"للقضبان رواية أيضا": كشف الممارسات اللا إنسانية للاحتلال الإسرائيلي

غلاف رواية "للقضبان رواية أيضا" -(بترا)
غلاف رواية "للقضبان رواية أيضا" -(بترا)

عمّان- صدرت حديثا رواية "للقضبان رواية أيضا" للكاتب الفلسطيني حسين حلمي شاكر، عن دار "الآن" ناشرون وموزعون في عمان.
والرواية التي لا يتجاوز عدد صفحاتها السبعين صفحة، تصنف ضمن ما يطلق عليه الرواية القصيرة جدا، والتي تتجه نحو التكثيف.اضافة اعلان
وتتحدث الرواية عن شخصيتها الرئيسة الذي يعيش تجربة المعتقل الإسرائيلي وهو يقاسي عذابات لا تُحتمَل، ويرزح تحت وطأة المعاناة اليومية، وبالتوازي كان وعيُه يتبلور في السجن أكثر فأكثر، فيدرك حقيقة جلاده وادعائه القوة والبطولة الزائفة، كما يدرك أن معاناة الاعتقال لن تنتهي حتى بعد خروجه من السجن؛ إذ لا يمكن للمعتقل أن يعود حرا كما يشتهي، أو أن يستأنف ممارسة حياته العادية دون عقبات.
ويكشف المؤلف من خلال أحداث نصه السردي، حجم التضييق الذي يمارسه الكيان الاسرائيلي المُعتدي على الناس أصحاب الحق والأرض، ومطاردته لهم، لا لأنه يمتلك القوة وإن زعم ذلك وتبجح به، بل لأنه يحاول التغطية على ما يسيطر عليه من جبن وخوف وعجز وضعف.
ويقول الكاتب الزميل جعفر العقيلي في تقديمه لرواية حسين حلمي شاكر، إن نصه يتميّز بصدق التجربة التي ترتبط على نحو ما بما اختبره الكاتب نفسه؛ لذا جاء السرد سلِساً وعفوياً وبسيط التركيب، فيما مالت الصور إلى الإيحائية والرمز، بمعنى أن التركيز الأكبر كان على الأفكار لكشف الممارسات اللا إنسانية للكيان الصهيوني، الذي يتبنى سياسات الترهيب والحصار والتفريغ الثقافي، وفي سبيل ذلك يزج بعشرات المثقفين والمفكرين والأحرار في سجونه ومعتقلاته، أو يفرض عليهم الإقامة الجبرية.
ويضيف، أن الرواية ورغم أنها تتناول تجربة خاصة بالبطل السارد، إلّا أن هذه التجربة الذاتية يسهل أن تتحول إلى تجربة عامة، حيث يُطارَد كلّ فلسطيني حُرّ وملتزم ومدافع عن وطنه وعن حقّه فيه، بهدف القضاء عليه، أو على الأقل كسْر قلمه وتكميم صوته.
ويبدو أن الكاتب العقيلي وقف حائرا أما تصنيف العمل وتجنسيه، فقد راح يتحدث عنه بوصفه نصا سرديا دون أن يحسم أمر تصنيفه، ويقول "يمكن وصف هذا العمل بأنه نَصّ أفكار ومواقف أكثر منه نَصّ أحداث"، لكن ومهما اختُلف على تصنيف العمل، إلا أنه يبقى نصا أدبيا سرديا يعكس تجربة حياتية ذات قيمة وهو يستحق القراءة.
يذكر أن الكاتب من مواليد العام 1963، في بلدة عرابة/ شماليّ الضفة الغربية – فلسطين، حاصل على درجة البكالوريوس في الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة/ فلسطين، وعمل مديرا لدائرة التفتيش وحماية العمل في وزارة العمل الفلسطينية، واعتُقل من قِبل قوات الاحتلال الإسرائيلي العام1983، وحُكِم عليه بالسجن لمدة 7 سنوات أمضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وصدر له مجموعتان قصصيتان "فصول" 2015، و"قناديل" 2016، وشارك في كتب "فلسطين في قلب ستين قاصّا"، 2016، و"الوهم الجميل" 2017.-(بترا)