للأطفال من ذوي الإعاقة مواهب عديدة.. كيف يلتفت لها الآباء؟

Untitled-1
Untitled-1

عمان- إنجاب أطفال من ذوي الإعاقة يعني أن الحياة قد تأخذ الأهل إلى طريق مختلف عن الذي تصوروه لأنفسهم وعائلتهم. الانشغال اليومي، إضافة إلى جلسات العلاج وخطط التعلم قد تجعل الأهل لا يعطون الاهتمام المطلوب لمواهب أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.اضافة اعلان
كأم لطفل من ذوي الإعاقة، لم يكن من السهل في البداية تحديد مواهب طفلي وصقلها. لكن عندما بدأت أراقبه وهو يلعب، وجدت أنه يحب اللعب بالماء كثيرًا، فهو قد يقضي ساعات وساعات وهو يلعب بكل سعادة وارتياح.
يعاني الكثير من الأطفال من ذوي الإعاقة بصعوبة في السيطرة على أجسامهم في مواقف متعددة، لكن نجدهم يفرحون ويمرحون في الماء ويطورون وعيهم الجسدي وينمون مهاراتهم الحركية. لاحظت أيضًا أن طفلي يحب أن يروي النباتات، فهذا الأمر جعلني أرى أنه قد يمتلك موهبة. لو قرر ابني عندما يُكبر أن يصبح سباحًا أو عالمًا في مجال الزراعة والبستنة، فأنا سأكون سعيدة بفكرة أنه يقوم بشيء يحبه حتى ولو كان بطريقته الخاصة.
لقد اكتشفت أن المفتاح هو في استكشاف طرق تساعده على القيام بما يحبه بالفعل. لكن بالرغم من أن هذا الأمر ليس سهلًا نتيجة لبرنامج طفلي اليومي المليء بالنشاطات وجلسات العلاج، لكنه أمر يستحق العناء!
الاهتمام الفردي
عندما نقضي المزيد من الوقت مع أطفالنا، فنحن سنتعرف أكثر على شغفهم ومواهبهم، ما سيسهم بشكل كبير في دعمنا لأطفالنا واهتماماتهم.
قد تكون اهتمامات أطفالنا صغيرة، مثل الاستماع إلى أغنية أو رسم شيء معين. لو كان أطفالنا يحبون الغناء، يمكننا شراء ميكروفون لهم والاستماع لغنائهم مع باقي العائلة. لو كان لأطفالنا ذاكرة جيدة، يمكننا إشراكهم في كتابة نصوص لمسرحية ما ليمثلوها، وهذا سيعمل على تحسين مهارات التركيز والحفظ عندهم. تسهم الموسيقى والتمثيل في جعل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة أكثر راحة ومرحا.
أحد نشاطات مبادرة "بهجة" التي أسستها كانت دعوة الأهل لمشاهدة أطفالهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وهم يظهرون مواهبهم ويستعرضونها. لقد أدهشتنا شجاعتهم ومواهبهم في الغناء والرقص والرسم وحتى في حل الأحجيات!
دعونا نحتفل بنجاحات أطفالنا بغض النظر عن حجمها، ودعونا نُسلح أنفسنا بالمعرفة والصبر والأمل والإيمان بأن هذه المواهب ستغدو كبيرة يومًا ما.
جميع الأطفال موهوبون، وهم فقط بحاجة للحب والدعم لإظهار قدراتهم التي أنعم الله عليهم بها.
هل تعلمون؟
بدءًا من المخترعين وصولًا إلى أرباب العمل والفنانين والممثلين، نجحت بعض أكبر الشخصيات المشهورة في يومنا هذا بالرغم من التحديات الجسدية التي عانوا منها. هل تعلمون أن الفنان فنسنت فان غوخ كان يعاني عسر القراءة، وأن المؤلف الموسيقي الموهوب موزارت يُعتقد أنه كان يعاني اضطرابات طيف التوحد؟
لمى جمجوم
مدربة حياة وعمل لذوي الاحتياجات الخاصة/ مجلة "نكهات عائلية"