لقاح "كورونا" أحد محركات عجلة الاقتصاد

لا أعتقد أننا نبالغ عندما نقول إن انحسار الوباء الذي سببه فيروس "كورونا المستجد" يعد المفتاح الرئيسي للخروج من كل أشكال الاغلاقات الاقتصادية الكلية والجزئية وفي مختلف القطاعات.اضافة اعلان
فإلى جانب الخسائر الصحية والآلام التي دفعنا ثمنها غاليا، حيث تجاوزت الوفيات في الأردن بسبب هذا الوباء ثلاثة الاف انسان عزيزين على أسرهم وأصدقائهم، هذه الخسائر التي لا يمكن تعويضها بأي ثمن، كانت الخسائر الاقتصادية والاجتماعية واسعة أيضا.
صحيح أن الاقتصاد العالمي كان يعاني اختلالات عديدة ومتعددة الأوجه قبيل تفشي الوباء بشكل سريع في مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي عمق هذه الاختلالات وفاقم تأثيراتها على مختلف سكان العالم بدرجات متفاوتة.
والأمر ذاته ينطبق على الاقتصاد الوطني، حيث كان يعاني حالة تراجع اقتصادي امتد لما يقارب عشر سنوات متتالية، ما أدى الى تفاقم الدين العام ومضاعفته، وأدى الى ارتفاعات كبيرة في معدلات البطالة والفقر.
وأدت جائحة كورونا الى تفاقم هذه المشكلات، حيث ازدادت المديونية العامة للدولة وارتفعت معدلات البطالة والفقر، ولا أحد يعلم المديات الاقتصادية والاجتماعية الخطيرة التي يمكن أن نصل اليها ما لم يتم وضع حد لانتشار هذا الوباء.
ما يدعو الى التفاؤل بوقف تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية والاجتماعية بمختلف أبعادها، نجاح المراكز البحثية العالمية في تطوير مجموعة من اللقاحات المضادة لفيروس "كورونا المستجد"، والتي أجمعت مختلف المرجعيات العلمية على أن بعضها فعال وآمن، وأنه لا تأثيرات لهذه اللقاحات على الطبيعة الجينية للإنسان، وهي التي سيتم استخدامها في الأردن.
الخروج من المأزق الذي هدد وما زال يهدد حياتنا واقتصادنا، وحرم قطاعات واسعة من مواطنينا والمقيمين في الأردن من سبل كسب العيش، مما يتطلب بداية انحسار الوباء، وهذا الانحسار لا يحدث الا باستخدام أساليب الوقاية المعروفة للجميع، وأفضلها التوسع في "تطعيم" أكبر قدر ممكن من سكان الأردن باللقاحات المضادة لهذا الفيروس.
للخروج من مرحلة الاغلاقات الكلية والجزئية وما يسمى "الحظر" الكلي والجزئي، الذي عطل قطاعات واسعة من اقتصادنا، علينا الاقبال على الحصول على هذه اللقاحات، وعندها فقط سيصبح هذا الوباء كغيره من الأوبئة جزءا من التاريخ، وستعود الحياة الى طبيعتها.
انحسار الوباء، يعني عودة كل المؤسسات التعليمية من مدارس وجامعات ومراكز تدريب الى العمل، وينهي مرحلة صعبة تمت فيها المبالغة الكبيرة من قبل أصحاب القرار، حيث أدى اغلاق المؤسسات التعليمية وخاصة المدارس الى حرمان أبنائنا وبناتنا من التعليم الطبيعي، والتي يبدو أنه أضعف جودة التعليم الأساسي، الذي كان يعاني ضعفا ملموسا قبل الجائحة.
تسريع انحسار الوباء مع التوسع في تنفيذ برنامج التطعيم ضد الوباء سيؤدي الى وقف نزيف تسرب الطلبة من التعليم المدرسي، والانضمام الى صفوف عمل الأطفال، لما له من مخاطر على الأطفال وعلى سوق العمل.
وبالتأكيد، سيؤدي تسريع انحسار الوباء الى وقف نزيف الوظائف جراء تراجع أداء مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وسيوقف كذلك العمل بالسياسات الحكومية السهلة وغير العادلة، التي دفعت تجاه الحسم من أجور العاملين في القطاعات والأنشطة الاقتصادية التي تم تصنيفها "الأكثر تضررا"، وحرمان العاملين فيها من الحد الأدنى للأجور.
نجاحنا كمواطنين ومؤسسات في تقديم المطاعيم لأكبر قدر ممكن من المواطنين والمقيمين، هو المدخل الأكثر فاعلية لانحسار الوباء، وإزالة الضغوط عن مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وعودة الحياة الى طبيعتها.