العصبية، وكأنك تقدم رسالة مفادها "لا أصدق متى أخرج من هنا"، وأرباب العمل لن يهتموا بموظف غير صبور.
وطريقة الجلوس لها تأثير قوي حتما فمن المهم الا تجلس بشكل مستقيم وجامد حتى لا تكون حازما جدا، وغير مريح أيضا لا تجلس مسترخيا جدا وكأنك في منزلك، ولا تتكور على نفسك فتبدو كالخجول وغير الواثق من نفسه، وحاول أن تجلس براحة وطريقة تنم عن ثقتك بنفسك، ولا تكن متراخيا او جامدا بل اختر جلسة مريحة ورتب جلستك بحب ما تحمله، فمثلا إن كنت تحمل حقيبة اجلس وضعها بجانبك ورتب أغراضك على الطاولة بشكل متقن ولا تمسك بالقلم ما لم تحتجه ولا تلوح به ولا تدع هاتفك يصدح برنته. فلو تركت اغراضك غير متقنة وكورت الحقيبة في حضنك فذلك يعكس أنك فوضوي وغير واثق من نفسك ومرتبك وهو أمر سلبي حتما.
ولا للتحديق بمن يجتمع بك ولكن هذا لا يعني ألا تنظر لعينيهم ولا تدع عيناك تجوبان الغرفة وكأنك تبحث عن مخرج فهو يعكس عدم الاحترام وقلة التركيز والخوف، وان نظرت لأحد انظر بالوسط ولا تطل النظر، حيث تكفي ثوان معدودة ومن ثم حول نظرك ولكن دع تركيزك على ما يقوله، حيث تنظر للمثلث العلوي من الشخص وحتما لا تنظر للفم أو الجبهة وتذكر ان ترمش.
وانتبه لحركات يديك ولا تلوح بهما في كل شيء تقوله، بحسب مارك براون مؤلف كتاب "Winning Body Language"، مبينا في كتابه ان المبالغة في تحريك اليدين يجعلك تبدو في فوضى تامة، وضعهما مقابلك ولكن لا تكورهما بل ابقهما مفتوحتين بطريقة مريحة لتعكس هدوءك وتوازنك.

[email protected]