لماذا نستهين بقدراتنا؟

تابعت منذ يومين التعليقات وردود الأفعال على تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي، بعد اجتماعه بوزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، بشأن استعداد الأردن لتقديم أي مساعدة تحتاجها دولة قطر الشقيقة في تنظيم بطولة كأس العالم 2022، ولم أجد سببا او تفسيرا مقنعا، لـ"سلبية" تلك التعليقات و"الجدلية" التي أحاطت بها، ذلك أن الأردن بفضل الله ومن ثم قيادته الحكيمة، يمتلك القدرة على تقديم أي إسناد يحتاجه الأشقاء ويثمر عن فوائد مشتركة للبلدين. من المؤكد أن الوزير الصفدي لم يكن يقصد أن الأردن يريد استضافة بعض مباريات كأس العالم على أرضه، فذلك أمر بعيد المنال، ويحتاج إلى بناء ستادات عملاقة وتوفر بنية تحتية رياضية متميزة، حتى وإن سبق لنا قبل بضع سنوات تنظيم كأس العالم للشابات ومن ثم كأس آسيا للسيدات، وقبل نحو عقدين استضافة الدورة الرياضية العربية التاسعة. لماذا نسخر من قدراتنا حتى لو كانت إمكانياتنا المادية بسيطة ولا تقارن مع دول خليجية وأوروبية؟.. لماذا نستهجن محاولة "خلق" فرص عمل للشباب الأردنيين يمكن الحصول عليها في ظل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة؟.. لماذا نجيد "جلد الذات" ونصر على النظر بـ"سوداوية" لبعض الفرص وبصيص الأمل الذي يلوح في الأفق؟.. لماذا ولماذا؟. نحن في الأردن نمتلك قدرات كبيرة وطاقة بشرية شبابية مفعمة بالحيوية وقادرة على إحداث نقلة نوعية.. يجب أن نؤمن بقدراتنا ولا نستهزئ بها قبل أن نطالب غيرنا بالايمان بها. نستطيع أن نقدم الدعم والمساعدة للاشقاء في تنظيم كأس العالم من خلال "أمن الملاعب".. لدينا بحمدالله كفاءات أمنية عالية التدريب وباتت تضاهي أفضل دول العالم من حيث توفير المظلة الأمنية في الملاعب، ولدينا متقاعدون عسكريون أكفاء يمكن أن نوفر لهم مثل هذه الوظائف بالتعاون مع الأشقاء القطريين. تحدثت في مرات كثيرة سابقة، أن الأردن يفتقد حاليا لمفهوم "السياحة الرياضية"، رغم تمتعه بكثير من المميزات الجاذبة للسياحة عموما، مثل الأمن وتنوع المناخ وكثرة المرافق السياحية وتنوع الآثار وشبكة المواصلات والتطور التكنولوجي وتوفر الفنادق والبنية التحتية عموما، ومع ذلك لم نستطع تحويل منطقة العقبة او البحر الميت لجذب سياحي رياضي، من خلال إنشاء ستاد رياضي قانوني وملعب تدريبي مساند، يجذب الفرق والمنتخبات العربية والاوروبية الراغبة في إقامة معسكرات تدريبية في أجواء مثالية خلال فصل الشتاء، طالما تتوفر الفنادق وكل العوامل المساندة في هاتين المنطقتين، وهذا سيوفر أيضا نفقات تتكبدها فرق ومنتخبات أردنية حين تتجه لدول خليجية او أوروبية لاقامة معسكرات تدريبية. نستطيع الاستفادة من تواجد مئات الالوف من المتفرجين من مختلف دول العالم، عبر برامج سياحية تساهم في دعم الاقتصاد الأردني، بعد الضرر الكبير الذي أصاب قطاع السياحة تحديدا من بدء تأثيرات جائحة كورونا، فأين الخطأ في مثل هذه المحاولة لدعم الاقتصاد؟. نعتز ونفتخر بكل طاقة إيجابية أردنية وكل صوت يبحث للشباب الأردني عن فرصة عمل، ونكبر دوما ببلدنا وبسمعته العطرة وإمكانياته المستمدة من أصالة شعبه وعزيمة أبنائه وإرادتهم الصلبة، ويكفينا فخرا أن كلمة "نشمي" يطلقها الأشقاء بفخر واعتزاز على كل أردني.اضافة اعلان