لماذا تحدث الوفاة عند الإصابة بفيروس الانفلونزا؟

عمان - بعد انتشار أخبار تفيد بوفاة عدد من الأشخاص من إنفلونزا الخنازير، بدأ الكثير من الأشخاص يتسابقون إلى شراء المطعوم الموجود في الصيدليات، وبلغت المبيعات منه اضعاف ما يباع منه عادة في مثل هذا الموسم، والأغلب يصابون ببعض أعراض الإنفلونزا بعد أخذ المطعوم، بحيث يقوم جهاز المناعة بالتعرف على الفيروس فيكون لديه استعداد لمقاومته عند الإصابة به.
هنا في هذه الدراسة، سيتم التحدث عن أسباب حدوث المضاعفات التي تؤدي للوفاة عند الإصابة بالفيروس وبخاصة إنفلونزا الخنازير، والإنفلونزا بشكل عام.
في كل عام يودي فيروس الإنفلونزا الشائع بحياة الكثيرين، فما الذي يحدث تحديدا داخل الجسم ويؤدي إلى الوفاة؟
ماذا يحدث عند الإصابة بفيروس الإنفلونزا؟
المريض بالإنفلونزا العادية يمكن أن تتحسن حالته، إذا ما كان ذهابه للطبيب في بداية ظهور الأعراض، اما إذا بقي في المنزل واعتمد على الكمادات والحبوب الخافضة للحرارة تتطور الأمور للأسوأ ومن الممكن ان تحدث مضاعفات، مثل صعوبة في التنفس، والبلغم والدم احيانا من كثرة السعال، وهنا ينقل إلى المستشفى، حيث تظهر أشعة إكس إصابته بالالتهاب الرئوي: وهو التهاب يصيب الرئتين بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، أو كلتيهما.
يبدأ الأطباء بالعلاج بالمضادات الحيوية الوريدية، وهنا جهاز المناعة اما ينتصر على الفيروس والمضاعفات البكتيرية أو تكون المضاعفات قوية فيدخل في مشاكل صحية قد تؤدي به إلى الوفاة.
لذلك، ينبغي عدم إهمال الأعراض، والعلاج من البداية يمكن ان يسرع في التشافي لان جهاز المناعة يعتمد على عدة عوامل منها صحة الشخص هل هو مريض أو انه يشكو من أمراض تؤثر على مناعته أو يشكو من نقص في التغذية.
على مستوى العالم، تصيب الإنفلونزا سنويا حوالي ثلاثة ملايين إلى خمسة ملايين حالة من المرض الشديد و291 ألفا إلى 646 ألف حالة وفاة، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الأميركية، مع تفاوت كبير في هذه الأرقام بين عام وآخر. وتُقدِّر مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها أن إجمالي الوفيات السنوية المرتبطة بالإنفلونزا بين عامي 1976 و2005 في الولايات المتحدة تراوح بين 3000 حالة و49 ألف حالة. أما بين عامي 2010 و2016، فإن عدد الوفيات السنوية المرتبطة بالإنفلونزا في الولايات المتحدة تراوح بين 12 ألف حالة و56 ألف حالة. ولكن ما هو بالتحديد "الموت المرتبط بالإصابة بالإنفلونزا"؟ وكيف تقتل الإنفلونزا؟ الإجابة لهذا السؤال هي أنه في معظم الحالات يقتل الجسم نفسه في محاولته للشفاء، فوجود الفيروس في حد ذاته ليس هو ما يقتل، ولكن الأمراض المُعدية دائما ما يكون لها تفاعلات معقدة مع الجسد.
بعد دخول فيروس الإنفلونزا إلى الجسم، عادةً عبر العينين أو الأنف أو الفم، يبدأ في الاستحواذ على الخلايا البشرية في الأنف والحلق ليقوم بنسخ نفسه. وهذا التجمع الفيروسي الهائل يثير رد فعل قويّ من الجهاز المناعي، الذي يرسل كتائب من خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة والجزيئات الالتهابية للقضاء على ذلك التهديد.
