للدمار أو الرحمة

معاريف

بقلم: اللواء احتياط اسحق بريك

اضافة اعلان

دولة اسرائيل تقف امام حافة حرب اقليمية تقليدية لم يشهد لها مثيل منذ حرب التحرير وتأسيس الدولة. هذه حرب لم يعد الجيش والجبهة الداخلية لها. الضربة ستكون قاضية. القول ان الجيش اليوم مؤهل، والرفض هو الذي سيؤدي الى تدهوره والى عدم جاهزيته للحرب هو قول منقطع عن الواقع. اما الحقيقة التي أتحدث عنها منذ سنين عديدة فهي أن الجيش في العشرين سنة الاخيرة تحت قيادة خمسة رؤساء اركان تدهور الى دون الخط الاحمر وليس جاهزا لحرب متعددة الساحات. الجيش يوجد اليوم في انكسار لم يشهد له مثيل ابدا. الوضع الخطير للجيش وعدم اهليته لم يبدآ مع اقامة الحكومة برئاسة الليكود قبل ثلاثة اشهر. اضافة الى ذلك، فإن رفض رجال الاحتياط الذي وجد تعبيره مع قيام حكومة الليكود اضاف فقط الزيت الى الشعلة وفكك ما تبقى من رص للصفوف، تكافل متبادل، زمالة واخوة المقاتلين، الدافع والروح القتالية ويمس بشدة بالقدرة على اعادة تأهيل الجيش.
آمل أنه بعد أن اتفق على تعليق التشريع، سينتهي الرفض. اما اقالة وزير الدفاع يوآف غالنت فقد اشعل نارا كبرى لأن هذا هو رجل مع تجربة قيادية قتالية غنية مساهمته للجيش لا تقدر بالذهب. لقد كان غالنت وزير دفاع ممتاز تلقى ثقة كاملة من رئيس الاركان والوية هيئة الاركان. غالنت يفهم جيدا المشاكل الصعبة التي يواجهها الجيش واعتزم الدخول في عمق المشكلة ورفع الجيش الى المسار الصائب، الى جانب مدير عام وزارة الدفاع اللواء ايال زمير ورئيس الاركان هرتسي هليفي. ان اقالة غالنت ستلحق ضررا شديدا باعادة تأهيل الجيش.
لا أرى مرشحا في الليكود يمكنه أن يحل محله. فالوضع المتهالك للجيش لا يمكنه أن ينتظر الى أن يتعلم وزير الدفاع الجديد ما هو الجيش دون أي قدرة على التأثير بالحد الادنى بالمدى المنظور، بينما الحاحية وزير الدفاع للتصدي لعدم جاهزية الجيش للحرب هي في سلم الاولويات الوطني والفوري.
في هذه الايام، بدلا من ان نعد انفسنا للحرب الاقليمية التي تهدد مجرد وجودنا، نحن نتقاتل الواحد مع الاخر ولا نقرأ الخريطة عن المصيبة المقتربة. في يوم سيقف شعب اسرائيل عاريا ومدنها دون أي حماية امام طوق خانق من 250 الف صاروخ، مقذوفة صاروخية ومسيرة وعشرات الاف المقاتلين ممن اهلتهم ايران واتباعها في العشرين سنة الاخيرة حول حدود اسرائيل. نحن نراهن على حياتنا، حياة ابنائنا، احفادنا، اصدقائنا وحياة شعب اسرائيل كله ونناكف الواحد بالاخر، كل كتلة مع عدالة طريقها. انا انتظر لان ارى اذا كان السياسيون سيتعالون على انفسهم وفي مداولات الطواقم في مقر الرئيس ستكون أمام ناظريهم مصلحة الدولة ومواطنيها وليست المصالح الضيقة، الشخصية والحزبية. عليهم ان يفهموا بان اعداءنا ينتظرون اللحظة المناسبة لمهاجمتنا وابادتنا. نحن ملزمون بان نستنفد الحوار حتى النهاية وان نصل الى اجماع واسع. هذه لحظة تاريخية في حياة الامة للدمار او الرحمة.