لقاحات للفلسطينيين

هآرتس

أسرة التحرير

خير فعل وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، إذ ذكر حكومة اسرائيل بالتزامها تجاه الفلسطينيين. تحدث بلينكن أول أمس مع وزير الخارجية غابي اشكنازي وطلب ان تساعد اسرائيل في نقل اللقاحات ضد كورونا من الخارج الى الفلسطينيين في الضفة الغربية وفي قطاع غزة.اضافة اعلان
لقد منحت المعاملة المتميزة من الرئيس دونالد ترامب في السنوات الاربعة الاخيرة ريح اسناد لناكري الاحتلال وللمتنكرين للمسؤولية عن الفلسطينيين. وتنضم ادارة بايدن عمليا الى الضغط الذي تحاول ممارسته منظمات حقوق الانسان في العالم والتي خرجت مؤخرا في نداء لحكومة اسرائيل بالحرص على تطعيم الفلسطينيين، كما تفترض المادة 56 من ميثاق جنيف الرابع التي تقول صراحة ان واجب القوة المحتلة "ان تتبع وتتخذ وسائل الحماية والوقاية اللازمة ضد تفشي الامراض المعدية والاوبئة.
ولكن يبدو أن هذا ليس واردا بعد، إذ ما الذي فعلته اسرائيل ردا على ذلك؟ فقد أعلن مكتب رئيس الوزراء أمس بان اسرائيل ستحول كمية رمزية من اللقاحات للطواقم الطبية في السلطة الفلسطينية ولعدة دول اخرى منها غواتيمالا (الدولة الثانية في العالم بعد الولايات المتحدة التي نقلت سفارتها الى القدس "المحتلة")، هندوراس (التي اعلنت عن نيتها نقل سفارتها الى القدس)، تشيكيا (التي اعلنت عن نيتها فتح "مكتب دبلوماسي" في القدس) وهنغاريا. بنيامين نتنياهو يفضل شراء التأييد الدبلوماسي بما تبقى من لقاحات من أن يؤدي الواجب القانون والاخلاقي لاسرائيل تجاه الفلسطينيين.
وتجدر الاشارة الى أن هذا ليس فقط واجبا قانونيا وانسانيا، بل ضرورة صحية. فليس فقط مصير الشعبين مرتبطين الواحد بالآخر، بل الشعبان نفسهما. الاسرائيليون والفلسطينيون يعيشون في "بقعة جغرافية واحدة"، بحيث أن الطريق للقضاء على الوباء في اسرائيل السيادية تمر ايضا في المناطق وفي غزة.
في وزارة الصحة فهموا منذ الآن بان "تفشي كورونا في السلطة الفلسطينية من شأنه أن يؤثر ايضا على وضع الاصابة في اوساط سكان اسرائيل"، وفي الاسبوع الماضي عقد مدير عام الوزارة البروفيسور حزاي ليفي، مدير كورونا البروفيسور نحمان ايش ورئيسة خدمات الصحة العامة د. شارون الراعي – فرايس لقاء عمل في وزارة الصحة الفلسطينية في رام الله مع نظرائهم الفلسطينيين. وحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وافقت اسرائيل على تطعيم مئة الف عامل فلسطيني يعملون في اسرائيل، غير أن القيادة السياسية لم تقر الامر بعد.
في الحديث مع بلينكن اشار اشكنازي الى أن هذه الامكانية تدرس وينبغي الامل في ان يشجع هذا الحديث القيادة السياسية على الاستجابة للطلب. ولكن هذا لا يكفي. فالحرص على تطعيم عموم السكان الفلسطينيين يجب أن يقف على رأس جدول الاولويات الاسرائيلي.