لقاء مع طلبة قبل 17 عاما يتجدد ليرسم ملامح رؤية الملك لمستقبل الأجيال

HM-King-Group-of-young---(1)
HM-King-Group-of-young---(1)
زايد الدخيل عمان - قبل 17 عاما، استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في قصر رغدان العامر، الطالب في الصف السادس معن الحموي، ضمن مجموعة من اوائل طلبة الصف السادس الأساسي، قدموا من مختلف محافظات المملكة، احتفاءً بالعيد الـ40 لميلاد جلالته، واليوم يعود الحموي الى القصر زائرا، بعد أن أصبح طبيب جراحة كلى ومسالك بولية. وقال الحموي، ان مباردة جلالته واستقباله لنا قبل 17 عاما، كانت دافعا لنا للتميز والابداع وشق الطريق للمستقبل، مضيفاً ان جلالته خاطبهم حينها قائلا "مشاهدتي لكم اليوم، رفعت معنوياتي وأملي بكم لنبني الأردن معاً"، ما تزال حاضرة في ذهني، وبمنزلة منارة تنير طريقي نحو المستقبل، لتحقيق مزيد من النجاح الذي يعود بالخير على وطني الأردن وأبنائه. واضاف إن "مبادره جلالته العام 2002، كانت حافزا لنا للمضي قدما والعمل بكل طاقتنا لخدمة الأردن والمواطن بكل اخلاص وتفان". وأوعز جلالته ان يكون القصر، مفتوحاً لطلبة مدراس وزارة التربية والتعليم والجامعات الأردنية والوفود المحلية والخارجية، لزيارة هذا المعلم الحضاري الذي ارتبط بمسيرة الحياة السياسية في الأردن منذ تأسيس الامارة. وقال جلالة الملك آنذاك لأوائل طلبة الصف السادس الأساسي ان "من حق هذا الجيل علينا، ان نوفر له كل الاسباب التي تمكنه من ربط تاريخه بالحاضر، وما تحقق خلاله من انجازات في تلك الحقبة من البدايات التي شهدت ارساء الاساس المتين للحاضر المشرق". ودعا الطلبة للاستمرار في نهل العلم، والاستزادة منه، وفق منهجية تضمن لهم الاستمرار في تفوقهم وادائهم الذي يستحق الثناء والتقدير. المعلم في وزارة التربية والتعليم أحمد منصور قال إن اللقاء بجلالة الملك قبل 17 عاماً شكل دافعاً لمسيرته، ومسيرة زملائه، ما جعلهم يسعون بجد لتحقيق مزيد من الانجاز والابداع أكانت مواقع عملهم في داخل الأردن أو في خارجه. وأضاف مدرس مادة الكيمياء ذو الـ29 عاماً أن "اللقاء قبل 17 عاماً مع سيدنا ذكرى جميلة ما تزال حاضرة، وها هي تتجدد اليوم بلقاء ملكي، رفع معنوياتنا وقدم لنا دفعة لبذل مزيد من العمل لتحقيق الانجاز لهذا الوطن وقيادته". مهندسة الاتصالات فرح علي النجادات، وكانت تبلغ من العمر آنذاك 12 عاما، قالت ان كلمات الملك ما تزال في ذاكرتها، وتوجيهاته لنا كطلبة، كانت الملهمة في المضي قدما نحو الابداع والمستقبل، واضعاً ثقته فينا لتحقيق ذلك. واضافت النجادات "ان اللقاء اليوم تحقق، وانا مهندسة اتصالات، واعمل في مجال المراقبة الجوية بمطار الملكة علياء الدولي، وأخدم بلدي الأردن بإخلاص، ومواصلة المسيرة وبالمسار نفسه، والتطلع لتحقيق الافضل". وبكل ثقه، قالت ولاء جميل فرج الله التي تعمل مدرسة جامعة بالسعودية، انها كانت تعلم بأن لقاءهم مع جلالته قبل 17 عاما، لن يتوقف عند ذلك التاريخ، بل كانت متيقنة بان اللقاء سيتكرر مع جلالة الملك وهو ما حدث امس. ويعتبر قصر رغدان الذي اختاره الملك المؤسس عبد الله الاول بن الحسين مقرا له، معلما حضاريا، بما امتاز به من اسلوب معماري اسلامي، يمزج بين الفنين المعماريين الأموي والفاطمي. ويلاحظ الزائر أن المقرنصات التي هي على شكل رأس رمح، مماثلة تماما لتلك التي تحيط بسور الجامع الأموي بدمشق، وجاءت ابوابه الثلاثية والقناطر والشبابيك، شبيهة بالاسلوب الاسلامي الذي اتبع في الاندلس، وارتأى الملك المؤسس خلال العمل بتشييد القصر، ان يكون جامعا لفنون العمارة الاسلامية في شكله الخارجي ومداخله وقاعاته المختلفة. وتمثل قاعة العرش؛ شاهدا على التأثر بالاسلوب المملوكي الذي يظهر واضحا في قلعة حلب، وبخاصة في مجال الزخرفة العربية والنحت على الخشب، وفي اشكال الرسومات المتداخلة. وتعني كلمة رغدان؛ رغد العيش والهناء، إذ اختار الملك المؤسس هذا الاسم من اللغة التركية التي كان يتقنها، واستخدام حرفي "ان" في نهاية الاسم التركي، يأتي لصيغة الجمع والتفخيم، على وزن مجلس المبعوثان الذي كان عضوا فيه. وجاء اختيار موقع القصر في المكان الموجود فيه حاليا عام 1925، بسبب اشرافه على منطقة النشاط الحيوية في قلب عمان، ووجود غابة طبيعية من اشجار السرو، إذ احضرت حجارة البناء من منطقتي معان ونابلس، وهما من اهم مصادر الحجارة الصلبة آنذاك، وأشرف على بنائه معماريون من دمشق ولبنان وفلسطين.اضافة اعلان