لقاح كورونا.. تحديات تربك خطة "الصحة"

مواطن أردني يتلقى لقاح "كورونا" في أحد المراكز الصحية في عمان-(أ.ف.ب)
مواطن أردني يتلقى لقاح "كورونا" في أحد المراكز الصحية في عمان-(أ.ف.ب)

محمود الطراونة

عمان - يبدو ان استعدادات وخطة وزارة الصحة للتطعيم ضد فيروس كورونا يعتريها ارباك شديد بسبب عدم اقبال المواطنين على تلقي المطعوم خاصة مع تواضع أعداد المسجلين على المنصة المخصصة لهذه الغاية، بموازاة الحملة المكثفة التي يقف وراءها مسؤولو الوزارة.اضافة اعلان
إن تسجيل 310 آلاف مواطن لتلقي اللقاح، تخلف 30 % منهم عن تلقي المطعوم، يشير الى خلل اما في خطة "الصحة" للتعامل مع التجربة الجديدة او نقص المراكز المخصصة لهذه الغاية، أو لمحدودية اللقاحات مقارنة مع أعداد المسجلين، وهي عوامل لا بد ان الوزارة ستفصح عنها مستقبلا خاصة وان الاردن يشهد الآن استقرارا نسبيا في المنحنى الوبائي.
ووفقا لمساعد أمين عام وزارة الصحة للرعاية الصحية الاولية غازي شركس فإن "المسجلين عبر المنصة وصل الى 310 آلاف، وان 30 % ممن سجلوا تخلفوا عن اخذ المطعوم وهو ما سبب ارباكا للوزارة".
وقال "ان نحو 30 الف شخص فقط حصلوا على مطعوم فيروس كورونا وهي اعداد قليلة جدا مقارنة مع خطة الوزارة التي كانت تستهدف بداية تطعيم نحو 6 آلاف شخص يوميا".
واضاف شركس أن "العدد اليومي لمن تلقوا اللقاح في بدايات التطعيم كان نحو 2000 شخص، ارتفع تدريجيا الى 4000"، متوقعا دعوة من سجلوا سابقا وتخلفوا، الى إعادة تسجيل أنفسهم ثانية لإعطائهم اللقاح.
غير ان "حصر اعطاء المطعوم في 29 مركزا يعد مشكلة خاصة للمناطق النائية وسط مطالب لرفع اعداد المراكز الى 150 لتسريع وتيرة التطعيم" وفق متابعين قالوا ان "اقتصار اعطاء المطعوم في هذا العدد المحدود من المراكز هو امر محير على وزارة الصحة الاجابة عن اسبابه".
وقال هؤلاء، إن المعلومات حول اعداد الجرعات المتوفرة في المملكة من لقاحي فايزر وسينافارم "ما تزال مبهمة؛ إذ يتحفظ المسؤولون في وزارة الصحة على ارقامها وما اذا ستصل جرعات جديدة الى المملكة، ذلك ان الخطط الحكومية لفتح القطاعات بنيت بالدرجة الاولى على التزام المواطنين بالمعايير الصحية وتوفر جرعات بأعداد كبيرة".
ودعوا، وزارة الصحة الى التعاون مع القطاع الطبي الخاص في عمليات التطعيم، مؤكدين أن بقاء خطة التطعيم في "وتيرة بطيئة سينعكس سلبا على اجراءات الحكومة في مكافحة الفيروس الذي يتشكل ويتحور كل يوم بشكل جديد وبات متمركزا في المملكة وفقا لما اعلن وزير الصحة نذير عبيدات الذي اكد وجود 146 اصابة من الفيروس المتحور الذي لا نعرف بعد تأثيراته".
وفيما لا يفصح مسؤولو "الصحة" عن تلك التأثيرات على المواطنين ومدى انتشارها، تاركين الباب مفتوحا امام المواطنين للتخبط، تزداد التأويلات والتفسيرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
"الغد" بدورها حاولت التواصل مع الوزير عبيدات للحصول على إجابات حول هذه الاسئلة العالقة، ولكن دون جدوى.