لقاء لشبكة نساء النهضة لإشهار رواية "بوهيميا" لـ خالدة مصاروة

تلك العبارة المليئة باليقين والتفاؤل مقتبسة من رواية "بوهيميا" للدكتورة خالدة مصاروة، والتي جرى إشهارها وتقديم قراءة فيها في لقاء حواري ضمن سلسلة لقاء الأربعتين التي تنظمها شبكة نساء النهضة التابعة لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، وشارك في اللقاء كل من الدكتور جمال الشلبي، والدكتورة أسيل شوارب، والناقد ليث الرواشدة. وفي تقديمه للرواية أكد الدكتور جمال الشلبي أن خالدة مصاروة سيطرت على روح الأفكار والمعاني، وكعادة الفلاسفة والحكماء تسأل أكثر مما تجيب، وتنصت للسماء أكثر من الأرض، إنها "وفاء" بطلة الرواية التي تمثل روح خالدة بكل قوتها وضعفها، وذكائها وسذاجتها، وصمتها وثرثرتها، مضيفاً أنها حاولت معالجة الاجتياح المادي الذي دشنته ظاهرة العولمة وصناعة الوعي الزائف كما يقول الفيلسوف كارل ماركس، وبناء أجيال الاستهلاك المتراكم، وخلق روح التعصب والتطرف والإرهاب خلال روايتها التي هي حوار مع الذات أو حوار مع الآخر، أو ربما فلسفة الروح أو حتى روحانيات الحياة المعاصرة، بل يمكن أن يكون عنوان الرواية "الله معنا وفينا ومفتاحنا. أما سمات النص الإبداعي فحصرها الشلبي باللغة الراقصة التي استطاعت مصاروة من خلالها إخضاع الكلمات لسحر معانيها ودلالاتها، وكانت السمة الثانية اللمسات الدينية التي مزجت بين الثقافة الإسلامية والمسيحية التي نعتمدها في مختلف تفاصيل حياتنا، وأخيراً تجلت السمة الثالثة بالرؤية السياسية التي استحضرت فيها مصاروة أحداث الساحة العربية من الربيع العربي مروراً بالحروب وتكلس السلطة. "الرواية غنية بالكنوز وتضم بين دفتيها الحكمة وعلم النفس واللاهوت"، بهذا الكلمات استهلت الدكتورة أسيل شوارب حديثها عن رواية بوهيميا التي نعثر بين سطورها على الصلاة والتأمل والفلسفة والتصوف وحديث الذات وحوار الآخر. وأضافت أن الرواية قدمت نصاً جريئاً يحتفي بالإنسان بوصفه ظاهرة كونية عابرة للزمان والمكان من خلال استرجاعه مشاعر من زمن بعيد، حيث أكدت الكاتبة أن المشاعر لا تموت وإنما تتحول من شكل إلى آخر كما الطاقة، وكل ذلك بطريقة ممتعة ودينامية تتحكم في العلاقة بين النص والقارئ عبر قدرة المؤلفة على المراوحة بين تأليف النص وتحليل النفس في سياق الأحداث. ووصفت شوارب الرواية بأنها فلسفية بامتياز، تبرز معالم النفس البشرية وتسبر أغوارها لتكشف عن الدواخل التواقة إلى المستحيل والمتشبثة بالأمل والحياة، بينما كانت التأملات الذاتية حاضرة بقوة متخذة من الرسائل المشفرة على لسان بطلة الرواية (وفاء) شكلاً وهيئة. في حين قال ليث الناقد ليث الرواشدة إن أبسط ما يقال عن رواية "بوهيميا" أنها مناظرة فلسفية بلغة شعرية عالجت القضايا المهيمنة على الإنسان، وعلى رأسها سلبيات النظرة المادية التي أفقدت الإنسان الكثير من الجماليات والمعاني السامية . من جهتها، أكدت الدكتورة خالدة مصاروة أن ظهور فيروس كورونا كان بمثابة الربيع الذي ألهمها لكتابة روايتها لا سيما بعد أن استرد العالم عافيته وعاد كل شيء كما كان، مؤكدة أن الجائحة وانتشار أخبار الموت جعلها تسأل نفسها: إذا كان الله خلقنا وهو يحبنا فلماذا نشقى؟ وهذا ما دفعها لترى الموت مقدمة لحياة ثانية وليس النهاية. وأضافت أن الرواية جاءت للتأكيد على أن الله خلقنا متساويين بلا حدود أو مستويات ولسنا بحاجة لوسيط بيننا وبينه، وأن الحب أساس وجود الحياة، وأنه لا مفر من الألم، لكننا نستطيع الفرار من المعاناة والقضاء عليها يذكر أن رواية "بوهيميا" صدرت عن دار الفارس في عمّان بالتعاون مع المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، وهي باكورة أعمال مصاروة الأدبية.اضافة اعلان