لماذا يصمت نتنياهو؟

هآرتس

أسرة التحرير

7/10/2018

الصمت المدوي الذي استقبلت فيه اقوال زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، من جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وكبار وزراء حكومته، هو دليل آخر على أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة. "لا أريد حروبا اخرى"، قال زعيم حماس في غزة، في مقابلة نادرة منحها لصحيفة "لا ريبوبليكا" الايطالية ونشرت بالتوازي في "يديعوت احرونوت" أيضا، دعا فيها إلى وقف النار. لا يبدو أن هذا حرك ساكنا لأحد ما في القدس.اضافة اعلان
الإسرائيليون، الذين ينتظرون اليوم الذي يلقي فيه زعيم حماس خطاب استسلام، لن يجدوا في أقواله مطلبهم. فقد شدد السنوار على أنه إذا تعرضت حماس للهجوم فإنها سترد، لأنه على حد قوله "المقاومة المسلحة هي حق". كما أوضح أيضا بأن رفع الحصار هو الشرط اللازم للموافقة على وقف النار. ولكن السنوار يقول ما يعرفه الإسرائيليون في قلوبهم: "أنتم أقوى منا بشكل كبير، ولكنكم لن تنتصروا أبدا".
السنوار واع بالنسبة لموازين القوى بين إسرائيل وحماس، ويصف معضلة إسرائيل تماما وكأنه تسربت إلى أذنيه محاضر جلسات الطاقم الوزاري للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينيت"، وتبجح الوزيرين أفيغدور ليبرمان ونفتالي بينيت، في إطار معركة الديوك التي يخوضانها. "لن نتمكن من الانتصار في المواجهة مع قوة عظمى نووية"، قال السنوار، "ولكن ليس لنتنياهو أيضا ما يكسبه من مواجهة جديدة. هذه ستكون الحرب الرابعة، وهم لن يتمكنوا من تحقيق أي نتائج مثلما في الاولى، في الثانية وفي الثالثة. في نهاية المطاف سيضطرون إلى اعادة احتلال غزة".
يبدو أيضا أن السنوار يفهم جيدا التهديد الديمغرافي الذي يشكله احتلال القطاع بالنسبة لإسرائيل: "في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو التخلص من الفلسطينيين في الضفة، والحفاظ على الاغلبية اليهودية، لا أعتقد أنه سيرغب في أن يضم ارضا اخرى مع مليوني فلسطيني".
لنتنياهو ميل للتعاطي باستخفاف مع الرسائل المتصالحة من جانب الفلسطينيين بشكل عام وتغيير النبرة من جانب قيادة حماس بشكل خاص. معقول الافتراض أن هذه المرة أيضا سيبذل كل ما في وسعه لصياغة مبررات لانعدام الفعل من جانبه في كل ما يتعلق بالتقدم نحو التسوية. وبدلا من أن يرى في الرسائل المعتدلة فرصة للمصالحة ولوقف النار، يجعل نتنياهو وحكومته أنفسهم وكأنهم لا يسمعون. كعادته، سيجد شيئا ما آخر يعلق به الذنب، مثلما فعل في لقائه مع المستشارة الالماني انجيلا ميركل، حين اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالوضع في غزة.
وفي هذه الاثناء، يتواصل روتين الموت في غزة: يوم الجمعة بلغت السلطات في غزة عن مقتل ثلاثة فلسطينيين آخرين، بينهم طفل ابن 12، بنيران الجيش في المواجهات قرب حدود القطاع. "لا أريد حروبا اخرى"، قال السنوار. والآن حان دور إسرائيل لأن ترد بقوة على سؤال ما الذي تريده: وقف النار أم الحرب.