للإخفاق والد

أليكس فيشمان-يديعوت

تخيلوا أن رشقة صواريخ كانت سقطت أمس في الكرمل أو في غوش دان أو في الجليل وأحدثت عواصف نيران في خمسة مواقع مختلفة. في أي وضع كانت تكون الدولة؟ إن كارثة أمس هي مثال واحد فقط على العجز الذي يعانيه جهاز طوارىء دولة اسرائيل. وأضعف حلقاته هو جهاز الاطفاء.

اضافة اعلان

أمس انهار جهاز اطفاء الحرائق في مواجهة عاصفة النار – التي كانت في منطقة كبيرة في الحقيقة. لكنها في منطقة واحدة فقط. ماذا كنا نفعل في مواجهة عشرات ومئات الصواريخ التي كانت تُحدث عواصف نيران في عدة مناطق في البلاد وفيها مناطق مدنية مع مبانٍ متعددة الطوابق؟ من في اسرائيل مستعد لعلاج هذا؟.

إن جهاز الأمن يبلبل أذهاننا منذ سنين، باستعدادات الجبهة الداخلية لاصابة الصواريخ، وهنا أمس تلقينا الجواب الحقيقي وهو أننا لا نملك في الحقيقة جهاز إطفاء حرائق وطنيا.

يوجد هناك عدة اشخاص شجعان يضحون بأنفسهم لكن هناك من يستهزىء بهم بمعدات غير ملائمة وأنصبة فرق اطفاء وقوة بشرية معروفة في العالم الثالث فقط.

وليس الأمر أمر المعدات فقط. فسلوك جهاز اطفاء الحرائق في اسرائيل غريب اذا لم نشأ المبالغة. كان يجب على مفتش فرق الاطفاء الذي أراد تجميع جميع رجال الاطفاء في البلاد للمساعدة في إخماد حريق في الشمال أن يتوجه اليهم ويطلب. لكنه في الواقع ليس مفتشهم. فرجال الاطفاء ينتمون الى المجالس الاقليمية والى البلديات. واذا لم يتطوعوا بمساعدة رجال الاطفاء في حيفا فلا يبقى سوى طلب رحمة السماء.

لهذا الاخفاق والد. وقد اختفى هذا الرجل أمس عن عيون الجمهور وليس ذلك عرضيا. فهو يعرف بالضبط الوضع المعوج لجهاز اطفاء الحرائق. يُسمونه ايلي يشاي وهو وزير الداخلية المسؤول من جهة وزارية عن الاخفاق، لو أنه كان يهتم على هذا النحو بمؤسسات شاس وبطلاب معاهدها الدينية لأقاله الحاخام عوفاديا منذ زمن.

قبل نحو من نصف سنة تلقى الوزير ايلي يشاي مسودة تقرير مراقب الدولة عن خدمات اطفاء الحرائق. يوشك التقرير أن يُنشر في خلال ايام معدودة. اذا بقي ايلي يشاي في عمله بعد نشر هذا التقرير، فلن تبقى قيمة لمصطلح المسؤولية الوزارية. وبالمناسبة، قررت الحكومة على أثر مسودة التقرير الجديد الذي تلقاه وزير الداخلية أن تحوّل في الحال بضع عشرات من ملايين الشواقل لتحسين نظام اطفاء الحرائق المنهار. أين المال؟ وأين المعدات؟ اسألوا البيروقراطيين.

لم نرَ أمس أي شيء من هذه المحاولة الانفعالية للحكومة لمواجهة الاخفاق الذي لا يُغتفر. نستحق الأمن ولا نملكه.