تهاجم الخلايا التائية الأنسجة التي تحتوي على الفيروس وتقضي عليها، لا سيما تلك الموجودة في الجهاز التنفسي والرئتين التي غالبًا ما يستوطنها الفيروس. في معظم الحالات بين البالغين الأصحاء، تنجح هذه العملية ويتعافى المريض في غضون أيام أو أسابيع. لكن في بعض الأحيان يكون رد فعل الجهاز المناعي مفرط القوة، فيُتلف الكثير من الأنسجة في الرئتين، حتى إنها تصبح غير قادرة على توصيل كمية كافية من الأكسجين للدم، مما يؤدي إلى الإصابة بنقص الاكسجين ثم الوفاة.
وفي حالات أخرى، لا يكون فيروس الإنفلونزا نفسه هو الذي يثير رد الفعل المناعي القوي، الذي قد يكون قاتلًا في بعض الأحيان، وإنما عدوى ثانوية تستغل ضعف الجهاز المناعي، وعادةً ما تكون تلك العدوى هي بكتيريا تصيب الرئة، غالبًا أحد أنواع البكتيريا العقدية أو العنقودية.
والعدوى البكتيرية في الجهاز التنفسي يمكن أن تنتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم وإلى الدم، مما قد يؤدي إلى الإصابة بصدمة: وهي استجابة التهابية عنيفة تمثل خطورةً على الحياة، تنتشر في الجسم كله، وتتسبب في إتلاف عدة أعضاء بالجسم.
حوالي ثلث حالات الوفاة في أميركا /حيث تكون البيانات الصحية عن الأمراض متاحة للباحثين /لأسباب مرتبطة بالإنفلونزا سببها أن الفيروس قد تغلَّب على الجهاز المناعي، والثلث الثاني سببه الاستجابة المناعية لعدوى بكتيرية ثانوية غالبا في الرئة، والثلث الأخير سببه فشل عضو أو أكثر من أعضاء الجسم.
وبعيدا عن الالتهاب الرئوي البكتيري، تتعدد المضاعفات الثانوية للإنفلونزا، وتتفاوت من الخفيفة -مثل التهاب الجيوب الأنفية والأذن- إلى المضاعفات الأكثر حدة مثل التهاب عضلة القلب، أو التهاب الدماغ، أو التهاب العضلات وانحلال الربيدات. كما يمكن أن تشمل المضاعفات أيضا متلازمة راي، وهو ناجم عند الأطفال الذي يتناون الاسبرين وهي مرض دماغي غامض، عادة ما يحدث بعد العدوى الفيروسية
والجدير بالذكر في اغلب الحالات تكون معظم حالات الوفاة المرتبطة بالإنفلونزا بين الأطفال والمسنين، وهما الفئتان الأكثر ضعفًا. إن الجهاز المناعي عبارة عن شبكة تكيفية من الأعضاء التي تتعلم أكثر الطرق فاعليةً لتمييز الخطر والاستجابة له بمرور الوقت. ونظرا لأن الجهاز المناعي للأطفال يكون بسيطا نسبيا، ربما لا يستجيب على النحو الأمثل، وعلى العكس، يكون الجهاز المناعي للمسنِّين قد أضعفته عوامل السن والأمراض الأخرى.
ومن ثَم، قد يكون الأطفال الصغار والمسنون أقل قدرة على تحمُّل هجوم الجهاز المناعي على نفسه والشفاء منه. ووفق منظمة الصحة العالمية، فإن الفئات الأكثر عرضةً للإصابة بمضاعفات قاتلة –بخلاف الأطفال بين عمر ستة أشهر و59 شهرا والمسنين الأكبر من 65 عاما- هم: النساء الحوامل، والعاملون في قطاع الرعاية الصحية، والمصابون بأمراض مزمنة محددة، مثل فيروس العوز المناعي البشري/الإيدز، والربو، وأمراض القلب والرئتين.

اضافة اعلان

الصيدلي ابراهيم علي ابورمان/ وزارة الصحة